بقلم/ الدكتور محمد النجار
ما إن انتقدت نائبة الحزب الديمقراطي (المسلمة الهان عمر) الدعم الأمريكي الهائل والمتدفق لإسرائيل نتيجة ضغوط اللوبيات اليهودية الصهيونية الموالية لإسرائيل حتى انبرى الرئيس الامريكي ترامب بتصريحاته ضد النائبة المسلمة قائلا : يجب على الهان عمر تقديم استقالتها واصفا تعليقاتها -البسيطة – بالمخيفة والمفزعة ، واستطرد بأن جماعات يهودية ارسلت عريضة لرئيسة مجلس النواب تطالبها بإبعاد الهان عمر عن لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس ثم ختم تغريدته بعبارة توحي بمدى حبه واخلاصه وولاءه لإسرائيل معتبرا ما قالته إلهان عمر يمثل خطرا على اسرائيل قائلا “أنه يوم مظلم لإسرائيل”.
ورغم مئات المليارات التي غرفها ترامب من السعودية ودول الخليج في الفترة الوجيزة الأخيرة ، والتي لا تزال تتدفق عليها إلى الآن إلا انه لم يحاول مرة واحدة ان يضع السعودية في نفس درجة اسرائيل او نصفها أو حتى 5% منها رغم انه لم يحصل من اسرائيل على دولار واحد ، بل تتمتع اسرائيل بموقف قوى لدى الرئيس الامريكي لدرجة انها تستطيع ان تأمر وتنهى الرئيس الامريكي وكل المسئولين الأمريكان ، وتحصل على الأموال و الاسلحة والطائرات وكافة المعدات العسكرية الامريكية التي تحارب بها العرب في بما فيهم السعودية والخليج الذين يمثلان الخزان النفطي والنقدي الذي تغرف منه امريكا مجانا وظهر هذا علنا دون مواربة في الفترة الاخيرة .
ألا تستطيع السعودية ودول الخليج ؟؟بما لديهم من قوة اقتصادية ومواقع استراتيجية ومخزون نفط وغاز ومئات المليارات التي يقدمونها طوعا لأمريكا ان تجعل لها مكانة لدى امريكا ضد مخططات و أذى اللوبيات اليهودية الصهيونية ، وتصنع لها لوبيات امريكية مسلمة تدافع عن مواقفها وعن الشعوب المسلمة مثلما تفعل اللوبيات الصهيونية التي تحصد الاموال والتبرعات لصالح اسرائيل خاصة بعد ان أصبح امرأتان مسلمتين في الكونجرس الامريكي احداهما إلهان عمر التي انتفض ضدها ترامب لصالح اسرائيل وقال انه يوم مظلم لإسرائيل ان تكون امرأة مسلمة تدلي بتصريحات ضد اسرائيل رغم ان تصريحاتها بسيطة للغاية تتمثل في انتقاد الدعم الامريكي لإسرائيل ولم تقل الموت لإسرائيل مثلا او عبارات شبيهة لها ..
انها العنصرية المقيتة التي يعاني منها المواطنون المسلمون الامريكيون ، وكأن اسرائيل فوق النقد والحساب بل فوق كل القوانين وفوق المواطنين المسلمين حتى في امريكا ، وتستطيع ان تتهم أي طرف بمعاداة السامية لمجرد أن يفتح فمه وينطق بكلمة ينتقد سياساتها العنصرية وأفعالها الاجرامية في فلسطين المحتلة وحصارها المستمر منذ سنوات للشعب المسلم في غزة والذي يعاني من الازمات الانسانية في كافة المجالات ومعاناته من الحروب التي تشنها عليهم كل فترة .
أما آن الأوان ان تكون للدولارات الخليجية ثمنا لدى الولايات المتحدة الامريكية لصالح القضايا العربية والاسلامية ، ام سيظل الخليج خزانا نفطيا وماليا تغرف منه امريكا بلا مقابل ؟