الأمن هو الشعور بالطمأنينة من قبل الفرد والجماعة ، ونشر الثقة والمحبة بينهم ، وعدم خيانة أحدهما للآخر ، والتخلّص من الفساد ، والقضاء على كلّ ما يهدّد استقرار الدولة ومعيشتها ، بالإضافة إلى تلبية كافّة الحاجات الجسديّة والنفسيّة لأفرادها حتى يستطيعوا الاستمرار في الحياة ضمن إطار الأمن والسلام ، وقد قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام : ( مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا ) .
- الإسلام والأمن :
لقد جعل الدين الإسلامي الأمن من أفضل النعم التي تفضل بها المولى عز وجل على الإنسان ، وحثّ الرسول الكريم على الأعمال التي تعود على المسلمين بالخير والأمان ، كما نهى عن كلّ عملٍ يهدّدٍ أمنهم وسلامتهم ، حيث شرّع الإسلام الحدود والقصاص ، للزجر والردع عن الجرائم التي تمس الأفراد سواءً في أنفسهم ، أو أعراضهم ، أو أموالهم .
- كما جعل منزلة الضروريّات أولى وأهمّ من منزلة الرغبات الشخصيّة ، فهي تضمن حياة الإنسان واستمرارها ، وقد شمل التشريع الأمني في الإسلام المسلمين ، وغير المسلمين أيضاً ، إذ حرّم الإسلام قتلهم أو الاعتداء عليهم ، أو على أموالهم و أرزاقهم ، أو ممتلكاتهم ، فأهل الذمّة أكبر مثال على ذلك ، فهم يعيشون فى البلاد الإسلاميّة بأمان ، ويقومون بالعديد من الأعمال غير المحرّمة في الشريعة الإسلامية كالتجارة ، وغيرها .
* مجالات الأمن : تشمل هذه المجالات مايلى :
- الأمن الاقتصاديّ :
يضمن فيها الأفراد الدخل الأساسيّ ، سواءً من القطاع العام أو الخاص ، ويعد ربع سكان العالم آمنين اقتصاديّاً .
- الأمن البيئيّ :
هو حماية الأشخاص من تهديدات الطبيعة ، وتدهور البيئة الطبيعيّة .
- الأمن الشخصي :
هو حماية الإنسان من العنف الجسديّ ، سواءً من جانب الدولة أو من جانب المجموعات ، أو الأفراد .
- الأمن المجتمعي :
ويستهدف حماية الإنسان من العنف والطائفيّة والعرقيّة .
- الأمن السياسي :
هو الحصول على كافّة الحقوق الإنسانيّة الأساسيّة .
- الأمن الدينيّ :
هو ضمان حريّة الأفراد في أداء العبادات .
- الأمن الغذائيّ :
وهو حصول جميع الأفراد في كافة الأوقات على المواد الغذائيّة الرئيسيّة ، الاقتصاديّة منها والماديّة .
الأمن الصحيّ :
هو توفير الوقاية من الأمراض بصفة عامة .
مجالات أخرى :
وتشمل الأمن الفكريّ ، الأمن الماليّ .. إلخ
-
أهميّة الأمن :
-
تأدية كافة الوظائف دون الشعور بالخوف .
-
يعد الأمن أساساً من الأسس التى ترتكز عليها التنمية الشاملة .
-
تحقيق العدل ، وهو هدفٌ أساسيّ لتحقيق الشرائع الدينيّة كافّة ، فقد جاءت هذه الشرائع لتحقيق السلام بين أفراد المجتمع .
-
عناصر الأمن :
-
استقرار الاقتصاد ، والذي بدوره يلبّي كافة الاحتياجات على مستوى الفرد ، وبالتالي على المجتمع بأكمله .
-
الخضوع لأوامر الدين الإسلاميّ ، والابتعاد عن نواهيه .
-
تنظيم الحياة الاجتماعيّة للأفراد ، من خلال تنظيم قواعد أمنيّة فيها .
-
نشر العدل والمساواة بين أفراد المجتمع .
-
توطيد أواصر الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع .
-
تعميق حبّ الانتماء للوطن .
-
توفير حكومة عادلة، تعمل على تطبيق النظام ، والقيام بتنفيذه عمليّاً على أرض الواقع .
