كتبت / عزه السيد

رغم استمرار أزمة كورونا، والقفزات الكبيرة التي تسجلها الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الإصابات، إلا أن الثلاثي “جنرال موتورز” و”فورد” و”فيات كرايسلر أوتوموبيلز”، عمالقة صناعة السيارات بأمريكا، قرروا استئناف الإنتاج بمصانعهم في مدينة ديترويت، ابتداءً من اليوم الإثنين 18 مايو 2020 ، مع مراعاة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمواجهة “كوفيد-19″، غير أن أجواء من القلق مازالت تتصدر المشهد خوفاً من تفشي الجائحة في ظل صعوبة الالتزام بالتباعد الاجتماعي في جميع مراحل التجميع.

يعد الإعلان عن استئناف العمل بالشركات الثلاث، بمثابة انفراجة مهمة، وبداية انطلاق جديدة للاقتصاد الأمريكي، الذي يواجه أكبر تراجع منذ عام 2008، مع تفاقم ضربة كورونا.

يأتي هذا في الوقت الذي قررت فيه كذلك شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية “تيسلا”، عودتها للعمل من جديد، مع احترام قواعد التباعد.

لعل من أهم التغييرات التي أدخلتها شركة فيات كرايسلر، لمواجهة الجائحة، تحسين الشروط الصحية على أكثر من خمسة ملايين متر مربع من المساحات الإنتاجية ووضع برامج تعقيم جديدة لاحترام معايير النظافة، مع تعديل نحو 4700 محطة عمل للسماح باحترام مبدأ التباعد.

قررت “فيات كرايسلر”، خضوع جميع الموظفين والزوار لفحص الحرارة واختبارات ذاتية للكشف عن الإصابة بالفيروس، كما ستدخل الشركة تعديلات على مواعيد انطلاق دوامات العمل وفترات الاستراحة لتعزيز التباعد بين الموظفين الذين سيُفرض عليهم وضع أقنعة ونظارات واقية.

كما أعلن كلاً من “فورد”، و”جنرال موتورز”، عن اتخاذ إجراءات وتدابير مماثلة، مع أخذ الاستفادة من تجربة إعادة فتح المصانع في الصين وإيطاليا في الاعتبار.

قالت “جنرال موتورز”، في بيان لها، إن الموظفين سيتبعون نظاما صارما في بداية كل يوم عمل بما يشمل الإجابة على أسئلة استبيان وأخذ حرارة الجسم، مؤكدة أنها لم تسجل أي إصابة مباشرة بين الموظفين عند تطبيق هذه القواعد في مصانعها بآسيا.

بيد أن التصريحات الصادرة عن شركة فورد الأمريكية أكدت أنه من شبه المستحيل تطبيق مبادئ التباعد في مصانع السيارات ذات الطاقات الإنتاجية الضخمة، ما دفع النقابات المتخصصة بمطالبة الشركات بضرورة تليين سياساتها بشأن التغيب عن العمل للموظفين الذين سيلازمون المنزل أو سيودعون أنفسهم في الحجر الصحي، حال شعروا بأعراض مرضية.

المصدر :وكالات