زواج القاصرات والأطفال ظاهرة تهدد استقرار المجتمع المصري
الرئيس السيسي يوجه الحكومه ومجلس النواب لإصدار قانون مستقل لمواجهة الزواج المبكر
شيخ الأزهر : الإسلام لا يبيح الزواج الذي يترتب عليه ضرر نفسي أو إجتماعي أو اخلاقي
وزيرة التضامن :زواج الاطفال يفتح المجال للإتجار بالبشر
الدكتور جمال عبد المطلب : دور هام لوزارة القوى العاملة للحد
من الزواج التجاري للقاصرات
الدكتور إبراهيم حامد : الإسلام يشترط النضوج والتكافئ لإتمام الزواج
الشيخ محمود سلامه: الأباء يرتكبون حرمات مركبة بتزويج الأبناء القصر
الدكتوره ساميه خضر تطالب بحملة توعية واسعة بمشاركة المجلس القومي للمرأة
تحقيق / يكتبه محمد سعد
تحول زواج القاصرات وزواج الأطفال إلى ظاهرة خطيرة تؤرق المجتمع المصري وتثير الكثير من المشاكل التي تهدد استقرار المجتمع.وتلك الظاهرة تقع في حالة ان يكون احد طرف الزواج او كليهما أضغر من السن القانوني .ووفقآ لإتفاقيه حقوق الطفل، فان الطفل هو كل انسان لم يتجاوز الثامنه عشره ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.
وكشف اللواء ابو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئه العامه والاحصاء سابق خطورة ظاهره زواج القاصرات من خلال احصائيات مقلقة .
وأوضح الجندي خلال لقائه ببرنامج “نظره” المذاع علي فضائيه صدى البلد ان عدد الاناث اللاتي لهن حاله زواجيه تحت سن ال 18 عاما عددهم “118 ألف”فتاه من بينهم 1200 مطلقه واكثر من 1000 فتاه ارمله متابعا من المفترض ان يكون هذا الكلام غير موجود في المجتمع، متسائلا كيف لفتاه عمرها 13 عاما او 15 عاما ولها حال زواجيه مؤكدا من ضروره التركيز على المناطق الجغرافيه التي تكثر فيها هذه الظاهره من خلال القوافل الدعويه والتثقيفيه و التوعويه.
اسباب ظاهره الزواج المبكر
يرى الخبراء أنه توجد أسباب كثيرة وراء ظاهرة الزواج المبكر ويمكن رصد أهمها في التالي :
-الوضع الاقتصادي السيء الذي يكون مبررا في أحيانا كثيره للاهل الى الزواج المبكر للفتاه والاغراءات الماليه لجهة اعتبار الزواج المبكر صفقه رابحه لان في بعض المجتمعات يفرض والد الفتاه مهرا كبيرا.
-التقاليد والعادات المزروعه في مجتمعنا التي ترسم معايير محدده للزواج من جانب السن وحصره بالسن المبكر.
-الراي الغالب في مجتمعاتنا العربيه ان الزواج في سن مبكره هو الانجاز الاهم لاي فتاه نتيجه انتشار مفاهيم الستره والعنوسه.
- تزويج القاصرات يؤمن شرف العائله لان التاخير به يشكل عارا للعائله ويوسيء الى سمعتها ووضعها الاجتماعي.
الدور النمطي للمراه في المجتمع كربة منزل واسره وعليها انت تولي هذا الدور مبكرآ ضمانه لنجاحه وتميزها عن الرجل وشك فيه قدوراتها فهي فقط وجدت لتكون زوجه وام لاولادها وليس عنصرا ناجحا في المجتمع وكيانا مستقلا مثلها مثل الرجل.
يفضل البعض الزواج في وقت مبكر لتنجب مبكرا بحيث تكون اعمارهم قريبه الى اعمار ابنائهم ولكن ليس بالضروره التقيد بهذه الفكره التي تعتبر من الامور التقليديه.
