اقتصادتقارير وتحقيقاتمصر

حرف فى مهب الريح .. صناع جريد النخل يشكون قلة الدخل ويرفضون توريث المهنة


المنوفية : ايمان البلطي

تشتهر قريه شنوان التابعه لمركز شبين الكوم بمحافظه المنوفيه بالاشياء المصنوعه من جريد النخل.  ويوجد بالقريه اكثر من 30 ورشه تنتج الكراسى واقفاص الفاكهه واقفاص الفراخ والاسره  وال كنب وكلها مصنوعه من الجريد . وحرصت صحيفة ( وضوح ) الالكترونية على التجول داخل عدد من الورش الموجوده بالقرية للتعرف مباشرة على مشاكل اصحاب هذه المهنة التاريخية.

الأدوات ومراحل التصنيع

في البداية قابلت مراسلة ( وضوح )  بالمنوفية ،  سعد الهلالى احد اصحاب الورش للحديث عن الادوات والخامات المستخدمه فى هذه المهنه وعن اماكن الحصول عن تلك الخامات . واوضح انه يتم جلب الجريد من كرداسه بالجيزه ويبلغ ثمن الجريدة الواحدة 1.5 جنيه . اما بالنسبه للادوات المستخدمه في التصنيع  فعبارة عن  سلاح لقطع الجريد وايضا لقط بمقاسات مختلفه للتخريم ويتم شرائها من القليوبيه بسعر الواحده 7 جنيهات  .

وبسؤاله عن مراحل التصنيع أجاب انه يتم تقطيع الجريد الاخضر بمقاسات مختلفه حسب حجم الشىء المراد تصنيعه فمثلا يتم تقطيع الجريد لبعض اقفاص الفاكهه بمقاس 46 سم واخرى بمقاس 47 سم واخرى بمقاس 55 . ومقاسات مختلفه للكراسى .

وبعد الانتهاء من مرحله تقطيع الجريد يتم التخريم عن طريق اللقط ويترك فى الماء فتره قصيره لسهوله استخدامه ثم يتم تركيب العيدان الجافه المقطعه لتجميع القفص او القطعة المطلوبة.

رفض توريث المهنة

وبسؤال العاملين بتلك الورش عن سبب قله العاملين ، قال صابر الهلالى . ان السبب الرئيسى هو قله العائد المادى من تلك الحرفه وايضا المجهود البدنى الشاق حيث انهم  يعملون اكثر من 10 ساعات يوميا بمقابل مادى ضعيف .

وعلى سبيل المثال صنع  القفص الواحد للفاكهة  يستغرق نصف ساعة وثمنه 4 جنيهات فقط للقفص الواحدفاذا خصمنا تكلفة المادة الخام يتبقة قروش قليلة ولذلك نرفض تعليم اولادنا الحرفة مخافة ان يصيبهم ما اصابنا من متاعب فنحن نسعى لجعل مستقبلهم افضل لتعلم اى مهنة اخرى تكفى اعباء الحياة .

واضاف صابر ايضا انهم معرضون للاصابات بالسلاح القاطع الذى يستخدمونه فى تقطيع الجريد.0

ويرى غريب ابوعلى ان الصنعه اصبحت غير مجزيه حيث قله الاجر المتقاضى منها والذى لا يكفى حاجه بيته جعل بعض الاشخاص الذين يعملون بتلك الحرفه يتجهون الى حرف اخرى لتكفى حاجتهم المعيشيه ، وايضا عدم اتجاه اشخاص اخرين الى تعلم تلك الحرفه مما يهدد بانقراضها تلك .وقال غريب انه لن يقوم بتعليم اولاده تلك الحرفه حتى لا يكون سببا فى ضياع مستقبلهم حيث ان الحرفه تتدهور.

مطلوب نقابة وتأمين الصحي واجتماعي

قال المعلم ناصر المشتهر بصناعة الكراسى بالقرية ان التأمين الصحى هو الطريق الذى يفتح لنا باب الامل لان من يصاب من العاملين باى اصابة لايستطيع العمل حتى يتم شفائه وذلك لانه لا يوجد تغطيه تامين اجتماعى او طبى لهم  حيث ان تلك الحرفه ليس لها نقابه كغيرها من الحرف .وان الحرفه اصبحت من الحرف المهدده بالانقراض اذا لم يتم الالتفات اليها من قبل الحكومه .

دعم الحرفة يوفر الطاقة

وقال يحيى ابو على احد العاملين بالورشه انه يوجد حاله تجاهل من الحكومه فى دعم تلك الحرفه مما يؤدى الى استخدام سلع بديله مثل البرنيكه او الكراسى البلاستيك والتى قد تكون عبئ على الدول فهى تحتاج الى كهرباء وسولار او بنزين وهذا بعكس ما تدعو اليه الدوله من ترشيد الطاقه  .

ويقول كرم ابوالنيل انهم تواجههم مشكله فى شراء الجريد حيث انه فى موسم الصيف اغلى من موسم الشتاء من ما يزيد من تكلفه المنتج . اصبحت مرهقه وغير مجزيه.

وفى النهاية ليست حرفة تصنيع الجريد الوحيدة التى على شفا حفرة ولكن هناك حرف اخرى مهددة بالانقراض ما لم تتدخل الحكومة والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني  لحمايتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.