كتب ،/ إبراهيم عوف
أقيم حفل توقيع كتاب ” معارك العمران ” للكاتب الصحفي سمير غريب، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري (2004 – 2014)، والصادر عن دار رؤية للنشر، وأدار اللقاء المهندس سيف الله أبوالنجا، بقاعة جمعية المهندسين بشارع رمسيس.
شارك سمير غريب المنصة كل من: د.سهير حواس شريكته في الكفاح وذراعه اليمين كما قال غريب، ود.عباس الزعفراني، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، د. سامح العلايلي، والمهندس سيف الدين أبو النجا.
وحضر حفل توقيع الكتاب حشدا كبيرا شغل جنبات قاعة جمعية المهندسين نذكر منهم:-
د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الأسبق، وزير الإعلام الأسبق طارق المهدي،وزير الإعلام أسامة هيكل السابق، الكاتب الصحفي أسامة هيكل، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السابق، اللواء حسن حميدة محافظ المنيا الأسبق، د.سهير عتمان المنسق الحضاري بالمعادي، الناقد السينمائي، مجدي الطيب، والكاتبة الصحفية وفاء عوض، و المهندس المعماري عصام صفي الدين مؤسس بيت المعمار بالوزارة، التشكيلى أحمد الجناينى رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة،
جلال السعيد، محافظ القاهرة الأسبق، الكاتب الصحفي أحمد الجمال، الكاتب الصحفي حمدى رزق، الكاتب الصحفي، إبراهيم داوود، والفنان، والكاتب الصحفي إبراهيم عبدالجواد عوف ميادة عبدالسلام شرباص، و من أعضاء الجهاز القومي للنسيق الحضاري.
قال سمير غريب، ان الكتاب يمثل توثيقا للفترة التى قضاها رئيسا للجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وما خاضه من معارك وجولات فى مواجهة المنتفعين الذين أضروا بهوية مصر المعمارية لصالح مصالحهم الشخصية.
واضاف غريب، ان الكتاب أبرز المعارك التي خاضها للحفاظ على العمران المصري بحكم مسؤوليته كرئيس للجهاز القومي للنسيق الحضاري، والمعني بالحفاظ على التراث، خسر غريب الكثير من المعارك، وكسب القليل منها.
و أشار سمير غريب إلي أن فكرة الكتاب بدأت تراوده عندما كان رئيس جهاز التنسيق الحضاري، حيث كانت عينه طول الوقت على القراء وقضايا المجتمع ، وكونه صحافياً محترفاً أرا إشرك المجتمع بضغطه الشعبي، فيما يخوضه من معارك من أجل الحفاظ على التراث العمراني والمعماري، وهو جزء أصيل من الهوية المصرية، وهذا لا يعني إفشاء أسرار عمله الحكومي عن الفترة التي تولي فيها رئاسة الجهاز ، فمجال عمل الجهاز يتم في الشارع، وكل ما تم هدمه يعرفه الناس، لكن ما لا يعرفونه هو ما وراء الكواليس، من أهداف وموافقات ورفض، وصراعات، ومعارك طاحنه، وخسائر موجعة لثروة تراثية لا يوجد لها مثيل في العالم.
ويزيل غريب النقاب عن بعض تفاصيل هذه المعارك وكأنه يشفي غليل كثير من العقول الموجوعة على التراث العمراني المصري، كما أنه ينشر الوعي بكيفية قراءة المشهد العمراني المستقبلي، ورصد مخاطره في أي وطن! بمعنى أن الكتاب يساهم في فك شفرة وطلاسم كيف يمكن لبعض المنتفعين أحياناً أن يخططوا لهدم التراث من أجل تحقيق مصالح وأهواء شخصية عبر ادعاءات وحجج ذات «شرعية شكلية» أو تحت مصطلح استهلاكي، وهو «المصلحة العامة» لكنها في واقع الأمر تضرب مصالح الوطن في الصميم.
ويوضح: «ما شجعني أن أحكي تجربتي هو توافر الجانب الوثائقي لديَّ، فكل القضايا موثقة بالمستندات والصور، ما يجعل من السرد مرجعية مهمة ومتاحة لكل الدارسين والعاملين في المجالات العمرانية والمعمارية، كما أنه من حق الناس العادية أن تفهم ما يحدث، وأن يزداد وعيها من خلال دراسة الماضي كي يتحولوا هم أنفسهم لقوة حقيقية قادرة على الحفاظ على تراثهم في الحاضر والمستقبل.
«تشكلت جبهة شعبية ضمّت عدداً من الأطياف السياسية والمثقفين لمناهضة قرار الإزالة إلا أن الرغبة في الثأر من ورثة يسي باشا، الذين كانوا قد حصلوا أخيراً على حكم قضائي باسترداده من الحزب الوطني الذي كان يتخذه مقراً له قد فازت في النهاية تحت مبررات غريبة غير مقنعة مثل التطوير والأهداف السياحية، وقد شكلت لجاناً وطالبت بعدم هدم القصر لكونه قيمة فنية ومعمارية وهو مسجل أثراً برقم واحد ضمن المباني التاريخية، وكذلك كانت هناك توصيات من قامات علمية كبيرة بإدراجه في المخطط العام للمنطقة المراد تطويرها، إلا أنه في نهاية 2008 صدر رسمياً قرار بالإزالة والإبقاء على قصر شقيقه (توفيق) المجاور له وتم تنفيذ القرار».
ويسلط الكتاب الضوء على قضايا أخرى مهمة، لمعارك التي كسبها غريب يجدها قليلة للغاية، ويعلق: «لأن ذلك هو الواقع». حتى تكاد تكون مساهمته في منع إنشاء الميناء النهري بقرية «المريس» بالأقصر عند تكاتفه مع أهل القرية وعمدتها وعلماء الري والمياه والهيدروليك في مصر الذين أكدوا خطورة ذلك هي ما تعلق في ذهن القارئ حول انتصاراته العمرانية في النهاية!
أكد د. سامح العلايلى علي أن معارك غريب فى أكثر من مكان وفى مواجهة أكثر من جهة فى سبيل الحفاظ على هوية العمارة المصرية سواء فى القاهرة أو الإسكندرية أو الصعيد والجيزة، كما عرض لمشكلة العشوائيات، وأن الاقتصاد أحد الأطراف فى هذه المواجهات، لافتا إلى ضرورة الحفاظ على عمارة تليق بحضارتنا، وما تعرضت له الإسكندرية من تخطيط عمرانى خاطئ لا يتوافق مع تاريخ المدينة.
واضاف العلايلي إن مواجهات غريب مع قوى المصالح أدخلته فى مشاكل كثيرة، وأن من كان فى يده القرار بالمؤسسات المختصة لم يكن يفكر بشكل صحيح، وغير قادر على وضع الخطط والأهداف، ووصف كتاب غريب بأنه شجاع وأمين.
سهير حواس من مضمون الإهداء الذى كتبه سمير غريب، وتعرض فيه لتزايد ملمح القبح فى العمارة المصرية، وأن النيل من العمارة القديمة أشبه بالجرائم المنظمة، وعرضت لقصة جراج رمسيس، وأبراج القلعة، وهما مشروعان أجهضهما جهاز التنسيق الحضارى فى عهد سمير غريب، فيما أشار الدكتور عباس الزعفرانى إلى أن سمير غريب مدير محترف أجاد اختيار الكوادر التى عملت معه فى الجهاز وخاضت معه معارك ضد مافيا القبح والمصالح.
وقالت ميادة شرباص، أحد الكوادر التى عملت تحت رئاسة سمير غريب فى جهاز التنسيق الحضارى، إنها شعرت وكأنها فى مسلسل ‘‘ الراية البيضا ‘‘، حيث معارك الحفاظ على الهوية المعمارية، فى مواجهة مصالح المعلمة ” فضة المعداوى”.
الحضور الكبير والمداخلات والأسئلة وابتعليقات، ومعارك قضايا الهدم وتشويه المباني التراثية والأثرية المصرية، أستحوذت على أهتمام المصريين خلال العقدين الماضيين، وخصوصاً بعد خسارة مبانٍ تاريخية ونادرة يصعب تعويضها حالياً، ورغم تداول بعض تفاصيل هدم تلك المباني في الصحف والبرامج التلفزيونية فإن ثمة حلقة مفقودة لم يطلع القارئ عليها، وهي رواية المسؤول الحكومي المنوط به الدفاع عن تلك المباني، والذي اتهم أحياناً كثيرة بالتقصير