صفعة لإسرائيل من الأسرى الفلسطينيين الهاربين من سجن جلبوع

بقلم / الدكتور محمد النجار
لا تنتصر معركة الحق على الباطل بأعتى الاسلحة ، وإنما بإيمان صاحب الحق بأنه سينتصر بإرادة الحق وهو”الله” ، ثم بإرادته وعزيمته وقوته النفسية حتى وإن طال أمد المعركة ، وحتى لو تسلح أعداؤه بأعتى الأسلحة في البر والبحر والجو .
مَنْ يتصور أمكانية هروب وفرارالأسرى الفلسطينيين من أعتى وأقوى وأحصن سجن اسرائيلي وهو سجن “جلبوع” ، المُراقب بالحراسة المشددة والكاميرات داخليا وخارجيا!!!!!!!!
لقد استيقظ العالم صباح الأثنين 06-09-2021على فضيحة رهيبة ليست للسجون الاسرائيلية فحسب ، بل للكيان الصهيوني كله ، وكشفت أكذوبة اسرائيل التي لا تُقهر ، فرغم الحراسة المشددة ، والمراقبة بالجنود فوق أسوار السجن ، ومراقبة الكاميرات التي بلغت 72 كاميرا على هذا السجن ، فقد نجح (6) أسرى فلسطينيين في حفر نفق تحت أرض السجن أدى الى هروبهم في ساعات مبكرة لم تكتشفهم كاميرات المراقبة ، ولم يكتشفهم حراس السجن .
أخطر السجناء وأقصى العقوبات :
هذا السجن ((سجن جلبوع)) مخصص لأخطر السجناء الأسرى الذين تم الحكم عليهم بأقصى العقوبات ويقضون مدد طويلة ، بعضهم محكوم عليه بعدد ((66))مؤبد منذ بداية انتفاضة الأقصى .
أخطر الأسرى الذين هربوا :
لم يكن الستة أسرى الذين حفروا النفق شبابا يافعين عند حفرهم هذا النفق، وإنما أعمارهم في الخمسينات تقريبا ، ومحكوم على أربعة بأحكام “مؤبدات” ،منهم (( زكريا الزبيدي))، الذي كان قائدا لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، والتي نفذت هجمات مُميتة على أهداف إسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية بين عامي 2000 و 2005م ، والذي كان والده مدرسا للغة الإنجليزية ولكن منعته اسرائيل من التدريس بعد إدانته بعضوية “حركة فتح” في أواخر الستينيات، وتوفي والده بسبب مرض السرطان ، وخلف والدة الزبيدي “سميرة” لتقوم بتربية “أطفالها الثمانية” ، وقد استشهدت “أمه” و”شقيقه” خلال الاقتحام الاسرائيلي الكبير لمخيم جنين في العام 2002 في والتي أطلقت عليها اسرائيل عملية الدرع الواقي.
أسماء الأسرى الذين حفروا النفق :
وحسب ماذكرته الأنباء ، فإن الأسرى الفارين هم: محمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله عارضة، وقائد كتائب “شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح” زكريا الزبيدي، إضافة إلى يعقوب انفيعات.
ليست مجرد ملعقة طعام .. :
لم يستخدم الأسرى جرافات أو حفارات لحفر النفق ، وإنما مجرد ملعقة طعام ، لكنها ملعقة قوية بإرادة وعزيمة وإيمان هؤلاء الرجال الذين استخدموها ربما لعدة أشهر أو اسابيع في حفر ذلك النفق ولم ييأسوا أبدا حيث يبلغ طول النفق الذي حفره الأسرى الفارين مئات الأمتار.
اعتراف رئيس وزراء اسرائيل:
وحسب وكالة بلومبرج للأنباء ، ووسائل الاعلام الاسرائيلية ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي(( نفتالي بينيت)) : إن عملية الستة أسرى الفلسطينيين الفارين من سجن جلبوع عبر النفق الذي حفروه بأنه حادث خطير.
رأي مسئول السلطة الفلسطينية :
وحسب صحفيفة الاندبندنت ، اعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني “قدورة فارس” أن الأسرى الفارين “مارسوا حقهم في الحرية، وانتزعوا حريتهم بالحفر في الصخر”.
دروس مستفادة للشباب :
هذه دروس تكشف زيف إكذوبة وأسطورة اسرائيل التي لا تُقهر ، فقد تم قهر الجيش الاسرائيلي بأيادي أبناء الجيش المصري في حرب أكتوبر1973 ، والذي أشاعت اسرائيل وقتها بأنه لا يستطيع أي جيش في العالم –فضلا عن الجيش المصري- أن يعبر قناة السويس التي تتحول في لحظة واحدة الي نيران رهيبة تحرق وتبيد البشر والحجر ، ورغم ذلك عبرها جنود ورجال الجيش المصري ،وهرب كل افراد الجيش الاسرائيلي امامهم في اكتوبر1973، واستعادت مصر ارضها وكرامتها ، وانهزمت اسرائيل في حرب غزة ، وهاهي تنهزم أمام (6)أسرى لايملكون سوى ايمانهم وإرادتهم ، وبملعقة استطاعوا بها حفر النفق واستعادوا حريتهم وخرجوا من السجن ،ولم تستطع اسرائيل بكل قواتها وجبروتها أن تقبض عليهم ..
درس عظيم أن طريق النصر يبدأ مع الأمل والثقة في الله ، وأن النصر مع الصبر ، وأن مع العسر يسرا .

الثلاثاء 7 سبتمبر2021
الموافق 29محرم1443هـ
ماشاء الله مقال جيد جدا
وضح امورا و القي الضوء علي الجرثومة الطفيليه التى قهرت بملعقة طعام
حياكم الله و اعانكم و ثبتكم