الصراط المستقيم

وقفات مع نور القرأن ( 1 )

 

كتب – وليد على

فى كل يوم تمر بنا ايات من كتاب الله نقرأها فى الصلاة او غير الصلاة وبها كثير من الرسائل التى تدلنا وترشدنا الى طريق الهداية والرشاد الذى اراده الله عز وجل لنا ونجد القرأن فى اكثر من أية يأمرنا الله فيها بتدبر القرأن والتفكر فى معانية قال الله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) سورة محمد الاية 24

وقال القرطبى فى تفسيرة : أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام ، ويتفكرون في حججه التي بينها لهم في تنزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون ( أم على قلوب أقفالها ) يقول : أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل الله في كتابه من المواعظ والعبر .

وهنا يذكر نا الله عزوجل موقف المنافقين محذرا لنا ان نفعل فعلهم وان نتدبر القرأن وان نتفكر فى معانية وان نعقل معانى الايات ونفتح لها عقولنا حتى يفتح الله بها قلوبنا .

وقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)  سورة ص 29

قال السعدي _ رحمه الله _ في تفسيره (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ))

أي ، فيه خير كثير وعلم غزير .
(ليدبروا آياته )  أي هذه الحكمة من إنزاله ، ليتدبر الناس آياته فستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها .

فإنه بالتدبر فيه و التأمل لمعانيه ، وإعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره ، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن ، وأنه من أفضل الأعمال .

وهذا هو المقصد من تلاوة القرأن والتدبر والتفكر والعمل بما جاء فيه .

وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ، ثم النساء فقرأها ، ثم آل عمران فقرأها. يقرأ مسترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ .

وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قمت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ .
فهذه الأحاديث تدل على أن تدبر القرآن والتفكر في معاني الألفاظ كان من هديه صلى الله عليه وسلم .

قال عبد الله بن مسعود : لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر ، قفو عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .

و في مسند الإمام أحمد عن عائشة أم المؤمنين  رضي الله عنها :

( أنه ذكر لها أن ناسا يقرأون القرآن في الليلة مرة أو مرتين ، فقالت : أولئك قرأوا ولم يقرأوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة ، و آل عمران ، والنساء ، فلا يمر بآية فيها خوف إلا دعا الله و استعاذ و لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه )

فهذا هو هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابة والتابعين فى  قرأة القرأن وتدبر أياتة والعمل بما جاء فيه .

هذا ما سنتناوله معا فى هذه الحلقات المباركه حول الوقوف مع أيات كتاب الله والتدبر فى معانيها حتى ننهل من فيض نورها وننعم بما جاء فيها من خير وبركة وفضل و لنعمل بما جاء فيها من أومر وننتهى عما جاء فيها من نواهى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.