احدث الاخبارالسعوديةالسودان

ولي العهد السعودي والبرهان يبحثان جهود وقف الحرب في السودان

✍️ كتبت – د. هيام الإبس

في ظل تصاعد الأحداث في السودان وتداعياتها الإنسانية والسياسية، شهدت الرياض لقاءً رفيع المستوى جمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان. اللقاء يأتي في إطار الجهود السعودية المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمثل محطة مهمة في مسار الدبلوماسية الإقليمية الساعية إلى إنهاء النزاع السوداني.

تفاصيل اللقاء

ناقش ولي العهد السعودي مع البرهان مستجدات الأوضاع في السودان، والسبل الممكنة لاحتواء الأزمة عبر الحوار السياسي ودعم المساعي الإنسانية. حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين السعوديين، بينهم وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إضافة إلى وزير المالية محمد الجدعان وسفير المملكة لدى السودان علي حسن جعفر.

زيارة رسمية إلى الرياض

وصل الفريق عبد الفتاح البرهان إلى الرياض تلبية لدعوة رسمية من ولي العهد، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين السعوديين في مطار الملك خالد الدولي، يتقدمهم نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز. وتأتي هذه الزيارة في سياق نشاط دبلوماسي مكثف تشهده المنطقة، شمل اتصالات بين وزراء خارجية مصر والسعودية لبحث تطورات الأزمة السودانية.

خلفية الأزمة السودانية

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعيش الشعب السوداني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فقد أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية. الأمم المتحدة وصفت الوضع بأنه “وصل إلى نطاق هائل”، مؤكدة الحاجة الملحة إلى دعم إنساني عاجل.

الدور السعودي في الوساطة

قادت الرياض جهوداً دبلوماسية بارزة عبر استضافة مباحثات جدة (1) وجدة (2)، والتي أسفرت عن توقيع “إعلان جدة” لحماية المدنيين واتفاقات لوقف إطلاق النار قصير الأمد. ورغم تعثر فرص التهدئة، تواصل المملكة مبادراتها لتجنيب السودان مخاطر الانقسام، مدفوعة بأهداف استراتيجية تشمل فتح الطريق أمام حل سياسي شامل، حماية الأمن الإقليمي، وضمان أمن البحر الأحمر.

البعد الدولي للأزمة

الجهود السعودية لاقت اهتماماً دولياً، حيث ناقش ولي العهد السعودي مع الرئيس الأمريكي مسارات تسوية النزاع، وأكدت واشنطن التزامها بالتحرك الفوري لإعادة ضبط مسار الصراع. هذا التفاعل يعكس إدراك المجتمع الدولي أن الأزمة السودانية تمثل تهديداً يتجاوز حدود السودان ليطال الأمن العربي والأفريقي.

تؤكد المملكة أن مسؤولية إنهاء الحرب في السودان جماعية، وتشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لدعم الحوار الوطني، وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة. كما تبرز أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومقدراته، باعتبار ذلك أساساً لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى