السفير خطابي :نجاح العمل العربي المشترك في تنمية القدرات البشرية وضمان جودة التعليم

كتب/ إبراهيم عوف

ألقى السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، المشرف على قطاع الإعلام والاتصال، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (كلية اللغة والإعلام) الكلمة التالية:

في البداية قام السفير خطابي بتوجيه التحية للدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الاكاديمية العربية للعلوم، والتكنولوجيا والنقل البحري، و الدكتور حنان يوسف، عميدة كلية اللغة والاعلام، أصحاب المعالي والسعادة الإخوة الطلاب الأعزاء .

وأردف قائلاً : ” اسمحوا لي استهلالا أن أتوجه بخالص عبارات الشكر والثناء للدكتورة الفاضلة حنان يوسف على دعوتها الكريمة للمشاركة في هذه الفعالية الرفيعة معربا باسم معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أحر التهاني لهذه الكوكبة اللامعة من الخريجين متمنيا لهم كامل التوفيق والسداد في حياتهم المهنية، بعد سنوات من الدرس والتحصيل، بهذا الصرح الاعلامي الرائع الذي يعد من أهم روافد التكوين بهذه الأكاديمية الموقرة التي تشكل فضاء علميا عربيا مشرفا ونموذجا مميزا للتعاون العربي في الحقل الجامعي وإعداد الكفاءات العليا.

وفي هذا الصدد، أود التنويه بشكل خاص بالجهود الموفقة لرئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبد الغفار الذي لا يدخر جهدا – بتعاون مع السيدات والسادة العمداء والأساتذة الأجلاء – في إرساء أنجع المناهج الخلاقة في مجال التأهيل في مختلف الشعب والتخصصات بما فيها الإعلام في انفتاح على شراكات متعددة عبر العالم.

ذلكم أن الرهان الأكبر لنجاح مسيرة عملنا العربي المشترك يظل في مدى القدرة على الارتقاء بالاستراتيجيات والبرامج الى أفعال ملموسة وخاصة ما يتعلق بتنمية القدرات البشرية وضمان جودة التعليم الذي يعتبر، كما تعلمون، من أولويات أهداف التنمية المستدامة.

إن اختياركم لموضوع الإعلام والتنمية المستدامة يعكس عمق الإدراك بمدى الترابط العضوي القائم بين الإعلام وبلوغ الأهداف التنموية الكبرى، فقد لا أكون في حاجة للتذكير أمام هذه النخبة الجامعية المرموقة بالأهمية المحورية لوسائل الإعلام في إثراء مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والبيئية في إطار من التكامل بين كافة الشركاء من حكومات وهيئات منتخبة وقطاع خاص ومؤسسات جامعية ومنظمات المجتمع المدني..

إن هذا الطابع النسقي والتشاركي هو جوهر الأجندة التي وضعها المجتمع الدولي في سبتمبر 2015 لرفع التحديات التنموية الملحة في أفق 2030 بما في ذلك محاربة الفقر، وتأمين مقومات العيش الكريم، وتعزيز سيادة القانون ودعائم الحكم المؤسساتي وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الخطط الوطنية، وتشجيع الاستثمار في البحث العلمي والابتكار، ومواجهة المخاطر المحدقة بالتحولات المناخية. تلكم الأجندة التي تظل بالنظر للمؤشرات الراهنة في حاجة الى مزيد من المبادرات التضامنية الجريئة لبناء مستقبل جماعي أفضل للأجيال الصاعدة في تلازم متكامل بين الأبعاد الوطنية والإقليمية والكونية.

وفي هذا المقام، أود الإشارة إلى أن مجلس وزراء الاعلام العرب حرص خلال دورته الاخيرة (الدورة 51) المنعقدة بمقر جامعة الدول العربية في 16 يونيو الجاري على تكريس الدور الحيوي للإعلام في الحقل التنموي، وذلك باعتماد برنامج عمل لتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة، وتكليف الأمانة العامة (قطاع الإعلام والاتصال) بمتابعة تنفيذه مع الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية. كما اعتمد مجلس وزراء الإعلام الدليل الاسترشادي الشامل للإعلاميين في مجال التنمية المستدامة تأكيدا لانخراط الجامعة العربية، ضمن رؤية عربية موحدة، في مسارات تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

والثابت، أن نشر ثقافة المواطنة المسؤولة تمثل أولوية الرسالة الإعلامية التي يعلم الجميع قدسية الأمانة الملقاة على عاتقها في ظل التحولات المذهلة للإعلام الجديد، وذلك انطلاقا

من دورها المؤثر في تحصين المجتمعات من نزعات التطرف والانغلاق، وحماية الأفراد من الإشاعات المغرضة عبر إعلام تربوي هادف وبناء، بما في ذلك في زمن الأزمات.

 

ولعلكم تشاطرونني الرأي بأن جائحة كورونا أظهرت مدى هذا الدور ليس فقط في نشر الوعي الوقائي والتعاطي مع تداعيات هذه الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة بكل ما لها من انعكاس على الحركة التنموية لمنطقتنا، ولكن كذلك على صعيد تنوير الرأي العام بضرورات محاربة الإشاعات الزائفة واحتواء الحمولات المضللة لتي انتشرت مع تفشي الجائحة عبر بعض وسائل الإعلام أو بصفة خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وختاما، إن التوجيه بالتركيز على إنجاز مشاريع التخرج حول الإعلام والتنمية المستدامة بهذه المؤسسة الواعدة فرصة لإبراز الانخراط الجاد للشباب الجامعي في دينامية البناء والنماء وتوظيف الوسائط الإعلامية المتنوعة في خدمة الرؤية الطموحة 2030. فلا يمكن تحقيق تنمية حقيقية دون فعل إعلامي مؤثر في نطاق منظومة تواصلية ذات مصداقية وملتزمة بالدفع بالمسيرة التنموية بما ينسجم مع ما تزخر به دولنا العربية من طاقات وقدرات ومؤهلات.

Exit mobile version