أراء وقراءاتشئون عربية

‏يوم الإثنين تاريخي للقضية الفلسطينية

 

لأول مرة تقوم دولة بمقاضاة ألمانيا في محكمة العدل الدولية بتهمة مساعدة إسرائيل وتسهيل ارتكابها إبادة جماعية بحق سكان غزّة..من هي الدولة التي تقاضي ألمانيا؟..أكيد ليست دولة عربية ‘‘لا سمح الله‘‘..بل هي دولة في أقاصي أميركا الوسطى وهي ‘‘نيكاراجوا‘‘.

 

تخيّل يا أخي..قبل أيام أصدر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرارًا بحظر بيع الأسلحة لإسرائيل..عارضته من؟..ألمانيا جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة..ألمانيا إلى اللحظة لم يكفها 34 ألف شهيد فلسطيني وترغب في إرسال مزيد من الأسلحة لقتل ألوف آخرين..ولم لا؟..وهي التي أعطت منذ الطوفان 185 ترخيص جديد بتصدير الأسلحة لإسرائيل بإجمالي قارب نصف مليار $ من الأسلحة الفتّاكة، فضلًا عن التبّرع بمركبات وآليات لتأمين الجنود الصهاينة.

 

ألمانيا في مشروع قانون الجنسية الجديدة ستضيف أسئلة جديدة للمتقدمين على الجنسية تختبرهم فيها عن ‘‘إسرائيل‘‘ و ‘‘الديانة اليهودية‘‘..وحق إسرائيل في البقاء ‘‘آمنة‘‘ في الشرق الأوسط..ومن يجيب على تلك الأسئلة إجابة خاطئة..سوف يُحرم من الجنة الألمانية..5.4 مليون مسلم يعيشون على الأراضي الألمانية، لم تُقم لهم ألمانيا اعتبارًا..والعربي المهاجر الذي يدفع الضرائب ويخدم مجتمعه، أصبح عليه التنكّر لوطنه وأهله وتأييد الإبادة حتى يصبح ألمانيًا..شيء من الفاشية والجنون لا يتصوره عقل.

 

ألمانيا أول دولة ارتكبت إبادة في القرن العشرين، عندما محت من على الأرض 75 % من قبيلتي الهيريرو والناما في ناميبيا، وقتها في عام 1904 قام الجنرال ‘‘فون تروته‘‘ بناءً على أوامر القيصر ‘‘فيلهلم الثاني‘‘ بسحق عشرات ألوف الناميبيين بعد مطالبتهم بالحرية..ويا أخي..لم يرضى الألمان بقتلهم فحسب..بل نقلوا الناجين من الأفارقة لجزيرة تُدعى ‘‘شارك‘‘ وهناك قام الطبيب الوحشي ‘‘أويجين فيشر‘‘ بإجراء تجارب عليهم، عبر حقنهم بالزئبق وجرعات سامّة من الأفيون وانتزاع جلودهم وهم أحياء، بحجة ‘‘دراسة تحمّلهم للألم‘‘، ثم قصّ رؤوسهم وعرضها للجمهور، والترويج بأن الفحص الطبي أثبت أن الأفارقة مجرد قردة، ولم يرتقوا جسديًا لمرتبة البشر.

 

ألمانيا تلك لم تعترف بإبادتها لشعب ناميبيا إلا بعد 117 عام وتحديدًا عام 2021..وتخيّل حجم التعويضات التي سوف تدفعها ألمانيا لناميبيا؟..1.1 مليار $ في صورة مشروعات تنموية على مدى 30 سنة..ظلم وفجور لا يتخيله عقل..وبالمناسبة الألمان البيض ما يزالون يسيطرون على معظم الأراضي والثروات في ذلك البلد المجاور لجنوب إفريقيا..وبالمناسبة أيضًا هي نفسها ألمانيا التي دفعت لدولة الاحتلال الصهيوني ورعاياها تعويضات بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدًا منذ ‘‘اتفاق لوكسمبورج ‘‘1952 وحتى عام 2022. كم دفعت؟..82 مليار يورو..هل رأيت انحطاطًا مماثل؟!..

 

ألمانيا بالتعريف الصريح..عدو..عدو يضاهي إسرائيل..وليست في مرتبة أقل أبدًا..لعقود مولّتهم بمليارات تعويضات..ومليارات أسلحة..واليوم تؤيد إبادة الفلسطيني..كما أبادت بنفسها الناميبيين من قبل..وتظن أنها من الممكن أن تفلت بجرمها الأخلاقي..ربما لن تكسب نيكاراجوا دعواها ضد ألمانيا..لكن التشهير بالألمان وجرّهم لمحكمة العدل الدولية ووصمهم بفعل ‘‘الإبادة بحق سكان غزّة‘‘..عمل ضروري وحتمي لفضح تلك الدولة، التي تعتمد على سمعتها الجيدة لفتح أسواق لصادراتها وشركاتها..ويا أخي بالله..قاطع البضائع الألمانية..قاطعها وشهّر بمنتجهم وافضح دولتهم..هذا أقل ما ينبغي أن نقوم به لأجل أخوتنا..ونحن أولى بهم من الغريب !

مختارة من حساب عبده فايد على منصة X.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.