خطورة الجنسية الإماراتية للإسرائيليين

صدمة عربية : جنسية الأمارات لخمسة الاف اسرائيلي في 3 أشهر

بقلم / الدكتور محمد النجار

يصطدم قلب الإنسان العربي والمسلم عندما يرى العلم الإسرائيلي يرفرف على أراض عربية وإسلامية لدول غير مُجبرة على التطبيع مع إسرائيل وليس لها حدود أو معارك  معها. وهذا التطبيع لا يصدر إلا عن جهل بحقيقة وطبيعة العدو الاسرائيلي وأطماعه في السيطرة على الموارد العربية بعد إحتلاله  لفلسطين ، أو الكيد للبلاد العربية والإسلامية وبيع الأمة ومقدراتها لصالح الكيان الصهيوني.

وقد فوجئنا بأخبار  منح الإمارات “العربية ” المتحدة الجنسية الإماراتية لخمس الاف إسرائيلي خلال الثلاثة أشهر الماضية تحت شعار الإستثمار  ، وقد تم تعديل قوانين منح الجنسية الإماراتية لتسهيل منح الجنسية للإسرائيليين ،  مع ملاحظة الإقبال الشديد من الصهاينة للحصول على الجنسية الإماراتية بحجة الإستثمار.

ورغم مئات الألاف العرب والمسلمين الذين  مكثوا عشرات السنين في دول الخليج ولم يحصلوا حتى إقامة دائمة في الإمارات أو غيرها ، بينما نرى خمسة الاف اسرائيلي يحصلون على الجنسية الإماراتية بكل سهولة خلال ثلاثة أشهر، فكم سيصل عددهم بعد سنة  أو أكثر ؟؟.

إن هذه الخطوة ستسمح للإسرائيليين  باختراق كافة  الدول العربية والإسلامية بموجب الجواز الإماراتي “العربي” وبدون تأشيرة  ، وتستطيع التجسس بكافة أشكاله ، وكذلك شراء العقارات والمصانع والشركات والمواقع الهامة والإحتلال الاقتصادي والسياسي لهذه الدول تحت ستار الجواز الإماراتي .

كما تؤدي هذه الخطوة إلى تسهيل الإستيطان الإسرائيلي في منطقة الخليج ، وإمكانية اللعب في الكيان العربي الرسمي والشعبي ، وربما هذه من المخاطر التي ستواجه الخليج العربي في المستقبل القريب. وهذا ما أكدته الصحيفة العبرية “هآرتس” في شهر فبراير الماضي، من أن دولة الإمارات استهدفت الإسرائيليين بتعديل قوانين منح الجنسية الإماراتية، والتي ستمكنهم من دخول دول محظور عليهم زيارتها”.

ويتسائل الكثيرون من أبناء العالم العربي والإسلامي : لماذا هذا التزاحم من بعض الدول العربية للتطبيع المجاني مع إسرائيل رغم الجبروت التي واجهت به إسرائيل لإخوانهم العرب والمسلمين في غزة المُحاصرة ؟ وهل ستتخلى  أسرائيل عن المنهج التوراتي والتوجه الإيديلوجي الذي ينطلقون منه بذبح وقتل الأممين من الشعوب الأخرى حتى ترحم  اسرائيل هذه الدول التي تسعى إليها للتطبيع  المجاني؟

لذا  رأي البعض أن هذه الخطوة لتمكين الإسرائيلين من الاستيطان في الإمارات ليست سوى خيانة لكيان الأمة العربية والاسلامية ، وأنه لا أمان ولا عهد  لهؤلاء الصهاينة ، وأنهم إذا ماتمكنوا لن يرحموا الشعب الخليجي كله ، مثلما يفعلوا بالشعب الفلسطيني من قتل ودمار رغم معاهدة السلام مع الفلسطينيين ولم يحصلوا على شئ سوى الحصار ومزيد من الاحتلال والدمار .

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)غافر.

د.محمد النجار 
الجمعة 28ذي القعدة1442هـ
الموافق 9 يوليو 2021
Exit mobile version