رأي الشرع
اما رأي الشرع فقد اوضحه الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين بقوله : ان الزواج قبل سن الثامنه عشر خاصه في هذا الجيل يكون خطراً على الفتاه والشاب حيث ان الشاب قبل هذا السن تلعب به العواطف اكثر من القوي العقليه، وأوضح الطيب خلال برنامج “الامام الطيب” ان معظم الزيجات الفاشله أسست على عواطف، وليس عقل او تدريب، ويمكن القول ان سن الثامنه عشر هو بدايه الادراك ،
مؤكدآ أن الاسلام عالج ظاهره زواج القاصرات حين دعا الى الزواج والمسئوليه وان تكون الزوجه راعيه وكذلك الزوج،
وأضاف ان الاسلام لا يبيح الزواج الذي يترتب عليه ضرر نفسي او اجتماعي او اخلاق، بالعكس المقصد الشرعي من الزواج هو السكن النفسي بمعنى الراحه والسكينه.
الرأي الرسمي
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفاليه المراه المصريه والام المثاليه 2021 مجلس النواب والحكومه بسرعه اتخاذ اجراءات لاصدار قانون منع زواج القاصرات وزواج الأطفال والزواج المبكر ينص صراحه علي السن القانونيه للزواج ويكون قانون مستقلآ يضمن حقوق الفتيات، مشيرا إلى ضروره اجتماعيه وتشرعيه لتجريم زواج الاطفال وتغليظ العقوبات على كل من تسبب في هذه الجريمه .
من جانبها اعلنت وزيره التضامن الاجتماعي الدكتوره نيفين القباج ان الوزاره تستهدف ربط الدعم النقدي بمشروطية عدم الزواج المبكر للقاصرات،
أكدت الدكتوره نيفين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بملفات الحمايه الاجتماعيه ويري ان زواج طفله في سن 13 او 15 عاما هو هدر وضياع لحق الطفله في التعليم والحياه والتنميه وان الطفله لا تؤؤل الى ابيها فقط، .لذلك لابد من حمايه هؤلاء الاطفال، مشيره الى ان الرئيس وجه بالتفاوض مع المواطن وان لم ينجح هذا التفاوض، فأن هذا الطفل ليس ملكيه خاصه لان زواج الاطفال يفتح المجال للاتجار بالبشر وزيجات غير ناجحه تكون فيها فرص كبيره للطلاق وسوف ينفذ ذلك من باب الرضع بعد نجاح مشروطيه الصحه والتعليم، حيث يستهدف رابط الدعم النقدي بمشروطيه عدم زواج القاصرات، وان ما يقرب من 100% من اطفال الاسر المستفيده من تكافل وكرامه بالمدارس، فالمسأله ليست فقط في قيمه الدعم المقدم للأسرة بقدر ما هو لوعي المواطن وتحسين مستواه وممارساته وترسيخ لديه بان التعليم والصحه امور مهمه.
رأي الخبراء
وكان من الضروري استطلاع رأي الخبراء والعلماء في جريمة الزواج المبكر وكانت اجاباتهم كالتالي :
يقول الدكتور جمال عبد المطلب استاذ علم الاجتماع مدير مركز تنميه القدرات واعداد القيادات بجامعه بني سويف: زواج القاصرات بانه هو زواج البنت قبل السن القانونيه الذي يؤهلها للزواج ويوجد عندنا نوعين من زواج القاصرات الطبيعي والزاواج التجاري .
الزواج الطبيعي
وهو زواج منتشر بكثره في القورى و المناطق العشوائيه للمدن ومن اهم اسبابه :
اولا : الفقر المدقع الذي تعيشوا الاسر في الريف والمناطق العشوائيه في المدن حيث ارتفعت نسبه الفقر من 28 % وقاربت الى 34 % فعدم قدره الاسره على القيام بمسؤوليتها تجاه ابنائها في عمليه الانفاق والرعايه والتعليم فتزوج البنت وتتخلص من مسؤوليتها.
ثانيا: الثقافات التقليديه وهنا مازالت الافكار الثقافيه القديمه التي تلصق الشرف بالانثى فقط دون الرجال وهي من اهم معايير زواج القاصرات وهنا اول ما يظهر على البنت علامات البلوغ تقوم الاسره بتزويجها خوفا من ان يلاحقها الكلام الخاص بالعار والشرف وما الى ذلك.
