ليلة تاريخية .. ليلة هروب آخر الجنود الأمريكان من أفغانستان
تقرير يكتبه الدكتور محمد النجار
يوم تاريخي ليس لأفغانستان ، وإنما لكل الشعوب التي تسعى للتحرر من القوات الامريكية والغربية الاستعمارية التي تسعى منذ قرون لتركيع الشعوب.
إنه يوم الإثنين 30-08-2021م الموافق22محرم1443هـ،عندما خرج آخر جندي أمريكي من ال(220.000) جندي الذين احتلوا افغانستان لمدة 20عام . وكانت الولايات المتحدة قادت هجوما عسكريا وتحالف معها أكثر من 40 دولة (منها جميع الدول الأوربية بحلف الناتو) ومعها قوات الحكومة الأفغانية الحليفة ، وأطاحوا بحكومة طالبان في 7 أكتوبر 2011م ، وتعيين حكومة موالية لهم برئاسة حامد كرزاي.
طالبان في الجبال 20 سنة :
ولجأت طالبان الى الجبال ، وقاومت القوات الامريكية وحلفاءها ، واستشهد عدد كبير من طالبان والشعب الأفغاني ، كما لم تذق القوات الامريكية أي راحة في أراضي وجبال ومدن افغانستان طوال تلك السنوات العشرين، تكبدت فيها مليارات الدولارات واعداد كبيرة من جنودها قتلى وجرحى .
وقال الرئيس بايدن : “حان الوقت لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا”.
وجاء اليوم التاريخي الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها انسحابها من أفغانستان ، وحددت ذلك التاريخ بنهاية شهر اغسطس الحالي 2021م .
ورغم الانفجار الضخم الذي وقع في بوابات مطار كابل والذي أدى لمقتل 175شخص من بينهم 13 جندي أميركي في يوم واحد ، وكان من أسوأ الهجمات التي طالت جيش الولايات المتحدة في أفغانستان منذ عام 2011. ورغم النداءات من داخل الولايات المتحدة وحلفاءها بتمديد مدة انسحاب القوات الامريكية الى مابعد التاريخ الذي تم تحديده سابقا بنهاية شهر أغسطس إلا أن الرئيس الأمريكي أصر ان تنسحب قواته في التاريخ المحدد خشية ازدياد اعداد القتلى في الجنود الأمريكان.
آخر جندي امريكي في أفغانستان 30-08-2021 :
وكان اللواء الأميريكي ((كريس دوناهيو)) قائد الفرقة الـ82 ن هو آخر جندى من القوات الامريكية قد غادر افغانستان في نهاية يوم 30-08-2021 حسب بيان القيادة المركزية الأمريكية. كما أشار مسئولان امريكيان الى أن السفير الأمريكي غادر افغاستان على متر آخر رحلة من افغانستان .
وكان مساء الثلاثين من أغسطس 2021م أول مساء يتنفس الافغانيون فيه هواء بلادهم خالصا دون أن يختلط بأنفاس القوات الاجنبية الامريكية والغربية التي جاءت تدنس تراب ارضهم وتأخذ من كرامتهم ..
إن ذرة رمل واحدة تدنسها أي قوات أجنبية تحت أي مسمى لهي جديرة أن تدنس كرامة هذه الدولة وتلك الأمة ،، وأن لحظة إذعان المحتل لإرادة الشعوب هي اللحظة التي يستحق فيها اهلها الكرامة والاحترام ..
وفي المقال القادم سنرصد خسائر الولايات المتحدة المالية واعداد الجنود بإذن الله.