احدث الاخبار

السفير أشرف عقل يكتب عن مفهوم الأمن وأهميته ومجالاته

 

 

الأمن هو الشعور بالطمأنينة من قبل الفرد والجماعة ، ونشر الثقة والمحبة بينهم ، وعدم خيانة أحدهما للآخر ، والتخلّص من الفساد ، والقضاء على كلّ ما يهدّد استقرار الدولة ومعيشتها ، بالإضافة إلى تلبية كافّة الحاجات الجسديّة والنفسيّة لأفرادها حتى يستطيعوا الاستمرار في الحياة ضمن إطار الأمن والسلام ، وقد قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام : ( مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا ) .

  • الإسلام والأمن :

لقد جعل الدين الإسلامي الأمن من أفضل النعم التي تفضل بها المولى عز وجل على الإنسان ، وحثّ الرسول الكريم على الأعمال التي تعود على المسلمين بالخير والأمان ، كما نهى عن كلّ عملٍ يهدّدٍ أمنهم وسلامتهم ، حيث شرّع الإسلام الحدود والقصاص ، للزجر والردع عن الجرائم التي تمس الأفراد سواءً في أنفسهم ، أو أعراضهم ، أو أموالهم .

  • كما جعل منزلة الضروريّات أولى وأهمّ من منزلة الرغبات الشخصيّة ، فهي تضمن حياة الإنسان واستمرارها ، وقد شمل التشريع الأمني في الإسلام المسلمين ، وغير المسلمين أيضاً ، إذ حرّم الإسلام قتلهم أو الاعتداء عليهم ، أو على أموالهم و أرزاقهم ، أو ممتلكاتهم ، فأهل الذمّة أكبر مثال على ذلك ، فهم يعيشون فى البلاد الإسلاميّة بأمان ، ويقومون بالعديد من الأعمال غير المحرّمة في الشريعة الإسلامية كالتجارة ، وغيرها .

*  مجالات الأمن : تشمل هذه المجالات مايلى :

  • الأمن الاقتصاديّ :

يضمن فيها الأفراد الدخل الأساسيّ ، سواءً من القطاع العام أو الخاص ، ويعد ربع سكان العالم آمنين اقتصاديّاً .

  • الأمن البيئيّ :

هو حماية الأشخاص من تهديدات الطبيعة ، وتدهور البيئة الطبيعيّة .

  • الأمن الشخصي :

هو حماية الإنسان من العنف الجسديّ ، سواءً من جانب  الدولة أو من جانب المجموعات ، أو الأفراد .

  • الأمن المجتمعي :

ويستهدف حماية الإنسان من العنف والطائفيّة والعرقيّة .

  • الأمن السياسي :

هو الحصول على كافّة الحقوق الإنسانيّة الأساسيّة .

  • الأمن الدينيّ :

هو ضمان حريّة الأفراد في أداء العبادات .

  • الأمن الغذائيّ :

وهو حصول جميع الأفراد في كافة الأوقات على المواد الغذائيّة الرئيسيّة ، الاقتصاديّة منها والماديّة .

الأمن الصحيّ :

هو توفير الوقاية من الأمراض بصفة عامة .

مجالات أخرى :

وتشمل الأمن الفكريّ ، الأمن الماليّ .. إلخ

  • أهميّة الأمن :

  • تأدية كافة الوظائف دون الشعور بالخوف .

  • يعد الأمن أساساً من الأسس التى ترتكز عليها التنمية الشاملة .

  • تحقيق العدل ، وهو هدفٌ أساسيّ لتحقيق الشرائع الدينيّة كافّة ، فقد جاءت هذه الشرائع لتحقيق السلام بين أفراد المجتمع .

  • عناصر الأمن :

  • استقرار الاقتصاد ، والذي بدوره يلبّي كافة الاحتياجات على مستوى الفرد ، وبالتالي على المجتمع بأكمله .

  • الخضوع لأوامر الدين الإسلاميّ ، والابتعاد عن نواهيه .

  • تنظيم الحياة الاجتماعيّة للأفراد ، من خلال تنظيم قواعد أمنيّة فيها .

  • نشر العدل والمساواة بين أفراد المجتمع .

  • توطيد أواصر الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع .

  • تعميق حبّ الانتماء للوطن .

