أخبار العالم

البارون عشق مصر فعاش ومات ودفن فيها

إمبان سقط في غرام الشرق

كتب/ إبراهيم عوف

في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، رست على شاطئ القناة سفينة كبيرة قادمة من الهند، وكان على متن هذه السفينة مليونير بلجيكي يدعى إدوارد إمبان.

كان “إدوارد إمبان” يحمل لقب بارون وقد منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس حيث كان “إمبان” مهندسا متميزا.

لم تكن هواية “إدوارد إمبان” الوحيدة هي جمع المال، فقد كان يعشق السفر والترحال باستمرار، ولذلك انطلق بأمواله التي لا تحصى إلى معظم بلدان العالم، طار إلى المكسيك ومنها إلى البرازيل، ومن أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا حيث أقام الكثير من المشروعات في الكونغو وحقق ثروة طائلة، ومن قلب القارة السمراء اتجه شرقا إلى بلاد السحر والجمال…. الهند.

قدومه إلى مصر

وصل البارون إمبان إلى مصر في يناير 1904 بنية إنقاذ أحد مشروعات شركته وهو إنشاء خط سكة حديدية يربط بين المنصورة والمطرية (مدينة على شاطئ بحيرة المنزلة – بورسعيد)، وعلى الرغم من فقدان المشروع في ذلك التنافس، والذي قام به البريطانيون بدلاً من شركته، إلا أنه ظل في مصر ولم يرحل منها. وهناك قول في سبب استمراره في مصر إلا هو حبه لسيدة وهي Yvette Boghdadli إيفيت بغدادلي بينما تشير المصادر العربية إلى أن حبه لمصر هو سبب بقاؤه.

إمبان ومصر

وصل البارون “إمبان” إلى القاهرة، ولم تمضِ أيام حتى انطلق سهم الغرام في قلب المليونير البلجيكي.. وعشق الرجل مصر لدرجة الجنون واتخذ قرارا مصيريا بالبقاء في مصر حتى وفاته.. وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها!

من هو البارون إمبان ؟

ولد في :20 سبتمبر 1852بلجيكا و توفي في 22 يوليو 1929 بلجيكا،
و دفن في مصر .
البارون إمبان، إدوارد لويس جوزيف إمبان – (بالفرنسية: Édouard Louis Joseph Empain, Baron Empain) (20 سبتمبر 1852 – 22 يوليو 1929). مهندس ومؤسس مشاريع ومالي وصناعي بلجيكي ثري بالإضافة إلى أنه عاشق للآثار المصرية. بدأ العمل مع أخوه البارون فرانسوا إمبان Baron François Empain وعدد أخر من أفراد أسرته وحققوا نجاحات كبيرة وثروات هائلة في مجال عملهم في إنشاء المشاريع وخاصة مشاريع مد خطوط السكك الحديدية والترام أو المترو وكذلك الإنشاءات. حصل على لقب بارون عام 1907 وتوفي في بلجيكا ودفن في مصر أسفل كنيسة البازليك الموجودة حالياً في مصر الجديدة. وكانت وفاة البارون بمرض السرطان. قام بإنشاء ضاحية مصر الجديدة قصر البارون وانتهى العمل به عام 1911.

بدأ عمله كرسام هندسي في شركة للتعدين وهي سوسيتيه ميتالورجيك (Société métallurgique) وفي عام 1878 دخل في صناعة إنشاءات السكك الحديدية حينما لاحظ أن السكك الحديدية والمواصلات في الريف بشكل عام ليست على المستوى المطلوب – في ذلك الوقت.
وبعد النجاح في بلجيكا بخط سكك حديدية (Liege-Jemeppe)، قامت شركاته بتطوير خطوط سكك حديدية في فرنسا وبالتحديد مترو باريس حيث حصل على لقب بارون لقاء عمله هذا.
وبسبب تلك المشروعات شعر بأنه يعتمد أكثر من اللازم على البنوك والمصارف الخارجية لإتمام مشاريعه الصناعية، فقام في عام 1881 بتأسيس مصرفه الخاص لتمويل مشاريعه، والذي أصبح فيما بعد البنك الصناعي البلجيكي (“Banque Industrielle Belge”).
وخلال عقد التسعينات بعد عام 1890 توسعت شركته في إنشاء خطوط الترام في العديد من العواصم الأوروبية وغيرها منها أوروبا وروسيا والصين والكونغو البلجيكية – مستعمرة في ذلك الوقت – والقاهرة. كما قامت شركته بإنشاء العديد من شركات الكهرباء لإمداد الطاقة اللازمة لخطوط الترام التي كان ينشئها في مختلف العواصم.

قصر البارون

قصر البارون إمبان بمصر الجديدة
لعل أشهر آثار البارون أمبان في مصر والتي يعرفها الزائرون هو قصر البارون الذي استلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا [1] ومعابد أوريسا الهندوسية. صممه المعماري الفرنسي Alexandre Marcel ألكساندر مارسيل (1860 – 1928) وزخرفه Georges-Louis Claude جورج لويس كلود (1879 – 1963) واكتمل البناء عام 1911.

شركة مصر الجديدة

وفي عام 1906 أسس شركته Heliopolis Oasis Company (شركة واحة هليبوبوليس) والتي قامت بشراء مساحة كبيرة من الصحراء من الحكومة الاستعمارية البريطانية في ذلك الوقت – في منطقة مصر الجديدة الحالية – مساحتها 25 كلم مربع في شمال غرب القاهرة – (ويقال على بعض المواقع العربية أنه أشترى الفدان الواحد بجنيه مصري وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت). وبدأ بين عامي 1906 – 1907 في بناء ضاحية مصر الجديدة التي أرادها أن تكون قاهرة جديدة راقية وهي كذلك بالفعل، حيث كان بها جميع مرافق البنية التحتية اللازمة من كهرباء ومياة وصرف صحي وفنادق مثل فندق هليوبوليس بالاس، بالإضافة إلى ملاعب الجولف ومضامير سباق الخيول والمنتجعات الراقية. وكانت هناك مساكن راقية للإيجار مصممة على تصاميم معمارية مبتكرة في ذلك الوقت – لا زال الكثير منها باقياً إلى الآن وتشكل تراثاً معمارياً في حد ذاتها.

جنازة البارون امبان

دفن تحت هيكل كاتدرائية البازليك
بمصر الجديدة وهو من اسس وبنى الكاتدرائية)
يوجد بالقصر نفق يصل بين القصر والكنيسة العريقة “كنيسة البازيليك” الموجودة حتى الآن في آخر شارع العروبة الذي يوجد به القصر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.