يونيسيف”: 3 ملايين شخص فى السودان معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا
كتبت : د.هيام الإبس
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من أن ثلاثة ملايين شخص فى السودان معرضون لخطر الكوليرا، بما فى ذلك نصف مليون طفل دون سن الخامسة.
وتقول إحصائيات وزارة الصحة السودانية ، إنها قد رصدت أكثر من 25 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ إعلان تفشى الوباء فى البلاد خلال أغسطس الماضى.
ومع حلول فصل الخريف الذى شهد هطول معدلات أمطار قياسية تسبب فى فيضانات وسيول مدمرة، انتشرت وبائيات عديدة فى البلاد، على رأسها الكوليرا وحمى الضنك. وتتفاقم الكارثة الصحية فى السودان بسبب الحرب التى دمرت البنية التحتية للنظام الصحى.
أزمة النزوح السودانى الأكبر فى العالم
وتدهورت الأوضاع الصحية فى السودان بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة مع اشتداد الصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى عدد من المناطق، وتقول إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 14 مليون شخص هم فى عداد النازحين واللاجئين بالسودان اليوم، حيث تعد أزمة النزوح السودانى الأكبر فى العالم.
وتشهد المناطق المتأثرة بالحرب شحاً فى الخدمات الحكومية والصحية، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية، لا سيما مع عدم توفر مياه الشرب النظيفة والصرف الصحى المناسب، فى ظل تحديات كبرى فى الوصول إلى المتضررين وتقديم المساعدات اللازمة.
حملة تطعيم ضد الكوليرا
كانت السلطات الحكومية قد أطلقت حملة تطعيم ضد الكوليرا فى الولايات الأكثر تأثراً، وتحدثت عن نسب تغطية عالية وسط الشرائح المستهدفة، لا سيما فى محليات كسلا وودالحليو شرق البلاد، حيث سجلت أعلى نسب إصابة بالمرض.
وكانت منظمة يونيسيف قد أرسلت فى السادس من الشهر الجارى، طائرة تحمل 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا إلى السودان، فى سبيل تعزيز جهود حماية الأطفال من الوباء، إضافة إلى 404 ألف جرعة لقاح كانت قد وفرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة للسودان الشهر الماضى.
فى السياق، أوضح مدير الطوارئ الإقليمى فى منظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، أن عدد حالات الكوليرا فى السودان يتزايد بشكل سريع، معرباً عن القلق من “معدل انتشار أسرع مما شهدناه فى العام الماضى.
وأكد برينان على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين وزارة الصحة والشركاء كاليونيسف لمجابهة الارتفاع الحاد فى حالات الإصابة بوباء الكوليرا الذي أعلنت عنه وزارة الصحة السودانية بشكل رسمي فى أغسطس الماضى.
يُذكر أن الكوليرا مرض معدٍ للغاية يسبب الإسهال الحاد والجفاف، ويمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يُعالج فورًا، وينتقل من خلال تناول الطعام أو الماء الملوثين.
وتقول مصادر طبية إن العدوى تنتشر أيضاً فى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم وغيرها من الولايات، وتفتقر تلك المناطق إلى الأنظمة الصحية اللازمة لمجابهة الوباء.
وكانت شبكة أطباء السودان قد حذرت من انتشار للوباء فى منطقة شرق النيل الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع فى العاصمة الخرطوم، وسط تدهور كبير فى الأوضاع الصحية بالمنطقة المنكوبة.