في مثل هذا اليوم .. أسر ملك فرنسا لويس التاسع في المنصورة
حدث في مثل يوم، 3 يوليو 1250م
أسر ملك فرنسا لويس التاسع و سجنه بدار ابن لقمان كأحد نتائج هزيمة الصليبين في معركة المنصورة .
▪️تقع دار إبن لقمان في منتصف شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة ( السكة الجديدة ) بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية .
▪️تنسب هذه الدار لقاضي المدينة في ذلك الوقت وهو القاضي المصري إبراهيم بن لقمان ، وقد إكتسبت أهميتها التاريخية من كونها شهدت أسر لويس التاسع ملك فرنسا بعد ..
▪️بدأت معركة المنصورة في 8 فبراير سنة 1250 بين القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ ، و فارس الدين أقطاي الجمدار و ركن الدين بيبرس البندقداري .
▪️جاء لويس على رأس حملة صليبية قاصداً مصر و استطاع في بادئ الأمر الإستيلاء على دمياط بسبب الخلل الذي حدث في صفوف الجيش نتيجة مرض السلطان الصالح نجم الدين أيوب ثم وفاته فيما بعد ..
▪️إستطاع المماليك الإمساك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي ، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري ، و كان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر ، حيث تمكنوا من تنظيم القوات و إعادة صفوفها ، ووافقت شجر الدر – الحاكم الفعلي للبلاد – على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية داخل مدينة المنصورة ، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة ..
▪️بتأهب المسلمين من الجنود و العوام داخل المدينة مع الإلتزام بالسكون التام ، و بلعت القوات الصليبية الطعم ، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود و السكان ، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان ، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية و الجمدارية و هم يصيحون كالرعد القاصف و أخذوهم بالسيوف من كل جانب و معهم العربان والعوام و الفلاحين يرمونهم بالرماح و المقاليع والحجارة ، و قد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد و سد المسلمون طرق العودة بالخشب و المتاريس فصعب على الصليبيين الفرار ، و أدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة و أنهم متورطون في معركة حياة أو موت ، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه ..
▪️لم يجد الصليبيون بدا من الانسحاب إلى دمياط تحت جنح الظلام ، و أمر الملك بإزالة الجسر الذي على قناة أشموم ، غير أنهم تعجلوا أمرهم ، فسهوا عن قطع الجسر ، فعبره المصريون في الحال ، و تعقبوا الصليبيين ، و طاردوهم حتى فارسكور ، و أحدقوا به من كل جانب ، و انقضوا عليهم انقضاض الصاعقة ، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف ، و أسر عشرات الألوف ، و كان من بين الأسرى الملك لويس التاسع نفسه ..
▪️أسفرت المعركة عن هزيمة الصليبين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر ، وكانت بمثابة نقطة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي .
▪️أرسل لويس أسيرا إلى دار بن لقمان ، و أشترط المصريون تسليم دمياط ، و جلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير و غيره من كبار الأسرى ، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك و لكبار ضباطه ، و لم يكن أمام لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه و بقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات .