وَاقِعٌ . . . و . . . حَلُّ
بقلم / مدحت مرسي
مَا نَحْنُ فِيهِ يَرْجِعُ لِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءِ
اَلْكِبْرُ . . . اَلْحَسَدُ . . . اَلْغَضَبُ . . . اَلشَّهْوَةُ
لَا تَسْتَعْجِلُ تُمْهِلُ.. سَأُوَضِّحُ لَكَ
مَاذَا يَفْعَلُ بِنَا
اَلْكِبَرُ وَالتَّعَالِي يَمْنَعُنَا مِنْ اَلِانْقِيَادِ لِلنَّصِيحَةِ وَرُؤْيَةِ اَلْحُلُولِ
وَالْحَسَدِ يَمْنَعُنَا مِنْ قَبُولِ اَلنَّصِيحَةِ بَعْدَ سَمَاعِهَا وَمَصْمَصَةِ اَلشِّفَاهِ وَالتَّعْبِيرِ ( كَلَامٌ حُلْوٌ )
اَلْغَضَبِ هُوَ اَلَّذِي يَمْنَعُنَا مِنْ اَلْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ
وَالشَّهْوَةِ هِيَ اَلَّتِي لَمْ تَسْمَحْ لِأَحَدٍ أَنْ يُظْهِرَ أَوْ يُحَاوِلُ أَنْ يُظْهِرَ وَنَحْنُ مَوْجُودُونَ
وَالْعَمَلُ إِيهْ ؟
نَقْتُلُ اَلْكِبَرُ وَنُحَارِبُهُ فَيِسَهِّل عَلَيْنَا سَمَاعُ اَلنَّصِيحَةِ وَالِانْقِيَادِ لِدَعَوَاتِ اَلْعَدْلِ وَإِذَا قَتَلْنَا اَلْحَسَدُ سَمِعْنَا اَلنَّصِيحَةُ مِنْ غَيَّرْنَا
وَإِذَا اِنْهَزَمَ اَلْغَضَبُ سَهْلٌ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ بِعَيْنِ اَلْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالْإِنْصَافِ وَالْأَخْطَرِ
هُوَ قَتْلُ صَنَمِ اَلشَّهْوَةِ فَسَنُصَبِّحُ إِعْفَاءً طَاهِرِينَ وَصَارَ اَلصَّبْرُ عَلَى اَلْأَحْدَاثِ وَإِيقَافِهَا وَالتَّطَوُّرِ
وَالْأَمْرِ اَلْخَطِيرِ وَيَحْتَاجُ إِلَى نَظَرٍ
هُوَ أَنَّ زَوَالَ اَلْجَبَلِ مِنْ مَكَانِهِ أَيْسَرَ مِنْ هَدْمِ هَذَا اَلْأَرْبَعَ
وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَارَتْ رَاسِخَةً وَعَلَامَةً مِنْ عَلَامَاتِ مَعِيشَتِنَا
وَهُنَا نَسْأَلُ عَنْ سَبَبِ وُجُودِهَا فِي حَيَاتِنَا
وَنُنَبِّهُ أَنَّهَا صِنَاعَةٌ اِسْتِعْمَارِيَّةٌ كَيْفَ وَجَدَتْ ؟
أَوَّلاً اَلْجَهْلَ بِكُلِّ صِفَاتِهِ وَأَشْكَالِهِ
وَمَا اَلْحَسَدُ إِلَّا جَهْلُ اَلْمَرْءِ بِحَالَةِ وَطَبِيعَتِهِ وَمَا إِبْلِيسَ زَعِيمَ اَلْمُتَكَبِّرِينَ وَالْحَاسِدِينَ إِلَّا كِبْرُهُ وَحَسَدُهُ لِلسُّجُودِ لِآدَمْ
وَهُنَا يَأْتِي اَلسُّؤَالُ اَلطَّبِيعِيُّ وَمَا اَلْحَلُّ ؟
الْعِلْمِ
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ
اَلْعِلَمُ هُوَ سِلَاحُ مُوَاجَهَةِ اَلْجَهْلِ
فَبِهَذَا اَلْعِلَمِ نَقْضِي عَلَى اَلشَّهْوَةِ اَلْعَدَائِيَّةِ بِمَعْرِفَةِ عَوَامِلِ اَلْإِصْلَاحِ وَالتَّقَدُّمِ وَبِمَعْرِفَةِ اَلْعِلْمِ سَنَعْرِفُ أَنَّ اَلْغَضَبَ اَلَّذِي نَمْتَلِكُهُ هُوَ بِمَثَابَةِ
اَلسَّبْعِ اَلَّذِي إِذَا أَفْلَتَهُ صَاحِبُهُ بَدَا بِأَكْلِهِ
وَبِالْعِلْمِ سَنَعْرِفُ أَنَّ اَلشَّهَوَاتِ كُلَّهَا مِنْ اِنْتِقَامِ وَحُبِّ اَلذَّاتِ وَالتَّعَالِي وَالْفَخْرِ بِالْأَنْسَابِ
وَكُلَّمَا أَغْلَقْنَا هَذَا اَلْبَابِ كُنَّا سَاعِينَ لِلْكَمَالِ وَالتَّقَدُّمِ
اَلْخُلَاصَةِ
اَلْغَضَبُ مِثْل اَلسَّبْعِ إِذَا أَفْلَتَهُ بَدَا بِأَكْلِكَ
اَلشَّهْوَةَ مِثْل اَلنَّارِ إِذَا أَضْرَمَتْهَا بَدَأَتْ بَاحُرَاقِكْ
وَالْكِبَرُ مَثَّلَ مِنْ يُنَازِعُ مَلِك فِي مُلْكِهِ فَإنِ لَمْ يُهْلِكْهُ طَرْدُهُ عَنْهُ
وَالْحَسَدِ بِمَنْزِلَةِ مُعَادَاةٍ مِنْ هُوَ أَقْدَرُ مِنْكَ
وَعَلَيْهِ
مِنْ يُغْلِب شَهْوَتَهُ وَغَضَبَهُ . . . يُفَرِّقَ اَلشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ
وَمِنْ تَغَلُّبِهِ شَهْوَتَهُ وَغَضَبَهُ . . . يُفَرِّقَ مِنْ خَيَالِهِ
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية