الأقباط والنيروز
كتب / احمد يسري جوهر
احتفل اقباط مصر بعيد النيروز امس الموافق الحادي عشر من سبتمبر لسنتنا هذه . والنيروز كلمة قبطية معناها ( بركة الأنهار ) حيث يبدا شهر توت وهو الشهر الاول بالسنة القبطية بتمام فيضان النيل وكثرة الماء على العموم بغض النظر عن اضرار استثنائية هي بركة ورزق .
فاحتفال الاقباط بعيد النيروز هو احتفال بتمام احد المواسم الزراعية و هو موسم الفيضان اي انه شكل من اشكال الاقرار بوصول رزق الله لهم من الماء ، و في ذلك منزلة الشكر و الحمد لله و هي احد منازل الايمان .
و الحقيقة ان الاحتفال يعكس حقائق عدة للمتدبر اولها ما سبق من الاقرار بنعمة الله ، و ثانيها ضبط الاقباط مشاعرهم واعيادهم على موسم زراعي و الزراعة او الفلاحة هي المهنة التي كانت ركيزة حضارة و استقلال مصر القديمة ، وضبط الانسان مشاعرة على اساس مهني يعكس تجلي قيمة العمل بالوجدان .
و الحقيقة الثالثة ان تمسك الاقباط بتقويمهم وتقسيماتهم الزمنية هو ضربا من الاصولية والاصرار على تذكر تاريخهم ، حيث ان تقويم الاقباط السنوي اتخذ بداية من حكم الامبراطور الروماني الاكثر قسوة على مسيحيو مصر : الامبراطور دقلديانوس الذي اسرف في سفك دماء مسيحيو مصر ، كذلك امر بسجن رؤساء الكنائس بمصر ليجبرهم على عدم الايمان بعيسى عليه افضل السلام ،
و تذكر الماضي و الاقبال عليه هو احد سبل السعي لبناء حياة جديدة و كريمة ومعالجة ما في الحاضر من اشكاليات ، كما انه سبيل لتوثيق الاحداث كبرت او صغرت ، و التوثيق بدوره سبيل لاستنباط العلوم .
الحقيقة الرابعة و الاهم ان الاحتفال في مجمله هو ممارسة من الاقباط لكامل حقوقهم في العبادة ، التجمع ،وحرية الاعتقاد و في ذلك دحض و تكذيب لاي من مزاعم تتردد من خارج حدود الدولة المصرية بوجود الاضطهاد .
ادام الله لمصر الامان و العدل