-
خطر غياب الأمن :
-
انعدام استقرار الناس في حياتهم ومعيشتهم .
-
انتشار الاضطرابات الأمنيّة ، وعدم قدرة الأفراد على الشعور بالأمن على أنفسهم وأهليهم وأموالهم .
-
توقّف مظاهر العبادات ، كالصلاة في المساجد ، والحج ، إذ يحتاج كلّ منها إلى توفير الأمن والسلام للأفراد .
-
انتشار الجرائم كالقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها .
-
انتشار النزاعات والمشاكل بين أفراد المجتمع الواحد .
-
أمن المجتمع :
-
وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، فهو مفهوم يسعى إلى تفعيل الأمن البشري والتنمية البشرية ونماذج بناء الدولة على المستوى المحلي .
-
ويشمل المفهوم المعاصر لأمن المجتمع ، المحدد بشكل ضيق ، الأمن الجماعي والشخصي .
-
ويركز هذا النهج على ضمان أن تكون المجتمعات وأفرادها ” خاليين من الخوف “. ومع ذلك ، فإن التعريف المعاصر الأوسع يشمل أيضًا العمل على مجموعة أوسع من القضايا الاجتماعية لضمان ” التحرر من الفاقة ” . ومثلها مثل سلامة المجتمع ، وأمن المواطنين ، فإنها تعزز نهج أصحاب المصلحة المتعددين الذي يحركه تحليل الاحتياجات المحلية .
-
ومن خلال التأكيد على جانب ” المجتمع ” ، يسعى المفهوم إلى احتضان كل من الثقافات والسياقات ” الموجهة للأفراد “، بما في ذلك العديد من الثقافات في أمريكا اللاتينية ، والثقافات والسياقات ” الموجهة للمجموعات “، كما هو الحال في العديد من المجتمعات فى إفريقيا وجنوب آسيا .
-
كما يعتمد تخصيص برامج Cyber Security على السياق المحدد ، ولكن السمة الأساسية للنهج هي التركيز من الأسفل إلى الأعلى على إنشاء الأمان والاستقرار . وكنهج ، فإن CS لا تتعامل مع إنشاء الأمن على المستوى الوطني ، على سبيل المثال ، من خلال التشريعات من أعلى إلى أسفل ، أو اتفاقيات السلام على المستوى الحكومي . وبدلاً من ذلك ، فإنها تركز على الحلول القصيرة والطويلة الأمد للمشكلات الأمنية في مجتمعات معينة .
-
ولا يشير مصطلح ” المجتمع ” إلى أفراد المجتمع فقط ، ولكنه يشير إلى جميع الجهات الفاعلة والمجموعات والمؤسسات داخل المساحة الجغرافية المحددة . وبالتالي فهي تشمل أيضا منظمات المجتمع المدني ، والشرطة ، والسلطات المحلية المسؤولة عن تقديم الأمن والخدمات الأخرى في هذا المجال .
-
ومن الأمثلة على الوكالات التي تعمل مع نهج سلامة المجتمع هي مجموعة الدنمارك لإزالة الألغام ، ومركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة .
-
الأمن البشري :
-
هو نموذج لفهم نقاط الضعف العالمية ، ويرى أنصار الطعن في المفهوم التقليدي للأمن القومي أن المرجع الصحيح لتحقيق الأمن ينبغي أن يكون الفرد وليس الدولة . أما وجهة نظر الغالبية من الناس ، فمفادها أن الأمن يعد أمرا ضروريا لتحقيق الاستقرار الوطني والإقليمي والعالمي .
-
وقد برز هذا المفهوم بعد الحرب الباردة على أنه متعدد التخصصات ، وأن الأمن يشمل عددا من المجالات البحثية ، بما في ذلك دراسات التنمية ، والعلاقات الدولية ، والدراسات الاستراتيجية ، وحقوق الإنسان .
-
وقد أوضح تقرير التنمية البشرية الصادر عام ١٩٩٤م عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ويعد تقريرا مهما للغاية فيما يتعلق بالأمن البشري ، أن تأمين ” التحرر من الفاقة ” ، و” التحرر من الخوف ” لجميع الأشخاص هو أفضل طريق لمعالجة مشكلة انعدام الأمن العالمي .