الصراط المستقيم

ﻭﻣﺎﺫا ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻬﺎ ؟

نسمع فى هذه الايام وخاصة بعد وقوع هذا الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا وسوريا من يتكلم عن قيام الساعة ويذكر ان من أمارتها وقوع الزلازل وكثرتها وربما تكلم بها من باب الحديث وحسب ولكنه وللأسف لم يرتقى الى مستوى هذا الأعرابى الذى جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سائلا عن الساعه كما فى الحديث ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ؛

«ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎﺫا ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺷﻲء، ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ.

ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﺸﻲء، ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻧﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ.

ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﻭﻋﻤﺮ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﺑﺤﺒﻲ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ».اخرجه البخارى ومسلم

وفي روايةٍ لهما: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ، وَلا صَلاةٍ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ.

ومن المعلوم ان هذا العلم وهو وقت قيام الساعة من العلوم التى اختص الله عزوجل بها لنفسه ولم يطلع عليها نبى مرسل او ملك مقرب وذلك حتى يعمل العبد ولذلك فإنَّ المؤمنَ لا يَنشِغلُ بِمَوعدِ قيامِها، وإنَّما يَجِبُ أنْ تَنصرِفَ هِمَّتُه إلى زادِه إليها وما أعدَّ لها مِنَ العملِ.

والشاهد من الحديث وهو ما بينه النبى صلى الله عليه وسلم ان العبد الانسان لا يجب عليه ان ينشغل بميعاد الساعة ولكن يجب عليه ان ينشغل بعمله حتى يلقى الله وقد رضى عنه وغفر له وكان من أهل الجنة وأعظم عمل تلقى به الله تعالى جاء فى الحديث على لسان الاعرابى حب الله ورسوله وهو إنما يدل على حسن الاتباع من كمال الايمان .

وهذا ما يجب ان ينشغل به العبد على مدار عمره حتى يلقى الله على هذه الحال

أسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع وحسن العمل وكمال الحب له ولرسوله .

 

بقلم / وليد على

المحرر بكتاب الجمهورية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.