سلسلة”وعلم آدم”(٥) بربروسا

اتفقنا في المقال السابق من سلسلة”وعلم آدم”، أن إبليس له أدوات وأعوان من شياطين الإنس والجن، ومنهم(الشخصيات المؤثرة، الإعلام والعلم).

ولن أخفيكم سرا، إذ أنني احترت بماذا أبدأ، فكل عنصر ما هو إلا بوابة شائكة يصعب التوغل فيها، وفي النهاية قررت البدء بالسهل الممتنع، وهي(الشخصيات المؤثرة).

لقد كان التركيز على اللبنة الناعمة للمجتمع، وهم الأطفال لأنهم الجيل القادم، ورجال الغد، فكان لزاما على إبليس أن يوجه أعوانه من شياطين الإنس وشياطين الجن، بالسيطرة على عقول هؤلاء الأطفال، سعيا لتغيير هويتهم.

وبما أن إبليس يعلم أن للهوية عناصر، ركز على تشويه تلك العناصر عند الأطفال، والأهم هو عنصر”الرموز”، مثل الشخصيات التاريخية الهامة، وجعلها تندمج في أفلام الكرتون التي يعشقها الطفل.

كل الأطفال يعرفون من هو بربروسا، ولكنها معرفة مزيفة، فلو سألت أي طفل: من هو بربروسا؟

ستكون اجابته: هو قرصان لص وشرير.

وبهذه الصورة الذهنية التي رسخت في ذهن الطفل، تم تشويه صورة تاريخية مميزة لرجل شجاع اسمه”خير الدين بربروسا”، ذاك البطل الذي ساعد الجزائر ضد أسبانيا، واستطاع تحرير السواحل الإفريقية من الاحتلال الإسباني وأنقذ مسلمي الأندلس، كما تولى ولاية الجزائر، ثم ولاه السلطان”سليمان القانوني” مهمة الأسطول العثماني، فترك لابنه”حسن” ولاية الجزائر، ويشهد له التارخ بشجاعته في الفتوحات الإسلامية.

لهذا قرر إبليس أن يتلاعب بهوية الطفل، فقام عن طريق أتباعه بتشويه الرموز بنفس طريقة تشويه شخصية مثل بربروسا.

وجعل إبليس من بعض الشخصيات التي لها القدرة على التأثير في الطفل والمراهق بصفة خاصة، جعلهم شخصيات عامة لها قوة وشهرة ومال، وأظهرهم كنجوم هوليود.

واستخدمهم إبليس كأداة ليزرع فيهم عادات وتقاليد تخالف الفطرة التي خلقنا الله عليها.

وزين لهم البلطجة وكأنها الشجاعة، كما جعل من الفوضى عقيدة للإعتراض وذبذبة استقرار البلاد، وأخفى عنهم أن المنهج الصحيح هو ضرورة وضع خطة واعية لتحقيق الاستقرار والتنمية، بدلا من الهدم وإراقة الدماء.

وعلى الجميع أن يعود لتنبيه الله لنا، حيث قال

“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” سورةالمائدة آية90-91.

لقد علمنا الله بأن إبليس يزين للناس الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، لأن نتيجته العداوة والبغضاء وفي النهاية الدم، وهذا هو أحد أهداف إبليس حتى يصل بهؤلاء إلى الكفر بالله.