اقتصاد

الأسباب الاجتماعية لأزمة التضخم

 بقلم / احمد يسري جوهر

تصرح كثير من الحكومات في كل آن و حين ، و من بين تصريحاتها تأتي التصريحات الخاصة بما يستطيع مواطنها ان يشتريه بما يحوز من مال وهو القوة الشرائية  . والتضخم هو تناقص قدرة عدد من  عملة معينة ان يؤديها المشتري للبائع ليتسلم منه عدد من المنتجات ، و التضخم قد يتواجد في منطقة دون أخرى و قد يحدث بوقت ما ثم يتوقف بنفس المكان .

فالتضخم قد يتواجد بمنطقة او سوق ملابس مدرسية  ،  في سنة واحدة فقط ،  إذا ارتفع لأسباب مجهولة عدد طالبي اطقم مدرسية ذات لون معين مع ثبات ما اعتادت ان تعرضه الشركة المنتجة بالعدد المتفق عليه مع من اطقم مثل كل سنة . إلا ان عدد كبير من أولياء الأمور قرروا زيادة طلبهم في منافذ الاطقم ذات السعر الاقتصادي ، بدلا من طلبهم إياها من منافذ عادية بأسعار أعلى .

وما يحدث لأي دولة في أسعار منتجاتها الغذائية ليس ببعيد عن ، مثال الزي المدرسي ، إلا ان الفرق هو  التضخم مستمر لأجل غير مسمى في سوق المواد الغذائية ، لاستمرار أغلبية المشترين في زيادة الاستهلاك وزيادة الطلب سنة تلو الاخرى على السلع الغذائية العادية ، و المقصود بالعادية : ذات الاسعار الاقتصادية ،  مما يخلق من الفراغ منافسة بين  طالبي السلعة وعارضيها. وتستقر عندما يقرر البائع رفع سعرها لان البائع متواجد بمقر عمله للبيع و ليس للاغراض الخيرية ، وعليه فإن التضخم لن يتوقف إلا بخفض الإستهلاك أو خفض الطلب على السلع مخفضة السعر .

أما الأولى فهي ضمن سياسات تسمى تقشفية يجب ان يبادر بها المواطن بكامل إرادته في حياته الخاصة ثم تعممها الدولة ، و أما الثانية فعلى الدولة إعمالها وتحديدا وصول الدعم لمستحقيه ، و هما بالأصل ازمتين اجتماعيتين ، كلا منهم هو ثلث سبب التضخم ، بالإضافة للثلث الأخير و هو التغيرات العالمية في الأسعار  والتي لا تقل تأثيرا عن السببين الاخرين ، فقد نشرة مجلة الأهرام الإقتصادي في عدد أكتوبر ٢٠٢١ مقالا بعنوان (عدوى إرتفاع أسعار مواد عالميا تصيب الإنتاج الصناعي محليا ) ، وجاء فيه : ” ارتفاع أسعار الشحن ٥ اضعاف على العالم اثر سلبا على تكلفة استيراد الخامات و مستلزمات الانتاجمن الخارج “.

الاثنين 25 اكتوبر  ٢٠٢١

احمد يسري جوهر
باحث اقتصادي وسياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.