ثالثا: العصبيه والقابليه وهي الاسر الغنيه من الاثاث و هذه الاسر تخشي من تفتيت الثروه وخاصه الثروه الماديه مثل الاراضي والعقارات وتخشى من ضياعها على ايد ناس أغراب ،
فيضطروا لتزويج البنت من احد افراد العائله أولاد العموم من العصب حتى تظل هذه الارض والعقارات ثابته في بيت واحد وعائله واحده خشيه من تفتيت هذه الثروه.
رابعآ: الفهم الخاطئ في الدين ونحن هنا نتكلم كل فتره في تجديد الخطاب الديني والناس مازالت تقر أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج السيده عائشه وهي في سن تسع سنوات، وفاهمين ان الزواج هو عباره عن اشهار واعلان وموفقه بين الطرفين ايجابا وقبولا بمعنى انه لا يحتاج قسيمه زواج.
زواج تجاري
واوضح الدكتور جمال انه يوجد نوع اخر من زواج القاصرات وهو زواج القاصرات “التجاري” وهو انه يوجد بعض القرى المعروفه ياتي اليهم العرب من الخارج يدفع المهر 500,000 ألف جنيها، وهنا تتزوج البنت بورقه عرفيه ويعطي لها عقد على انها عامله وهو يتزوجها عرفي وليس رسمي ويتزوجها بغرض الانجاب او المتعه ،وبعد ذلك ترجع البنت لتعمل خادمه مشرده بعد ان سلبوها جميع حقوقها واخذ منها ابنائها، وترجع هالكه صحيآ، وفي جميع الاحوال ترجع من الخارج وهذا موجود في مناطق معينه في محافظه القاهره والجيزه وبني سويف.
وهنا يضيف الدكتور جمال ان دور الحكومه في مواجهه زواج القاصرات التجاري ممثله في وزاره القوى العامله والتشغيل لان دور الحكومه والوزاره هو التنسيق والتشريع لمعاش الناس فيجب ان تحدد الوزاره سن العماله التي تخرج من مصر في سن 21 عاما لكي تحفظ للبنت حقوقها وحقوق اولادها وبدلا من ان ياخذها هذا الرجل العربي بعقد استقدام خادمه ويهدر حقوقها الماديه والمعنويه، ياخذها زوجه بقسيمه زواج رسميه تحفظ حقوقها وحقوق اولادها ونحفظ حقوق المواطن المصري.
تداعيات خطيرة
كما يوضح دكتور جمال تداعيات زواج القاصرات على المجتمع وهي :
اولا:ثمره الزواج هي الانجاب، ونتخيل هنا ان اطفال ينجحون اطفال اخرين فهؤلاء الاطفال الصغار يضيع حقهم في التربيه والتنشأه السليمه وهنا يخرج جيل مين الاطفال غير سوى الى المجتمع،
ثانيا:هل البنت القاصر والولد القاصر عندهم مسؤوليه البيت والزوج او الزوجه واعطاء الحقوق الشرعيه الزوجيه بالتاكيد لا ايضا هنا يحدث امراض وأنتكاسات مرضيه للبنت ثالثا: من اهم الاشياء التي تؤثر على المجتمع ويحدث كثيرآ في زواج القاصرات ان يتوفى الزوجي قبل استخراج قسيمه الزواج الرسميه لان البنت لم تبلغ السن القانونية فأصبح هنا ان المولود ليس له اب فيضطرو ان ينسب المولود الى جد الاب اذا وافق او جد الام وهذا ينتج عنه مشكله كبيره جدا شرعيه و في الميراث ايضا وتتم هنا عمليه المصادقات في المحكمه وهو التصديق على العقد العرفي قبل البنت ما تبلغ السن القانونيه، ونجد هنا نسب رهيبه جدا تحدث في المحكمه لاثبات حق المولود في الارث من الاب، فاصبحنا اننا لا نعرف ان نكون اسره سويه ولا يقدر هذا الطفل ان ياخذ حقه في النسب او الارث.
رابعآ: ينتج عن هذا الزواج بعد الطلاق ام غير قادره على الانفاق واولاد مشردين في الشارع وهنا.
دور الحكومه لمواجهه ظاهره زواج القاصرات:
اولا: شدت في التشريع وهو رفع سن الزواج من 18 عامآ الى 21 عاما.
