الصراط المستقيم

وقفات .. مع نور القرأن ( 2 )

كتب – وليد على

(الحمد لله رب العالمين ) ثانى أى القرأن الكريم  وبها سميت سورة الفاتحه فمن اسمائها سورة الحمد نقرأها فى كل يوم فى الصلوات الخمس فقط تسعة عشرا مرة وبنوافل يصر العدد ثلاثة واربعون مرة ومع ذلك قليل منا من تدبر هذه الاية العظيمه التى جعل منها النبى صلى الله عليه وسلم مفتاح لكل شىء يفعله فكان اذا تكلم بداء بها واذا أكل ختم بها واذا حدث اى أمر ذكرها فكانت معه فى جميع احواله فى يومه وليلة .

وهذا ان دل فأنما يدل على عظم شئنها و لكن ما معنها وما الاسرار التى تحملها هذه الآية .

قال ابن جرير : الحمد لله ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال : قولوا : الحمد لله .

ومعنى الحمد لله الشكر لله خالصا دون سائر ما يعبد من دونه ، ودون كل ما برأ من خلقه ، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ، ولا يحيط بعددها غيره أحد .

وقال ابن عباس : الحمد لله كلمة الشكر ، وإذا قال العبد : الحمد لله ، قال : شكرني عبدي . رواه ابن أبي حاتم

ومن هنا تتجلى لنا اول انوار هذه الآية فأن الله عز وجل بعد ان قال بسم الله الرحمن الرحيم وهما اسمه الاعظم لفظ الجلالة والرحمن الرحيم صفتان لله يدلان على عظيم رحمة وهما من صفات الجلال لله سبحانه وتعالى وبعدها يفتتح الله عز وجل كتابه العظيم المعجز على مر العصور المتعبد بتلاوته بقوله (الحمد لله رب العالمين ) اى يا عبادى لاتغفلوا عن الحمد واحمدونى على ما أنعمت عليكم من النعم بل ومن اعظم النعم هذا الكتاب العظيم الذى بين ايديكم ولما كان اخر السورة دعاء جاء الحمد فى أولها حتى يقبل الله دعائك ببركة الحمد والثناء الذى ذكرت فى اولها  .

ومن فضلها انك حين تقرأها فى الصلاة يقول الله حمدني عبدي كما فى حديث الامام مسلم .

وعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة، فيحمده عليها، ويشرب الشربة، فيحمده عليها» . رواه مسلم

وهنا يتضح لنا ان الله عز وجل يرضى عن العبد اذا هو تعلق بالحمد فى امره كله عن اكله وشربه وعند النعماء والضراء فى المرض والصحه فى كل حاله .

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .

والحمد من دعاء اهل الجنه بل وهو اول ما يقوله اهل الجنه  (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )

(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)

والحمد له من الفضل والثواب اكثر من ان يحصى وإنما اردت فقط ان اشير الى بعض ثواب هذه الآية بل والكلمه التى نرددها كثيرا حتى نقولها ونحن نعلم معناها .

هذا ما اردت والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى