شباب أسوان ضحايا التنقيب عن الذهب

عياب الرقابة الحكومية يعرض الأهالي للخطر ويهدد العلاقات المصرية السودانية 

 

تقرير يكتبه / سعيد حسن

لسوء الاحوال المعيشية بالسودان منذ سنوات، قدمت إلى مصر مجموعات شبابية ليحققوا معيشة أفضل في بلدهم الثاني، فجاءونا بعدة أعمال، إما بفتح مقاهي ومطاعم ل”الجبنة” مشروب القهوة السوداني والشاي وتقديم المأكولات والوجبات الشعبية الخاصة بهم او بيع المنتجات الجلدية من شنط وأحزمة وروائح وعطور وبخور وبهذه الاعمال انتشر الشباب السوداني بأعداد كبيرة في  محافظات (اسوان، القاهرة، الجيزة) وعاشوا بيننا كإخوة لنا امتدادا للجذور التاريخية كشعب وادي النيل.

تعكير صفو العلاقة الأخوية

ولكن عكر صفو العلاقة الأخوية بين الشعبين بعض  من هؤلاء الشباب السوداني الذين توجهوا إلى الصعيد وتحديدا لمنطقة التكامل بمدن ومراكز وقرى محافظة أسوان، هذه الشريحة اغلبهم من أصحاب حرفة التنقيب عن الذهب وقد جاءوا إلى هذه المنطقة التي تشتهر بوجود مناطق جبلية كثيرة وهدفهم الاساسي طرح فكرة الحفر وتكسير وطحن الأحجار لاستخراج الذهب منها .

فكرتهم استهوت اغلب الشباب المصري القادرين ماليا لتحقيق الهدف، فتعاونوا مع بعضهم البعض واشتروا المعدات والادوات الخاصة لهذا العمل والذي لا أدري هل هذه الاعمال الخطيرة التي يقومون بها على علم  الجهات المختصة في الدولة اما لا. خاصة انه في بعض المناطق الجبلية الوعرة مثل خور أبوصبيرة داخل مدينة أسوان ومنطقة العلاقي خلف السد يستخدمون فيها  المتفجرات لتسهيل عمليات التنقيب عن الذهب .

التطور الخطير 

والتطور الخطير ان هذه العمليات  قلبت احوال الاهالي فبعد ان كانت بيوتهم لايتجاوز ايجاراتها عن ٣٠٠ جنيه شهريا باتت تؤجر بأكثر من ثلاثة آلاف جنيه في الشهر للسودانيين، ناهيك عن الاحواش الكبيرة التي كانت مبروكة لمستقبل الأبناء أصبحت تستخدم لطحن الاحجار بإيجار ستة آلاف جنيها في الشهر.

وأجور العاملين من الشباب لاتقل عن ٤ آلاف جنيه داخل المناطق القريبة من القرى اما في المناطق نفسها  تزيد الاجور قليلا ناهيك عن المخاطر التي يتكبدونها من لدغات العقارب والثعابين ومن هنا ومن حين لآخر تفتقد الأسر ارواح أبنائهم إما بالموت نتيجة تفجير المفرقعات فيهم او نتيجة الامراض المزمنة التي يعانون منها كالسكري والضغط والقلب .

وفيات بين الشباب

في أقل من ١٠ أيام مضت فقدت قرية نوبية إثنين من خيرة الشباب الاول يدعي مصعب محمد، 38  عاما، متزوج وترك اطفالا صغار لقي حتفه بعد ان فاجأه غيبوبة السكر في خور أبوصبيره ولم يتمكن زملاؤه من إسعافه لكون هذه المنطقة الجبيلة وعره خالية من أية خدمات .وكان من الصعب عليهم الوصول إلى ذويه إلا بشق الانفس. والثاني أسامة محمود ٢١سنة  لقى مصرعه اثر اصابته اثناء عمليات التفجير . وفي قرية الشطب بناحية كوم أمبو لقي شاب ثالث مع رفيقيه من أجل الصراع على الذهب، وغيرهم كثير غابوا في ظروف غامضة بسبب التنقيب عن الذهب في جنوب الصحراء الشرقية قرب الحدود.

فأين دور الحكومة في مجابهة هذه الظاهرة، ودور الجهات المعنية بمتابعة خط سير هؤلاء الشباب.

Exit mobile version