وكالة بيت مال القدس الشريف تدعم صمود المقدسيين بـ 64 مليون دولار
مؤسسات فلسطينية معنية بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في القدس تُشيد بالدور المحوري لوكالة بيت مال القدس في تنسيق جهود دعم المقدسيين
كتب. إبراهيم عوف
كشف تقرير لوكالة بيت مال القدس الشريف بالمملكة المغربية عن أن حجم الإعانات التنموية التي قدمتها الوكالة للمقدسيين لمختف القطاعات في المدينة المقدسة، بلغ نحو 64 مليون دولار أمريكي على مدى نحو ٢٢ عاما بحسب التقرير بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسيها أطلقته في مؤتمر صحفي اليوم .اوضحت الوكالة أن المملكة المغربية ساهمت بـ 16،7 مليون دولار من إجمالي المساهمات المقدمة من الدول.
وأوضح التقرير التي استعرضه الدكتور محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير الوكالة أن قطاع المساعدات الاجتماعية والثقافة والشباب والرياضة استأثر بنحو 60 % من مصروفات الوكالة، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، التي تقضي بإيلاء الوكالة اهتماما خاصا لهذا القطاع، مفيدا أن برنامج العيش الكريم الذي يستهدف الأسر الفقيرة في القدس الشريف يوزع 29 ألف رغيف يوميا، ويبلغ عدد الأسر المستفيدة نحو 2900 أسرة، ويخلق دورة اقتصادية مهمة لفائدة 20 مخبزا.
وقال التقرير إن (برنامج كفالة اليتيم المقدسي) يكفل100 يتيم ويتيمة من أطفال القدس، بينما استفاد من برنامج المخيمات الصيفية لأطفال القدس في المغرب 650 طفلا وطفلة، إضافة إلى المستفيدين من برنامج (المخيمات الصيفية لأطفال القدس في القدس) الذي تموله الوكالة بالشراكة مع جمعيات مقدسية وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في القدس.
وأفاد التقرير أن (مشروع مبادرات أهلية من أجل برنامج مستدام للتنمية البشرية في القدس) يهتم بتمويل مشروعات الجمعيات في مجالات المهن والتدريب وتمكين المرأة، والمشروعات المدرة للدخل، ودعم القدرات، والإدماج المجتمعي، موضحا أن الوكالة لديها عدد من المشروعات الاجتماعية الأخرى مثل ترميم وتأهيل الأندية الرياضية والمراكز الثقافية وتجهيزها، وتوزيع الطرود الغذائية خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية، إضافة إلى دعم وتمويل برنامج الإقراض الفردي والجماعي لبناء وترميم البيوت والمساكن، وتأهيل مساكن الفقراء والمهمشين، وترميم المساجد والزاوية المغربية.
وذكر التقرير أن الوكالة أنجزت مشروعات عدة في قطاع التعليم استحوذت على نحو 20% من ميزانيتها، همت بناء 4 مدارس جديدة وإصلاح وترميم 10 مدارس أخرى، كما أن برنامج المنح الدراسية للطلبة المقدسيين، يقدم منحا سنوية في مجال التعليم العالي لفائدة الطلبة المقدسيين المتفوقين والمحتاجين لمتابعة دراستهم في الجامعات الفلسطينية والمغربية وغيرها بواقع 2000 دولار للتخصصات الأدبية و3000 دولار لتخصصات الطب والهندسة.
وأشار التقرير إلى أن الوكالة دعمت مستشفيات القدس من خلال شراء سيارات إسعاف وأجهزة ومعدات لمساعدتها على تأدية مهامها، بالإضافة إلى تأهيل وترميم بعضها، وإنشاء وحدات وأقسام طبية بالمستشفيات في تخصصات مختلفة، مفيدا بأنها زودت خلال فترة كوفيد 19، المستشفيات بالمستلزمات الضرورية لمساعدتها على التصدي للجائحة.
يذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف هي مؤسسة إنسانية اجتماعية أنشئت بمبادرة من الراحل الحسن الثاني عام 1995، وشرعت في عملها الفعلي خلال العام 1998، وتعمل تحت الإشراف المباشر لرئيس لجنة القدس، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تنفيذ مشروعات اجتماعية في القدس للمساهمة في حماية المدينة المقدسة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم ساكنتها.
وتتوزع مشروعاتها على قطاعات التعليم والصحة والإسكان والثقافة والرياضة وتمكين المرأة والعناية بالشباب والطفولة، فضلا عن برامج المساعدة الاجتماعية للأشخاص في وضعية صعبة وللفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أشاد رؤساء ومدراء عدد من مؤسسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القدس اليوم الجمعة بالرباط بالدور المحوري لوكالة بيت مال القدس الشريف في تنسيق جهود دعم المقدسيين والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف، تنفيذا للأدوار الاجتماعية والإنسانية للجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية.
وأهاب المشاركون في اللقاء التشاوري الثاني الذي نظمته الوكالة على هامش احتفالاتها باليوبيل الفضي بمرور 25 عاما على هيكلتها وانطلاق عملها عام 1998، بالدول العربية والإسلامية لدعم الوكالة بالموارد المالية الكافية لتمويل مشروعاتها في القدس، مؤكدين أنه على الجميع المساهمة في تحصين المكتسبات التي حققتها المؤسسات العربية والإسلامية العاملة في القدس، وفي طليعتها وكالة بيت مال القدس الشريف.
وأكد المشاركون على أهمية تجربة الوكالة على مدى ربع قرن من العمل والنشاط، ما أكسبها خبرة واسعة في فهم التحولات المجتمعية المتسارعة التي تشهدها القدس، وتقدير حجم التحديات، مؤكدين على أن مؤشرات الحالة الاقتصادية والاجتماعية العامة في القدس تبقى مُقلقة و تُنذر بالخطر المُحدق بفئات المجتمع المقدسي كافة، جراء حالة المراوحة السياسية والأوضاع الأمنية غير المستقرة.
ونبه المشاركون إلى أن تراجع التمويلات الموجهة للمؤسسات في القدس، وتشدد بعض الهيئات المانحة في فرض شروطها المجحفة، أحيانا، بات يطرح تحديات من نوع آخر في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وآثار جائحة كورونا على الاقتصاد المحلي، مما يحد من الفرص المتاحة للفئات والشرائح المهمشة من ذوي الدخول المتدنية أو المحرومة من الاندماج في المجتمع، والمساهمة في العملية الاقتصادية بمفهومها التنموي والاجتماعي، والحد من الاقتصاد القائم على المساعدات.
وفي اختتام أشغال اللقاء التشاوري رفع المشاركون برقية شكر وامتنان إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس تقديرا لجهود جلالته في دعم المدينة المقدسة وأهلها المرابطين.
حضر اللقاء على الخصوص كل من محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، والسفراء سمير بكر ذياب، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس بمنظمة التعاون الإسلامي، وسعيد أبو علي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، إلى جانب الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس والمطران سهيل دواني، مطران الكنيسة الأنجليكانية السابق، وحشد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والأكاديمية والإعلامية والثقافية المقدسية.