Site icon وضوح الاخبارى

هيا نعيش معًا قصة سد مأرب.

هيا نعيش معًا قصة سد مأرب. 1

بقلم أ.د.نادية حجازي نعمان.

ذكر سد مأرب في القرآن الكريم و تم تعريفه على أنه السد الذي بناه قوم سبأ في اليمن.

قال الله تعالى في محكم آياته : ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور ) و لكنهم أعرضوا فتعرضوا لغضب الله …

( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيل ) – سورة سبأ -آية 16 .

تعتبر مملكة سبأ من أعظم الممالك التي قامت في تاريخ الإنسانية، كما يعد هذا السد من أعظم الإنجازات المعمارية في اليمن، و قد كان هذا السد بعد ذلك أحد أهم المعالم التراثية والسياحية فيها. أما قصة سد مأرب فهي من القصص التاريخية التي أخذت طابعًا رمزيًا تم إسقاطه على العديد من الأحداث في الحياة الإنسانية اللاحقة للفترة الزمنية التي قامت فيها حضارة سبأ، وكان هذا السد بالطبع تم بناءه بغرض جمع المياه بين جبلين في إحدى مناطق اليمن، وكان معظم أفراد قوم سبأ يعملون في الزراعة، وبعد بناء هذا السد أصبح المزارعون يعتمدون عليه بشكل كبير في عملية ري المزروعات، وانعكس هذا الأمر على إنتاجية الأراضي الزراعية، فأصبحت تحتوي على جنات عظيمة تم وصفها في الآيات الكريمة أعلاه. وكان الله -سبحانه وتعالى- قد أنعم على قوم سبأ بهذه الجنات التي فيها من كل الثمرات لأنّهم استقاموا على طريق الحق، واستجابوا لأوامر الله تعالى، وبعد فترة من الزمن بدأ قوم سبأ بالابتعاد عن طريق الحق، والإعراض عن أوامره، بل وصل بهم الأمر إلى الإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس من دونه، وبعد أن تمادى قوم سبأ في معصيتهم لله -سبحانه وتعالى- أرسل الله عليهم جندًا من جنوده أدى إلى هلاكهم، وكان ذلك بأن بدأت بعض القوارض بإحداث ثقوب أسفل السد، فبدأت المياه تتسرب من السد شيئًا فشيئًا، ولم يستطع قوم سبأ أن يثنوا هذه القوراض عن الاستمرار في النخر وإحداث المزيد من الثقوب فيه، وفي أحد الأيام إنهار سد مأرب بشكل كاملٍ وهذا أدى إلى اندفاع الماء بكميات هائلة لتهلك الجنات التي كانت موجودة وأصاب القومَ الغرقُ، وأصبحت الجنات خاوية على عروشها بأمر الله تعالى.

الدرس من هذه القصة أن الابتعاد عن أوامر الله تعالى سبب في هلاك الناس، فمعصية الله -عز وجل- تجلب غضبه، كما أن طاعة الله سبب في توسيع الرزق وزيادة الخيرات وحصول البركة.

2021/11/26

Exit mobile version