حلبة وجلبة التضخم
كتب / أحمد جوهر
الحد الادنى من الاستقرار في ادارة حياتنا الاقتصادية هو دوام القدرة على شراء الاحتياجات ، بحيث في حالة وقوع تضخم ( زيادة اسعار ) بنسبة نفترض كونها ٥ % ، فانت سوف تقوم بزيادة دخلك بنسبة ٥ % ، و الحقيقة ان هذه معادلة اقتصادية طبية و لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب ، إذ ان الفرد إذا عزم على زيادة دخله ٥ % فعليه ان يبذل مجهود أعلى ٥ % .
وعليه فاذا كان قسطك من النوم والحياة الاجتماعية ١٤ ساعة / يوم واحد ، والبقية من الوقت مخصصة للانتاج ايا كانت طبيعته فانت محتاج لاقتطاع جزء من هذا القسط بالتقريب ساعة ٤٥ دقيقة لئلا تنهار اقتصاديا و اسريا و هذه فترة ليست بالضئيلة عن كل يوم و التي تعادل قرابة اربعة ساعات ونصف لكل اسبوع يشمل يوم اجازة واحد وسوف يكون لذلك انعكاسا صحيا مباشرا على صحة المواطن ، و هي مسالة طبية ملموسة اهمالها او عدم ادراكها لن يؤدي لاحد نتيجتين او كلاهما : لتقاعس جهاز حكومي ما ، وسخط شعبي من نوع ما .
ذهب كبار فقهاء السياسة لاتجاه وجود علاقة بين المسائل الاقتصادية و السياسية من جهة والمادة الملموسة من جهة اخرى ، وهو اتجاه قليلا ما يتم التعرض له احد ، حيث يقوم العلماء عادة بالفصل بين العلوم الاجتماعية والانسانية والعلوم الطبيعية، و كذلك تأخذ الحكومات والجامعات بالفصل بين اكاديميي هذين الفرعين .
هذا الفصل سبب رئيس في تردي الاوضاع المادية والاقتصادية لاعداد طائلة من المواطنين ، فإما ان ندرك ان كل منا بجسده ومجهوده هو في جولة مستدامة مع التضخم والعالم من حوله والدولة نصف فريقه الثاني بإجراءاتها وبرامجها في مواجهة مع السوق العالمي ، وإما ان نختار الاعتقاد بإهمال الدولة للمواطن فنكون اوقعنا نصفي الفريق الواحد في الخصومة فيتشتت سعيهم .
فهل نفضل ان ترتفع جلبة ارتفاع الاسعار في اعلام وشوارع وطننا ؟، ام نفضل ان ترتفع قيمة الوحدة فيحلبة حياتنا الاجتماعية و السياسية !.
9 سبتمبر 2021