Site icon وضوح الاخبارى

وقفات .. مع نور القرأن (4)

وقفات .. مع نور القرأن (4) 1

كتب – وليد على

خلق الله سبحانه وتعالى الرحمة وجعلها مائة جزء فمنها كما قال رسول الله فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله  ﷺ يقول :

جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه .

والله عزوجل هو الرحمن الرحيم ينزل رحماتة على عباده ويختص من يشاء من عباده برحمت وقد جاء ذكرالرحمة فى القرأن الكريم فى مواضع عده على لفظين وهما ( رحمة  – رحمت ) .

وربما يقرأها بعضنا ولا يدرك الفرق بينهما او لا يعرف لماذا اتت هذه ولم تأتى تلك وهل هناك سر فيما بينهم .

نعم هناك فرق بينهم فى الشكل والمعنى .

والشكل انما جاءت رحمة بتاء مربوطة وهى تاتى قبل لفظ الله او رب .

(رحمة ) وردت خمس مرات :

وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله”

ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون”

قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي”

أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب”

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله”

والمعنى العام للرحمة :هو يشمل الرحمة المدخرة عند الله إلى أبد الآبدين ثم الرحمة الواقعية التي يتمتع بها الناس واقعا ملموسا في حياتهم اى التى تعم كل الخلق فهى عامة فلما كانت عامه جأت بالتاء المربوطة وهذا الشاهد منها .

اما (رحمت ) وهى بالتاء المفتوحة وهى ايضا تاتى قبل لفظ الله او رب .  ووردت فى القرأن سبع مرات

” أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم “

” إن رحمت الله قريب من المحسنين “

” قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد “

” ذكر رحمت ربك عبده زكريا “

” فانظر إلى آثار رحمت الله “

” أهم يقسمون رحمت ربك “

” ورحمت ربك خير مما يجمعون “

واذا نظرت فى كل موضع جاءت فيه كلمة ( رحمت ) فترى فيها كيف تجلت رحمة الله على عبدا من عباده  او على طائفة منهم لكنهم ليسوا كسائر العباد بل انهم امنوا واحسنوا وصبرو حتى جاءت رحمت الله التى عمتهم هم فى دنيهم دون غيرهم من العباد بعد ضيق وشدة فجأت بالتاء المفتوحة  وهذا هو المعنى المقصود منها .

والله عزوجل هو الروف الرحيم يرحم من يشاء من عباده  .

اللهم انزل علينا من بركاتك ورحماتك فى الدنيا والاخرة .

Exit mobile version