ثانيا: اكدت انه يتم تجريم الماذون الذي يزوج البنت قبل السن القانوني ويقع تحت طائله القانون .
ثالثا: التوعيه في الصحافه و في الاذاعه والتلفزيون والمجلس القومى للامومه والطفوله والمراه.
ضروروة التوعية
وتابع قائلا ان التشريع غير كافي بمعنى انه لا بد ان نعلم اولادنا بذاتهم لاننا نشتغل على توعيه اولياء الامور فقط وهذا خطا ولكن لابد ان نتوجه الى الاولاد في المدارس فلابد ان يكون هناك مواد تعليميه في المراحل الدراسيه المختلفه تبين خطوره هذه المساله موضحا انا فى الاونه الاخيره بدات تثار قضايا اسريه جديده وهو العنف الاسرى او الاغتصاب الزوجي لان البنت او الولد يتزوج في سن صغير غير مكون عاطفيه ولا تعرف حقوقها الزوجيه ،وهنا ينشا العنف الزوجي، وكل هذه الأسباب نتيجه الزواج القصري .
الإسلام يشترط النضوج
يقول الدكتور ابراهيم حامد من علماء الازهر الشريف الزواج سنه من سنن الله تعالى في التكوين قال تعالى( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه ان في ذلك لايات لقومن يتفكروا ) صدق الله العظيم.
وفيما يتعلق بزواج القاصرات قال : الاسلام لم يحدد سنآ معينا بالزواج ولكن يشترط الاسلام وصول البنت او المراه الى مرحله النضوج وذلك من خلال زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيده عائشه انه عقد عليها ولم يبني بها الا بعدها بسنوات كما تقول الروايه حتى نضجت اي بلغت السن او المرحله التي تكتمل فيها سن البلوغ والانوثه عند المراه ، حتى قال المستشرقين الالمان بودلي : “كانت عائشه على صغر سنها نامية النمو السريع الذي تنموه نساء العرب”.
وايضا كلام السيدةخوله التي خطبت السيده عائشه لسيدنا النبي عليه الصلاه والسلام قالت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج ومن هنا نقول ان كل مجتمع طالما فيه من الاعراف والقوانين السائده ما لم يصطدم مع الشرع لا شيء فيه، بمعنى ان هذا القانون يصبح ملزم وهو تحديد سن الزواج فوق سن الثامنه عشر .
الالتزام بالقانون صرورة
واوضح الدكتور حامد انه لا يوجد سن قانوني الشرع حدده في الزواج وبالتالي من الاولى ان نتبع القانون. موضيفآ ان الاسلام لا يمنع الزواج ولكن بالعكس يحث عليه بضوابط شرعيه وفيما يتعلق بالزواج هنا دون السن المقبول في عرف الناس وعرف المجتمع الذي لا يصطدم مع الشرع فزواج القاصرات يؤدي الى فساد كبيرا خاصه اذا كانت سمت الزمان هو الزواج عند سن معين تكتمل فيه المراه من كل النواحي الجسديه والعقليه والفكريه وهذا الزواج يؤدي الى تفكك الاسره وعدم التفاهم بين الزوج والزوجه وعدم اداره شؤون البيت كما ينبغي وكما علمنا الشرع الحكيم.
يضيف حامد ومن وجهه نظري فانا ارى انه لا مانع من الزواج على العموم، ولكن يشترط الكفاءه بين المراه والرجل ويكون الرجل قد بلغ السن الذي يعقل عنده ويستطيع ان يدير شؤون نفسه وشؤون بيته وان يحسن التعامل في الازمات وهذا لا يتحقق ابدا عند القاصرات او الشباب دون السن .
وتوجد قاعده تقول المعروف عرفآ كالمشروط شرطآ بمعنى ما يتعارف عليه الناس يعد من باب الشرط طالما لا يخالف الشرع.
وننصح اولياء الامور ان يتقو الله تعالى في بناتهم وان يتخيرو الزوج الصالح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، لا ان نختار صاحب المال من اجل المال و تكون البنت كلسلعه، هذا يتنافى مع روح الشرع ومع ادب الاسلام الذي ادبنى فيه.
المشكلة السكانية
تقول الدكتوره ساميه خضر استاذ علم الاجتماع: انا الاسره كلها تحتاج الى وقفه قويه و نحن الان في مجتمع مفتوح ينادي بعمل المراه وينادي بتعليم المراه، و مشكله زواج القاصرات ترتبط بالمشكله السكانيه ارتباطا وثيقا. موضحه ان الاسر البسيطه او الفقيره هي التي تريد ان تزوج بناتهم في سن صغير لعدم قدرتهم على الانفاق عليهم.
وأوضحت د. سامية ان المجلس القومي عليه دور كبير في نشر الوعي ونزول الاخصائيات الاجتماعيات من الكليات والمعاهد بين الناس والقرى والنجوع ويجب ان تكون مبادره حياه كريمه لسياده الرئيس جنبا الى جنب مع مشكله زواج القاصرات، وتوعيه الناس لتحديد النسل والسيده تنجب واحد او اثنين فقط ،واذا كانت الدوله تحارب البناء على الارض الزراعيه في يجب ان تحارب زواج القاصرات. كما ناشدت ساميه المجلس القومي ان ياتوا بالسيدات الكبار في السن والحكماء في القرى والنجوع ويتم توعيتهم في المجلس القومي لمده شهرين او ثلاثه ثم بعد ذلك يقوموا هما بنشر الوعي في هذه القرى والنجوع.
الشريعه تجرم زواج القاصرين
ويؤكد الشيخ محمود سلامه تخصص اصول الدين والدعوة وعلوم التفسير أن الشريعه تجرم زواج اي انسان قاصره عن القيام بواجباتها تجاه بيتها واولادها وزوجها وكذلك الرجل بغض النظر عن السن لان الاولاد يجب ان تربي تربيه سليمه وماسكن نظيف و تعليم جيد و تغذيه سليمه، ويجب ان تكون البنت مدركه لكل هذه الامور فمن الممكن ان تكون البنت سنها 25 سنه وهي غير مدركا المسؤوليات التي تقع عليها في الزواج ومن الممكن ان تكون سنها 17 ومدركا ادراك جيد ولكن هذا مع اختلاف البيئات والازمنه.
حرمات مركبه
وأوضح الشيخ محمود سلامه أن الأب الذي يعتبر ابنته صفقه وتجاره يتم بيعها الى من يدفع اكثر هذا يقع في حرمات مركبه اولها انه لا يقدر نعمه الله عليه لان الذريه نعم الله على الانسان. وهو يتعامل مع النعمه علي انها بيع وشروه وهذا اجحاد لنعمه الخالق.
ثم الذريه لها حقوق على الاباء وهي حسن التربيه السليمه والتعليم ويؤهله للمجتمع بانه يكون عضو صالح فيه، ثم الله اوكل اليه امانه هذه البنت في تربيتها وزواجها ،كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته واذا زوجها بهذه الطريقه يكون خان الامانه. هذا غير المسائله القانونيه .
وأضاف ان الشريعه تعتمد على مبدأ مهم جدا وهو الطاقه بمعنى انها موطيقه او غير موطيقه ،وهنا الشرع لاجل ذلك تجنب السن وأعتمد على الطاقه والادراك وترك السن لان السن يختلف بين البيئات والازمنه لان بنت18 سنه هنا غير بنت 18 سنه في افريقيا وغيرها في اوروبا، فالاسلام يحددها بانها موطيقه وما ينشأ عنها من مسئوليه البيت والاولاد.
شهادات ضحايا الزواج المبكر
وهنا نرصد شهاده ضحيه من ضحايا الزواج المبكر في الاسكندريه وهي اسراء عماد التي تزوجت في سن 16 عاما زواجآ عرفيا و لم توثق عقد زواجها الا في سن 18 عاما بحسب القانون المصري، تعرضت اسراء بالطعن في وجهها وجسدها على يد زوجها واعلن محامي اسراء وهو احمد مهران من خلال القنوات الفضائيه ان سبب الخلاف بين اسراء وزوجها يعود الى الخلاف بين والده اسراء ووالده زوجها وهما متزوجتان من نفس الزوج،
وبعد تلاقيها العلاج كشفت اسراء عن تفاصيل الاعتداء الوحشي التي تعرضت له تقول اسراء اثناء حديثي مع زوجي في الشارع فاجئني بضربي في وجهي سلاح ابيض ورقبتي وجسمي كله وماسبنيش غير لما سقطت على الارض ونطقت الشهاده ثم حملني وألقى بي في السياره ووالدته قالت له روح ارميها في البحر او تحت بيت اهلها ولا تذهب بها الى المستشفى.
النيابه العامه تلقي القبض على المتهم وقالت في بيانها بأستجواب المتهم انكر ما نسب الى من شروع في قتل زوجته واقر بأعتدائه عليها بسكين لما بينهما من خلافات من دون ان يقصد قتلها .
أضرار الزواج المبكر عل الفرد والمجتمع :
تتعدد الأثار الضارة للزواج المبكر وهي :
الأثار الصحيه
وتتمثل في زياده معدلات الاجهاض المتعمد الذي ينطوي على مخاطر صحيه وخيمه قد تؤدي الى الموت للفتيات، الى جانب الخطوره على الطفل المولود وانخفاض الوزن عند الميلاد واختناق بعض الرضع الذين تلدهم المراهقات، مما يؤدي الى وفاه الرضيع او الاصابه بمشاكل صحيه مضاعفه في المستقبل.
الأثار الاقتصاديه:
تظهر نتيجه بقاء الفتاه تمارس حياتها في المنزل فقط ولم تتمكن من كسر الطوق المحاط بها لتمارس مهنآ او اعمال اخرى، علما بان الافراد العاملين يساهمون بدور فعال في عمليه التنميه الاقتصاديه من خلال عطائهم الامر الذي يؤدي الى تطوير قدراتهم الشخصيه وتحسين اوضاعهم الاسريه، وهذا الذي تحتاج اليه الفتاه المتزوجه مبكرا لرفع مستوى معيشه اسرتها، كما ذكرت الدراسات انه ينشأ عن هذا الزواج مشكلات اجتماعيه و نفسيه وصحيه على الفتاه حيث يجعلها تتحمل مسؤوليات اكبر ما قد يؤدي الى تركها للتعليم، وحرمانها منه وقد يؤدي هذا الزواج الى عدم قدرتها على تنظيم الاسره والتخطيط لحياه مستقره، وقد يعد الزواج في سن مبكر من اهم اسباب الطلاق حيث هناك علاقه بين الزواج المبكر والطلاق، و زواج الفتاه وهي في سن صغير قد يؤدي الى ممارسه العنف ضدها ولا يقتصر على العنف الجسدي فقط .
الأثار الاجتماعيه :
وتتمثل في فقدان الوعي الكافي للوالدين في اصول التربيه السليمه للابناء في ظل انخفاض المستوى الثقافي والتعليمي لهما، الامر الذي يؤدي الى نشوب علاقات اسريه فاشله بين الزوجين وأبنائهم وما يتبعه من اثار اجتماعيه اخرى غير مرغوب فيها.
الأثار النفسيه:
وتتمثل الاثار النفسيه للزواج المبكر للفتيات في الحرمان العاطفي من حنان الوالدين مما يؤدي الى تعرض الفتاه للضغوط النفسيه وظهور امراض نفسيه متعدده الى جانب اضطرابات الشخصيه، او اضطرابات في العلاقات الجنسيه بين الزوجين نتيجه عدم ادراك الفتاه لطبيعه تلك العلاقه الامر الذي قد يؤدي الى ظهور اعراض مبكره للاكتئاب والقلق المستمر من المسؤوليه الاسريه الجديده،الى ان عدم اكتمال النضج الجنسي للفتاه الا بعد مرحله المراهقه بسنوات يجعلها في حاله من المعاناه والالم والخوف الامر الذي يؤدي الى ظهور العديد من الامراض النفسيه والعصبيه.
وفي ختام التحقيق ندعو لتضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية للقضاء علي ظاهرة الزواج المبكر بجميع جوانبها. وأن نبدأ حملة توعية واسعة تشارك فيها كافة المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني للتعريف بخطورة هذه الظاهرة والعمل سريعا على علاجها باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لردع مرتكبي هذه الجريمة.