حرمة الدماء

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

في الآونة الأخيرة انتشرت كثير من الحوادث ، مثل قتل الازواج للزوجات ، وقتل الزوجات للازواج ، قتل الصديق لصديقه ، وقتل الصديقة لصديقتها. كل هذه الافعال حديثة علينا، ولكن الذي يشغلنا هو لماذا تنتشر مثل هذه الحوادث ؟ هل بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية ؟ أم بسبب البُعد عن الدين ؟ أم بسبب خلل نفسي داخل البشر ؟ ولو هو خلل نفسي ؟ هل بسبب الحقد والكره ؟ ولماذا الحقد والكره ؟ .

دارت اسئلة كثيرة في رأسي بين هل وماذا ؟ ولم اجد سبب مقنع ، لأن جميع الاديان حرمت القتل ، والخيانة ، والأهم أننا أمة سيدنا محمد الصادق الامين ، الصادق في القول والفعل وعُرف عنه الامانة . فماذا حدث كي نجد الصديق يكره صديقه ، كيف يحدث هذا ونحن في أمة كان شفيعها الصادق ولقب صديقه بالصديق لأنه كان يصدقه القول والفعل ، فماذا حدث ؟ إذا كان رسولنا الكريم حذرنا عن سفك الدماء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء”.

ويشير هذا الحديث إلى تَغْلِيظُ أَمْر الدِّمَاء، وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا.

كما ذكر أيضا عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض”

عن حماد بن نعيم كما ورد في كتاب الفتن من صحيح البخاري ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آلا أُنبئكم بدواء الفتنة، إن الله لا يحل فيها شيئا حرمه قبل ذلك، فما بال أحدكم يستأذن بباب أخيه ثم يأتيه الغد فيقتله”

عن عظم القتل وكبر جرمه قال النبي في ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكبر الكبائر: الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور”، وقال عليه السلام: “من لقي الله لا يشرك به شيئاً لم يتند بدم حرام دخل الجنة”. 

وايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج عنق من النار يتكلم يقول وُكِّلت اليوم بثلاثة؛ بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق، فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم”

فشفيعنا يوم القيامة يحذرنا من سفك الدماء والقتل ، أكيد لا نعلم ذلك أكيد لو كنا نعلم تعاليم ديننا لما فكرنا في القتل ، أم اصبحنا فريسة سهلة للشيطان ووسوسته .

و قال الله تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين ) الحجرات/ 9 .

فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالصلح والبعد عن القتل ، فالله سبحانه حرم القتل ، كما أن المسلم له حق على أخيه المسلم ، وهذا ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) .

كما أمرنا رسولنا الكريم بإفشاء السلام بيننا ، وأن يشد المسلم بنيان أخيه المسلم ، والبعد عن البغضاء والكراهية .

واضح أنه في بُعد عن معرفة حقوقنا لبعضنا ، وأهمية الحب والسلام والتواد والتراحم والبعد عن البغضاء والكراهية ارجعوا أيها الشباب عن هذه الصفات التي نهت عنها كل الاديان ، ارجعوا حتى لا يختفي بريق الذهب

8 من أغسطس 2021م

هاله أبو القاسم عبد الحميد
موجهة بالتربية والتعليم

 

Exit mobile version