13 قتيلاً في هجمات لمسيّرات الدعم السريع على الدبة والأبيض

كتبت: د. هيام الإبس
قُتل 13 شخصاً على الأقل، وأصيب آخرون في سلسلة هجمات جوية ومدفعية شنتها قوات الدعم السريع على مدينتي الدبة في الولاية الشمالية، والأُبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غرب السودان، في تصعيد جديد يشمل أيضاً مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.
تصعيد متواصل وهجمات نوعية
خلال أربعة أيام متتالية، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها باستخدام طائرات مُسيّرة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية استراتيجية في ولايتي الشمالية ونهر النيل، مما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، شملت سد مروي.
وتأتي هذه الهجمات بعد تهديدات صريحة من نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، باجتياح ولايتي الشمالية ونهر النيل.
عطبرة: قذيفة قرب المستشفى
أفاد شهود عيان بأن طائرة مسيّرة أطلقت قذيفة بالقرب من مستشفى مدينة عطبرة دون تسجيل خسائر في الأرواح أو الممتلكات، فيما أكدت السلطات العسكرية بالمنطقة تصدي الدفاعات الجوية للهجوم.
الدبة: مأساة إنسانية وسط الليل
قالت سلطات محلية في الدبة إن المدينة تعرضت عند الساعة الواحدة صباحاً لهجوم بسرب من الطائرات المُسيّرة، وقد تعاملت القوات المسلحة مع الهجوم. إلا أن إحدى الطائرات انحرفت عن هدفها وسقطت على منزل أحد المواطنين، مما أدى إلى وفاة أسرة كاملة مكوّنة من ستة أفراد، بينهم أطفال.
الأُبيض: قذيفة تحصد عائلة بأكملها
في مدينة الأُبيض، أعلنت وزارة الصحة مقتل سبعة أشخاص من أسرة واحدة في حي شيكان جراء سقوط قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الدعم السريع نحو المدينة.
وأكد بيان رسمي للوزارة أن هذه الجريمة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعياً المنظمات الدولية إلى إدانة السلوك العدائي الذي يستهدف المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والمسنين، والذي يرقى إلى جرائم حرب.
يُذكر أن مدينة الأُبيض كانت قد عانت من حصار طويل استمر قرابة عامين، قبل أن يفكّه الجيش السوداني في 23 فبراير الماضي.
حمدوك: “لا حل عسكرياً لحرب السودان” ويدعو لاعتماد “خطة عمل لندن”
في سياق منفصل، دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك المجتمع الدولي إلى اعتماد “خطة عمل لندن” لإنهاء الحرب، مؤكداً أن الحل العسكري مستحيل، محذّراً من أن البلاد على شفا الانهيار.
مؤتمر دولي مرتقب
تأتي دعوة حمدوك قبل أيام من مؤتمر إنساني رفيع المستوى حول السودان، من المقرر عقده في 15 أبريل الجاري، وتستضيفه المملكة المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا.
ويتوقع أن يدعو المؤتمر إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية، واستئناف محادثات السلام، وإنهاء التدخلات الخارجية في الصراع.
مبادئ خطة لندن
أوضح حمدوك في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز، أن الخطة تشمل:
تأكيد القيادة المدنية كأساس للسلام.
رفض العودة إلى الحكم الاستبدادي.
رفض تقسيم السودان.
تشكيل مجموعة اتصال دولية لتنسيق جهود السلام.
الضغط لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
كما دعا إلى مؤتمر دولي للتعهدات لسد الفجوة التمويلية الإنسانية والتخطيط لإعادة إعمار السودان، بمشاركة واسعة من المدنيين السودانيين.
تحذير من تفكك الدولة
أشار حمدوك إلى أن استمرار الحرب يهدد وحدة السودان، ويساهم في تفاقم النزوح وانتشار الأسلحة إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان. ودعا الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيجاد إلى تسهيل اجتماع شامل للمدنيين من أجل سلام دائم يعالج الجذور العميقة للأزمة.
استئناف تشغيل التكايا في السلمة القديمة
في تطور إنساني إيجابي، أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن استئناف تشغيل جميع التكايا في منطقة السلمة القديمة، بالمربعات 1 و2 و3، بعد انقطاع دام أياماً بسبب نفاد المواد التشغيلية.
تفاصيل الدعم والتموين
المواد الأساسية: تم توفير الفحم، والزيت، والفول، والمواد الغذائية الضرورية للطبخ.
أثر مجتمعي: إعادة تشغيل التكايا يُسهم في تخفيف الأعباء المعيشية عن الأسر المتضررة.
إشادة بالمتطوعين
أشادت الغرفة بجهود الفرق الميدانية والمتطوعين، مؤكدة التزامها بالاستمرار في دعم التكايا خلال الأيام المقبلة لضمان الاستقرار الغذائي في المنطقة.