الصراط المستقيم

لماذا أسْلَمْت؟ (5) ..سيلفيا ذهبت لإفريقيا لتنصير يتامى المسلمين فرجعت إيطاليا عائشة المسلمة

بقلم / الدكتور محمد النجار

تعجبتٌ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة بعد أن أن أتممتُ قصة تلك الفتاة التي جاءت لتنصير أبناء المسلمين في إفريقيا ، فاُخْتُطِفَتْ مدة ثمانية  عشر شهراٌ ، فأسلمَتْ خلال مدة احتجازها ، إذ يقول :

((عَجِبَ اللهُ عز وجل من قومٍ يدخلون الجنة في السلاسل)) رواه البخاري

أترككم مع تلك القصة وكيف عاشت فترة الإختطاف،وماذا شاهدت،وكيف تصرفت،وكيف قوبِلتْ بالإنتقادات والمطالبة بشنقها ..إنها قصة تُطلب قراءتُها من كل مسلم للتعرف أشياء كثيرة كونه مسلم  ..

قد يختارُ الإنسان بمحض إراداته طريقا يرى فيه نجاحه ، ويبذل فيه كل جهوده  لتحقيق طموحه ، فيقع له حادث  مؤلم أو تُلم به مصيبة كبرى ، فيحزن قلبه ، ويرى أن تلك المصيبة قد قضت على كل آماله وطموحاته ، وهو لا يدري أن تلك المصيبة  إنما وقعت له بقدر الله لتغيير مسار حياته الى  مسار  جديد سيوفقه الله فيه وتكون سببا  لنجاحه في الدنيا والاخرة.

وهذا ماحدث لتلك الشابة الإيطالية الجميلة “سيلفيا كونستانزو رومانو” عندما اختُطِفت في كينيا ثم رُحّلت إلى الصومال، وقد أحدثت لها تلك الحادثة تغييرا جذريا في مسار دينها وعقيدتها ودنياها وآخرتها وكافة شؤون حياتها، فسبحان الله الذي يعلم مافي قلوب عباده من الخير فيبتليهم ليرفع شأنهم.

إن تشويه صورة الاسلام من أعداء الاسلام والمسلمين  يحول دون وصول  رسالته الحقيقية الى  قلوب الكثيرين ليصدهم عن دين الله وعقيدة توحيده، مثلما حدث مع تلك الفتاة الإيطالية، لكن أراد الله لها الخير  عندما جاءت لتنصير أيتام أطفال المسلمين ونشر عقيدة التثليث المنحرفة  لهؤلاء الأطفال وتشكيكهم في دينهم ، فوقع لها حادث الإختطاف ، ثم وقعت في أيدي شباب مسلمين ،، فكان ذلك الحادث فاتحا  لقلبها لرؤية الإسلام الصحيح وحقيقته ورحمته وسماحته .

 

اختطاف “سيلفيا رومانو” [1]

“سيلفيا رومانو” تحمل شارة الصليب عند اختطافها

تركت تلك الفتاة الأوربية ((سيلفيا رومانو)) إيطاليا وأوروبا وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، وهي عضوٌ في منظمة “أفريكا ميليي الإغاثية “.

وطارت إلى ديار فقيرة متواضعة للعمل تحت ستار الإغاثة الأنسانية  “متطوعة بلا أجر” في (( دار للأيتام لتنصير اطفال المسلمين)) بقرية “تشاكاما” على بُعد ثمانين كيلومترًا من مدينة “ماليندي” جنوب شرق كينيا التي تحظى بشعبية لدى السياح الإيطاليين والسكان الأجانب.

واخُتِطفَت في كينيا  20 نوفمبر 2018م،وسُلِّمتْ إلى حركة الشباب الصومالية التي نقلتها الى الأراضي الصومالية، واستمرت رحلةُ نقلها من كينيا إلى الصومال نحو شهر، في  بداية الرحلة كانت هناك دراجتان، ثم تعطلت واحدة، فاستكملوا المسير مشيًا على الأقدام، وعبروا النهر، كان معها خمسة أو ستة رجال حتى وصلوا إلى الصومال.[2].

في الصومال، وضعها الخاطفون في غرفة بمفردها، وصوّرُوها فيديو ثلاث مرات، للتدليل على أنها على قيد الحياة عبر وساطة تركية [3] .

