السودانشئون عربية

وفد “مجلس الأمن والسلم الإفريقى”  يزور بورتسودان لبحث انهاء الحرب بالسودان 

 

كتبت : د.هيام الإبس

وصل وفد من “مجلس الأمن والسلم الإفريقى” إلى العاصمة المؤقتة بورتسودان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السودانيين تتعلق بسبل إنهاء الحرب المستمرة منذ عام ونصف عام، وعودة الأطراف إلى التفاوض.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أن الوفد برئاسة مصر، دخل فى اجتماعات مكثفة مع مسؤولين فى مجلس الوزراء السودانى المؤقت، فيما يُنتظر عقد اجتماعات مع قيادات أخرى فى الحكومة، لبحث ملف الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع”.

وينتظر أن يطلع وفد المجلس “اللجنة الرباعية الأفريقية”، المخصصة بالسودان، التى يترأسها الرئيس الأوغندى يورى موسفينى، بنتيجة زيارته لبورتسودان، ويتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعاً عاجلاً لمتابعة تنفيذ التوصيات الواردة فى التقرير، الذى سيقدمه وفد المجلس. وتكوّنت اللجنة الرباعية، فى وقت سابق من هذا العام، لتسهيل لقاءات مباشرة بين قادة الجيش و”قوات الدعم السريع”، وعقد قمة طارئة للنظر فى وضع السودان، والتشاور على مكان وتاريخ انعقادها، فيما وجّه “مجلس الأمن والسلم الإفريقى” لجنة العقوبات وأجهزة المخابرات والأمن بتحديد الجهات التى تدعم أطراف النزاع عسكرياً ومالياً وسياسياً.

و”مجلس الأمن والسلم الأفريقي” هو الهيئة الرئيسة فى الاتحاد الإفريقى ، ويتكون من 15 دولة يتم انتخابها دورياً، بما يعكس التوازن فى القارة، حيث تُنتخب 5 دول لمدة 3 سنوات، و10 لمدة سنتين. وتتولى مصر رئاسة الدورة الحالية للمجلس بدءاً من أكتوبر الحالي.

وأهم صلاحيات المجلس التوصية بتدخل الدول الأعضاء لمنع وقوع الحروب وتعزيز الممارسة الديمقراطية الرشيدة وسيادة حكم القانون، والتنسيق بين الآليات الإقليمية والدولية لصناعة السلام.

عضوية الاتحاد الإفريقى

وفقاً لـ”سونا” فإن زيارة المجلس للسودان تعد الأولى منذ اندلاع الحرب فى البلاد منتصف أبريل  2023 .

ومنذ 27 أكتوبر 2021، علق الاتحاد الإفريقى عضوية السودان بعد الانقلاب العسكرى، الذى نفّذه الجيش ضد الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك، قبل يومين من تعليق العضوية فى الاتحاد الإفريقى، وذلك بتوصية من “مجلس الأمن والسلم” الذى أدان فى بيان سيطرة الجيش على الحكم وحلّ الحكومة المدنية الانتقالية، وعدّ الانقلاب إهانة للقيم المشتركة والمعايير الديمقراطية للاتحاد الإفريقى.

ونقلت تقارير صحفية سابقة للزيارة، عن وزير الخارجية السودانى المكلف حسين عوض، قوله إن على الاتحاد الإفريقى المبادرة برفع تجميد عضوية السودان وتوقعاته بإسهام زيارة وفد المجلس فى تخفيف حدة التوتر بين المنظمة الأفريقية والحكومة السودانية.

ويأمل السودان فى تحسن علاقاته بالاتحاد الإفريقى واسترداد عضويته المجمدة، بعد تولى مصر رئاسة مجلس الأمن والسلم، استناداً إلى مواقفها الداعمة للجيش السودانى فى حربه مع “قوات الدعم السريع”، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية المكلف فى تصريحات صحفية سابقة.

وأكد “مجلس الأمن والسلم” مراراً على تنفيذ خريطة طريق الاتحاد الإفريقى لحلّ الأزمة فى السودان، ووقف إطلاق النار الشامل وغير المشروط، وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ودعا الأطراف المتحاربة إلى تنفيذ الاتفاقات التى تم التوصل إليها، بما فى ذلك “إعلان جدة” الإنسانى الموقع فى 11 مايو  2023.

وفد "مجلس الأمن والسلم الإفريقى"  يزور بورتسودان لبحث انهاء الحرب بالسودان  2

عملية سلمية

وقال خبير حقوق الإنسان فى جنيف د. عبدالباقى جبريل، إن مصر ستترأس الوفد الإفريقى الزائر إلى السودان لتوصيل رسائل واضحة حول ضرورة إيقاف العنف والدمار للممتلكات العامة والخاصة، والدخول فى عملية سلمية لإنهاء النزاع المسلح، وأضاف: لن يكون هناك قرار أو توصية من الوفد الزائر برفع قرار تجميد عضوية السودان فى الاتحاد الإفريقى، ويمكن أن تتم هذه الخطوة إذا انتهت الأسباب التى أدت إلى فرضها، وهذا يعنى نهاية الانقلاب العسكرة والعودة إلى الحكم المدنى الديمقراطى.

وأشار إلى أن تجارب السودان وتجميد عضويته من قبل الاتحاد الإفريقى تعود إلى 6 يونيو 2019 عندما علّق “مجلس السلم والأمن” مشاركة السودان فى جميع أنشطة الاتحاد الإفريقى لمدة 3 أشهر حتى إنشاء السلطة الانتقالية بقيادة مدنية فى بداية سبتمبر  2019 ، كما سبق أن هدّد مجلس الأمن بأنه فى حالة الفشل سيفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التى تعرقل إنشاء السلطة الانتقالية بقيادة مدنية.

زيارة فاشلة

وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية، إن زيارة وفد الاتحاد الإفريقى فاشلة، ولن تحقق أى هدف تجاه السودان، وذلك بالنظر إلى العلاقة المتوترة بين السودان والاتحاد الإفريقى منذ انقلاب أكتوبر 2021، دون مراعاة للحالة التى شهدها السودان فى ذلك الوقت، على عكس ما فعله مع دول أخرى فى المنطقة مثل تشاد.

وأضاف: لا أتوقع نجاحاً للمساعى المصرية، فبجانب قصر فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، فإن معظم الدول المؤثرة فى الاتحاد كانت لها مواقف سالبة جداً تجاه الحكومة السودانية، وهى غير مؤهلة لأن تتدخل فى الشأن السودانى”، وأشار المصدر إلى أن السودان لا يثق فى الاتحاد الإفريقى ، أو فى رئيس مفوضية الاتحاد، “لأن دوره كان سالباً فى الفترة الماضية”.

كما أن القرار الذى يتم بموجبه تجميد أو فكّ العضوية مرتبط بعودة السودان إلى قيام حكومة مدنية، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه فى الوقت الحالى، فضلاً عن أن الاتحاد الإفريقى لا يملك قراره، وأن الدول الأفريقية ترهن قرارها السيادى بدوائر عربية، موقفها معروف من القضية السودانية، لأنها تناصر (قوات الدعم السريع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.