احدث الاخبار

ومازلنا نصنع فكرا (4).. قانون البطن .. بقلم: مدحت مرسي

لقد اضطربت المذاهب الأرضية وعجزت عن تحويل الإنسان وتغييره بالزيادة أو النقص في أعصابه ،ولا تزال كلها نظريات وكتب ورسائل لا تمت إلى أرض التطبيق الواقعي بشئ .

ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الفكر الاسلإمي لرأو هذا النظام العملي التطبيقي القوي . فهو فقر إجباري تفرضه الشريعه على الناس فرضا ليتساوى الجميع في بواطنهم، يراد به بطريقة عملية واضحة أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها.

 وأنها تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون،وحين يتعاطفون بإحساسهم بالألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.

 و لونظرنا وتحققنا في حقيقة الإختلاف بين الناس لوجدنا أنهم لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم ولا بأنسابهم ولا بمراتبهم ولا بما يملكون .

وإنما يختلفون ببطونهم وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة فمن البطن نكبة الإنسان وهو العقل العملي على الأرض وإذا اختلفت البطن مع العقل في قضية ما مد البطن سلطانه وطغى بقوة الهضم فلا يبقي ولا يذر.

 فمن هنا جاء هذا الصوم العظيم لتهذيب وتأديب وتدريب العلاقة بين البطن والمادة ويبالغ في إحكامة فيمسك حواشيه العصبية في جسم الإنسان كله فيمنعها حتى من نفس السيجار إن جاز لها أن تستعمله. إنه مذهب (الإطمئنان والمساواة) تلك الفكرة التي يكون فيها المساواة بين الغني والفقير وإطمئنان الفقير إلى الغني هذا الإطمئنان الطبيعي ويكون هدوء الحياة بهدوء هذين النفسين  اللذين هما السلب والإيجاب في هذا الاجتماع الإنساني.

 ويالها من معجزة إصلاحية عجيبة تلك المعجزة في الفكرة الإسلامية التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في السنة ليحل محلها تاريخ النفس ؟

ويالها من نسبة رياضية عجيبة شهر من إثنى عشر شهرا نسبة متحققة  في إعمال النفس للجسم وإعمال الجسم للنفس فيالها من نسبة  (ثمانية وثلث في المائة)كأنها نسبة إقتصادية كأنه يسجل في أعصاب المرء من حساب قوته فله في كل سنة زيادة بنسبة (ثمانية وثلث في المائة)من قوته المعنوية والعصبية.

 ولما ثبت على مر الزمان تلك العلاقة القوية بين مد وجزر القمر و الحالة العصبية للإنسان من مد وجزر للدم كان هذا الشرط لحصول هذه النسبة ان يكون الصوم شهر قمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.