كذب إدعاء المخابرات الايطالية بغسيل مخ سيلفيا و على اعتناق الإسلام

ادّعت المخابرات الايطالية إن الشابة البالغة من العمر 23 عامًا تعرضت لعمليات غسل دماغ بهدف قطع علاقاتها العاطفية والثقافية مع بلدها الأصلي، وأرغمت على اعتناق الإسلام والزواج على الطريقة الإسلامية ، وذلك حسب ما نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية بتاريخ الإثنين “30 سبتمبر”2019 [4] نقلا عن صحيفة الماسجيرو الإيطالية .

كذبُ ادّعاء احتجازها مقابل فدية مالية

بينما يحمل نفس الخبر في صحيفة الماسجيرو الإيطالية تكذيبًا لهذا الإدعاء، حيث أضافت الصحيفة:  “إنّ الخاطفين يعتبرون “رومانو” واحدة منهم حاليًّا، ويرفضون التفاوض على إعادتها مقابل فدية”. موضحةً أن المخابرات الإيطالية أصبحت الأملَ الوحيد للبحث عن اتصالات ومفاوضات جديدة مع الخاطفين [5].

كما أن الحكومة الإيطالية لم تتحدث عن أية فدية مقابل الإفراج عن سيلفيا رومانو “عائشة “،  بل تلتزم السلطات الصمت حول الموضوع[6]  .

وقد نَفَتْ ذلك سيلفيا رومانو فيما بعد قائلة :

إنها لم تسمع من محتجزيها أي حديث عن فدية [7] .

عودة سيلفيا لمطار روما بالحجاب[8]

نعم اعتنقتُ الإسلام[9] أثناء سجني في الصومال [10]

 

سيلفيا رفقة والدتها ورئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي”  لحظة استقبالها بمطار روما

بعد المفاوضات التي أجرتها المخابرات الايطالية بالتنسيق مع الجانب التركي قال رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي”  على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “تم تحرير سيلفيا رومانو” وأتوجه بالشكر للنساء والرجال في الاستخبارات الدولية، ننتظرك في إيطاليا يا سيلفيا”.

وبينما كان الإستعداد هائلا في مطار العاصمة الإيطالية روما حيث ينتظرها رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” برفقة وزير الخارجية “لويجي دي مايو” وأسرتها وحشد شعبي وإعلامي كبير، إذ هبطت الطائرة التابعة لوكالة المعلومات والأمن الخارجي الإيطالي”المخابرات” في مطار شيامبينو، وفُتح باب الطائرة، فظهرت “سيلفيا رومانو” تريدي زيًّا إسلاميًا أخضر بحجابها الإسلامي وكمامة وقفازات، وكانت المفاجأة المُدهشة لجميع الحاضرين لاستقبالها في المطار.

سيلفيا رومانو لحظة نزولها بمطار روما واستقبال رئيس الوزراء ووزير الخارجية

وقالت ((سيلفيا رومانو-عائشة)) عند استقبالها: إنها سعيدة جداً وبصحة جسدية وعقلية جيدة..كنت قوية.. ولقد اعتنقت الإسلام أثناء سجني في الصومال ، واصبح اسمي “عائشة” ، نعم اعتنقت الإسلام  لكنه كان خياري الحر، لم يكن هناك إكراه من الخاطفين الذين عاملوني دائمًا بإنسانية” .

رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي”  لحظة استقبال سيلفيا  بمطار روما

ورداً على إشاعات تزعم أنها أُجبرت على الزواج بأحد السجانين وأنها حامل، قالت الشابة الإيطالية : إنها لم تُجبر على فعل أي شيء، وإنها لم تجبر أبدًا على الزواج من مسلم أو اتباع هذا الدين[11]، وأن هذه الإشاعات كاذبة ، لقد عاملوني معاملة انسانية ، ولم يجبروني على أي شئ ،

وفي نهاية استقبالها قالت  : الآن أريد أن أكون مع عائلتي”.وغادرت إلى ميلانو للانضمام إلى عائلتها في منطقة كازوريتو.

وكانت مصادر أمنية تركية قد قالت لـ”الأناضول”، إن الاستخبارات التركية تمكنت من تحرير “سيلفيا رومانو” التي كانت مختطفة في كينيا منذ 2018، قبل نقلها لاحقاً إلى الصومال.  وأضافت أن جهاز الإستخبارات نجح بالتعاون مع نظيريه بإيطاليا والصومال، في تحرير المواطنة الإيطالية [12].

