دراسة ميدانية في الانثروبولوجيا الاجتماعية-عمالة الاطفال في الخرطوم
بقلم/د. نهي عبد الله خيرت
تعتبر ظاهرة عمالة الأطفال من أكثر الظواهر المثيرة للجدل، ليس لكونها مرتبطة بأهم قطاعات المجتمع على الإطلاق، بل لأنها ظاهرة معقدة ومتشابكة، فالأسباب المؤدية إليها عديدة ومتنوعة. ومن الصعب أن نعزي الظاهرة لسبب دون الآخر، فهناك علاقة وثيقة بين الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتسرب من التعليم وعمالة الأطفال.
الدراسة توضح بعض المتغيرات التي لها أثر كبير في تفشي الظاهرة في ولاية الخرطوم، وأول هذه المتغيرات هي العامل أو المتغير المكاني، وتمتاز الخرطوم بموقعها الذي يوجد به كل الخدمات الأساسية الذي جعل منها قبلة سواء الهاربين من ويلات الحرب في الجنوب، أو الباحثين عن سبل المعيشة الأكثر راحة من المناطق الريفية المجاورة، أو الناجين من موجات الجفاف من الغرب.
هناك وسائل للحد من تلك الظاهرة
• التميز الواضح بين ظاهرة عمالة الأطفال والتشرد الجزئي،
• لكي نواجه ظاهرة عمالة الأطفال يجب أن تتبنى الدولة خططًا واستراتيجيات متعددة محيث يكون الهدف البعيد هو اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها، أما الهدف المتوسط فهو تحسين أداء المنظومة التعليمية حتى لا يتسرب الأطفال، يضطرون إلى الانخراط في سوق العمل.
• يجب على الدولة تبني سياسات الحد من الفقر حيث إن توفير الاحتياجات الأساسية للأسر يعمل على تقليل الظاهرة.
• يجب أن يكون هناك تنسيق بين الجهات المانحة للمساعدات، فلا يحدث ازدواجية في العطاء بحيث تحصل بعض الأسر على كل الإعانات ولا تحصل أسر أخرى على أي مساعدات.
• يجب على الجهات المعنية أن تقوم بالقضاء على ظاهرة العمالة بصورة تدريجية حيث إنها لو استخدمت القضاء المفاجئ أدى ذلك إلى لجوء الأطفال إلى العمل في أنشطة غير مشروعة ليحصلوا على مقابل مجزٍ، وبعيدًا عن رقابة الدولة.
• يجب على الجهات المعنية أن تقوم بالتعرف على الأسباب الحقيقية وراء نزول هؤلاء الأطفال إلى الشارع للتمكن من الحد منها.
• الحرص على عمل ندوات توعية لكل أطراف الظاهرة من أصحاب الأعمال الأطفال العاملين أسر هؤلاء الأطفال لتوعيتهم بمخاطر الظاهرة ومحاولة إيجاد بدائل لها.