يوم أسود في تاريخ مؤتمر نزع السلاح
كتب د/ محمد النجار
أثار تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح في جنيف غضبا شديدا لدى أعضاء في الأمم المتحدة ، حيث كيف تتم هذه الخطوة بعد أسابيع فقط على تقارير أفادت بحدوث هجوم بأسلحة كيمياوية يعتقد على نطاق واسع أن السلطات السورية استخدمت فيه غازات كيمياوية ضد المدنيين.
وقد تولت سوريا رئاسة المؤتمر من سويسرا لأنها تأتي أبجديا بعدها في قائمة الدول الأعضاء.
وقد أصدر دبلوماسيون بريطانيون بيانا جاء فيه : ” تستنكربريطانيا تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح، بالرغم من تجاهل النظام باطراد وبطريقة صارخة للاتفاقات والقواعد الدولية لنزع الأسلحة ومنع انتشارها”.
وكتب سفير واشنطن في جنيف، روبرت وود، تغريدة تقول “سيكون الاثنين 28 مايو/أيار يوم أسود في تاريخ مؤتمر نزع السلاح مع بدء سوريا لفترة رئاستها له لمدة أربع سنوات”.
واستطرد أنه ” ليس لدى نظام دمشق مصداقية أو سلطة لترأس المؤتمر. ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يصمت”.
وطالب روسيا في تغريدة سابقة بالتدخل ونصح سوريا بالتنحي. ويبدو أن مناشدته لم تلق جوابا.
يوم اسود في تاريخ مؤتمر نزع السلاح :
وكتب سفير واشنطن في جنيف “روبرت وود” تغريدة قال فيها (سيكون يوم الاثنين28مايو ايار 2018)يوم أسود في تاريخ نزع السلاح مع بدء سوريا لفترة رئاستها له لمدة اربع سنوات.
كيف تولى نظام الاسد المجرم منصب رئاسة مؤتمر نزع السلاح؟
والسؤال : هل هناك سبيل لمنع سوريا من تولي المنصب؟
ليس الأمر سهلا، وكما أقرت بريطانيا في بيانها بأن ذلك يقتضي “إجماع الدول الأعضاء في المؤتمر جميعا بما فيها سوريا حتى لا تتولى هي الرئاسة، ولذلك لا يمكننا وقف ما يحدث”.
وأضاف البيان “ما سوف نفعله هو أن نضمن ألا تؤدي رئاسة سوريا إلى أي أضرار بعمل المؤتمر أو الهيئات التابعة له”.
لقد عطل المؤتمر قضايا كثيرة عدة سنوات، وهذا أمر أشار إليه بحزن الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إن المؤتمر على مدى عقود “لم ينتج إلا قليلا”، ودعا إلى “إعادة تنشيطه”. ولكن مما أنتجه المؤتمر معاهدة الأسلحة الكيمياوية، وهي التي انبثقت منها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
وتحقق المنظمة حاليا بشأن سوريا في عدد من الحالات، بلغت 14 حالة، يعتقد أن أسلحة كيمياوية استخدمت فيها.
ويعد كل استخدام للأسلحة الكيمياوية جريمة في القانون الدولي. كما أن استخدامه على نطاق واسع يعد جريمة ضد الإنسانية.
العجيب ان الدول الكبرى تستخدم النظام لمصالحها وإذا لم يكن النظام في صالحهم يستخدمون القوة ويستصدرون القرارات بقوة السلاح وخضوع باقي الدول لهم .
وتعسا لدول العالم الاسلامي الذين لا ينتجون اسلحتهم ولا يستخدمون ثرواتهم في انتاج كل وسائل القوة التي تمكن لهم في الارض.واتعجب من معاداة بعض الدول العربية والاسلامية لبعض محاولات دول اخرى تحاول انتاج اسلحتها ودباباتها وكل وسائل القوة حتى تكون في مصاف الدول القوية مثل تركيا وايران التي ينبغي على كل العالم الاسلامي حذو حذوهم في بذل جهودهم لامتلاك وسائل القوة ، وقديما قالوا : ان من لايملك انتاج غذاءه لايمتلك ارادته ، لكن اصبحت الحقيقة ان من لاينتج سلاحه مستحيل ان يمتلك ارادته !
د.محمد النجار 29-05-2018م الثلاثاء 13رمضان 1439هـ