  • توفير حكومة عادلة، تعمل على تطبيق النظام ، والقيام بتنفيذه عمليّاً على أرض الواقع .

  • خطر غياب الأمن :

  • انعدام استقرار الناس في حياتهم ومعيشتهم .

  • انتشار الاضطرابات الأمنيّة ، وعدم قدرة الأفراد على الشعور بالأمن على أنفسهم وأهليهم وأموالهم .

  • توقّف مظاهر العبادات ، كالصلاة في المساجد ، والحج ، إذ يحتاج كلّ منها إلى توفير الأمن والسلام للأفراد .

  • انتشار الجرائم كالقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها .

  • انتشار النزاعات والمشاكل بين أفراد المجتمع الواحد .

  • أمن المجتمع :

  • وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، فهو مفهوم يسعى إلى تفعيل الأمن البشري والتنمية البشرية ونماذج بناء الدولة على المستوى المحلي .

  • ويشمل المفهوم المعاصر لأمن المجتمع ، المحدد بشكل ضيق ، الأمن الجماعي والشخصي .

  • ويركز هذا النهج على ضمان أن تكون المجتمعات وأفرادها ” خاليين من الخوف “. ومع ذلك ، فإن التعريف المعاصر الأوسع يشمل أيضًا العمل على مجموعة أوسع من القضايا الاجتماعية لضمان ” التحرر من الفاقة ” . ومثلها مثل سلامة المجتمع ، وأمن المواطنين ، فإنها تعزز نهج أصحاب المصلحة المتعددين الذي يحركه تحليل الاحتياجات المحلية .

  • ومن خلال التأكيد على جانب ” المجتمع ” ، يسعى المفهوم إلى احتضان كل من الثقافات والسياقات ” الموجهة للأفراد “، بما في ذلك العديد من الثقافات في أمريكا اللاتينية ، والثقافات والسياقات ” الموجهة للمجموعات “، كما هو الحال في العديد من المجتمعات فى إفريقيا وجنوب آسيا .

  • كما يعتمد تخصيص برامج  Cyber Security  على السياق المحدد ، ولكن السمة الأساسية للنهج هي التركيز من الأسفل إلى الأعلى على إنشاء الأمان والاستقرار . وكنهج ، فإن CS لا تتعامل مع إنشاء الأمن على المستوى الوطني ، على سبيل المثال ، من خلال التشريعات من أعلى إلى أسفل ، أو اتفاقيات السلام على المستوى الحكومي . وبدلاً من ذلك ، فإنها تركز على الحلول القصيرة والطويلة الأمد للمشكلات الأمنية في مجتمعات معينة .

  • ولا يشير مصطلح ” المجتمع ” إلى أفراد المجتمع فقط ، ولكنه يشير إلى جميع الجهات الفاعلة والمجموعات والمؤسسات داخل المساحة الجغرافية المحددة . وبالتالي فهي تشمل أيضا منظمات المجتمع المدني ، والشرطة ، والسلطات المحلية المسؤولة عن تقديم الأمن والخدمات الأخرى في هذا المجال .

  • ومن الأمثلة على الوكالات التي تعمل مع نهج سلامة المجتمع هي مجموعة الدنمارك لإزالة الألغام ، ومركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة .

  • الأمن البشري :

  • هو نموذج لفهم نقاط الضعف العالمية ، ويرى أنصار الطعن في المفهوم التقليدي للأمن القومي أن المرجع الصحيح لتحقيق الأمن ينبغي أن يكون الفرد وليس الدولة . أما وجهة نظر الغالبية من الناس ، فمفادها أن الأمن يعد أمرا ضروريا لتحقيق الاستقرار الوطني والإقليمي والعالمي .

  • وقد برز هذا المفهوم بعد الحرب الباردة على أنه متعدد التخصصات ، وأن الأمن يشمل عددا من المجالات البحثية ، بما في ذلك دراسات التنمية ، والعلاقات الدولية ، والدراسات الاستراتيجية ، وحقوق الإنسان .

  • وقد أوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عام ١٩٩٤م عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ويعد تقريرا مهما للغاية فيما يتعلق بالأمن البشري ، أن تأمين ” التحرر من الفاقة ” ، و” التحرر من الخوف ” لجميع الأشخاص هو أفضل طريق لمعالجة مشكلة انعدام الأمن العالمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى