سيد كُشرى وفهيم أفندى
بقلم/ محمد الخمارى
مباراةٌ حامية بين عنجهيةِ الجهلِ وبين الحرفةِ والتعليمِ، قادتُها عبد الغفور البُرعى ( الجاهل) وسيد كُشرى ( الحرفة) وفهيم أفندى ( المُتعلم)، وَضَعْنا العِلْمَ فى القِبلةِ وكبَّرنا عليه أربعَ تكبيراتٍ وحصرناهُ فى صورة فهيم أفندى الرجلِ العجوزِ المُسنَّ الذى يرتدى بدلةَ مُحَصِّلى القطارات صاحبة الأربعة جيوب وتوقَّفت عقاربُ ساعةِ حياته على هذه الهيئة حتى ضاعت هيبتُهُ في عينِ نفسِه قبل أعينِ الناسِ وفسدت تصرفاتُهُ وتغيَّرت فطرتُهُ للأسوء واشتهى الانتقام من المجتمع .
فقد زادَ الطينُ بلَّة حينما أصبح المعلمُ الآن يحتاج إلى معلمٍ يؤهله إلى رسالته العظيمة التى تخلَّى عن قداستِها .وسُرعان ما تبرَّأ منها وصارت شُبهةً وعاراً فى مجتمعاتِ هزِّ الوسطِ على واحدة ونص .فى الوقت ذاته يتمتع عبد الغفور البرعى( الجاهل) بالمرجعية الحكيمة من إبراهيم سردينة ومصاهرة معالى الوزير.وليس الأمر ببعيد عن الحرفةِ وقائدِها سيد كشرى وهى إحدى عماد المجتمع ورومَّانة ميزانه شَغَلَها قطاعٌ عريضٌ من الشعوبِ ولكن على الباكيات تبكى البواكى طلقها أصحابُها ثلاثاً وارتموا فى أحضان التوك توك ( لعنة العصر)، استبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير، ولولا استعجال سيد كشرى وعدم رضاه واستعباد عبد الغفور البرعى لأركانه لفاقت شهرته وعلا صيته أكثر من كشرى ابو طارق .
المهنةُ تسبيحها الصبر ولكنكم تستعجلون .
وما زال الماء الملوث يجرى ويسقى تُربةَ أفكارِ التلوثِ الأخلاقي تحت رايةِ شِرذمةٍ من المُنحَلِّين يسهرون اللياليَ الطُوالَ لهدم القيمة المجتمعية .
الباب الإعلامي ( المُشاهَد _ المسموع _ المقروء) مفتوحٌ على مصراعيه لنشر بضاعتِهم العفنةِ التى تدعوا إلى الرذيلة المُعلَنة حتى باتت روتيناً يومياً فى بُيوتِنا مروراً بغرف النوم وفى النَّهاية نحلم ُ بقيام دولةٍ قويةٍ أركانُها شبابٌ واعى، همٌّ يضحَّك وهمٌّ يبكِّى، هل يصحُّ فى الأذهان أن يخرج من قطيع الغنم عباقرةٌ ومفكرون دون حجاب كباشها عن نعاجها فى مرابضها وولوغ كلاب القطيع فى آنيتهم .
غفلوا عن مواعظ أجدادهم أن مَنْ أخصَبَ الأرضَ تخيَّر المَرعَى، ثم يتهمون الحكومات بعدم الإصلاح والأرض ( المجتمع) تربتها صخرية لا تصلح للانجاب إلا بتغيير طينتها .
اقولها بأعلى صوت ( يا مصرُ هذا زمانُ الليل فاصطبرى)