اختارت اسم عائشة تقديراً لدورها الإسلامي

لم يكن إختيارها لإسم عائشة عشوائيا ، إنما درست شخصية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  التي كانت عالمة وفقيهة، ومفسرة للقرآن الكريم ، وراوية لأحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد علمت المسلمين أمور دينهم من خلال نقلها لحياة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة الى عامة المسلمين للاقتداء به والعمل بهديه صلى الله عليه وسلم ..كما أدت خدمةً لا مثيل لها للدين الإسلامي من خلال تعليم وتدريب المرأة المسلمة في جميع الجوانب حسب تعاليم الإسلام.
ولهذا كله ، اختارت تلك الشابة الأوربية الإيطالية التي اعتنقت الإسلام إسم”عائشة” ليكون اسمها الجديد ، ويظهر أمام الإيطاليين وجميع العالم أنها مسلمة وتفتخر بإسلامها ، وتقديرا لأمنا عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.

أصبح القرآن الكريم نصاً مُقدَّساً يُرْشِدُني إلى الله[13]

وفي حوار [14] أجرته مع موقع ”  La Luce” الإيطالي، روت رومانو حكاية إسلامها في المقابلة التي تعدّ الأولى لها عقب تحريرها واعتناقها الإسلام.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن رومانو قولها : إنها تأثرت بشكل كبير ببعض آيات القرآن الكريم ، وأنها كانت تجهل الإسلام، قبل اعتناقها إياه ، وأنها تعلّمت النقاط المشتركة بين المسيحية والإسلام.

وأضافت:

في نهاية المطاف ، أصبح القرآن الكريم نصاً مُقدَّساً يُرْشِدُني إلى الله”.

ماذا قالت والدة سيلفيا بعد عودتها؟

سيلفيا روماني في حضن والدتها بعد عودتها بمطار روما

قالت والدة سيلفيا حول اعتناق إبنتها الدين الإسلامي :”كيف تريدها أن تكون؟ حاولوا إرسال قريب لكم لمدة سنتين هناك، ودعوني أرى إذا لم يعد متحولا إلى دين آخر”.  وأضافت السيدة :  “استعملوا عقولكم”.

وعادت كررت أنها لا تريد الإدلاء بأي تصريحات أخرى.

“نريد أن نعيش في سلام ، نحتاج إلى السلام.”

معاملة حسنة ولم اتعرض للعنف أبدا [15]

وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية ، فإن “سيلفيا” بعد تحريرها  أبلغت المخابرات الإيطالية  أنها تلقت معاملة حسنة  من قبل خاطفيها، وأنها لم تتعرض للعنف أبدًا طيلة المدة “خمسة عشر شهراً” التي قضتها في الصومال بين أيدي عناصر حركة الشباب الصومالية ، كما قالت : إنها لم تجبر على الزواج ، بل اختارت أن يصبح اسمها “عائشة” ، نافية الشائعات التي انتشرت.

شكرًا لاستخباراتنا

وفي اول تعليق رسمي لوزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي “لويجي دي مايو”على تحرير “سيلفيا” ، قال: ” شكرًا لاستخباراتنا، لوكالة الاستخبارات والأمن الخارجي، لوحدة الأزمات التابعة لوزارتنا ، ولجميع أولئك الذين عملوا ميدانيًا.

إنتقادات إيطالية بسبب حجابها الإسلامي[16]

تعرضت سيلفيا رومانو (عائشة) لحملة انتقادات وشائعات بشعة بعد عودتها الى إيطاليا بسبب إعتناقها للإسلام وارتدائها الحجاب الإسلامي ،رغم إعلانها بأن اعتناقها للإسلام كان بمحض إرادتها دون أي إكراه.

وأبرز تلك الحملات والإنتقادات الشرسة كانت من اليمين المتطرف الذي رفع شعارات عنصرية  نذكر منها :

  • أدلى المحلل السياسي الايطالي ((فيتوريو سجارابي)) بتصريح عنصري لصحيفة “الدولوميتي” الإيطالية ضد سيلفيا قائلا: اذا اعتنقت “سيلفيا رومانو” الإسلام، فلابد من القبض عليها، فإنها بذلك مع الإرهابيين الذين أفرجوا عنها”. ،  وأشار ((أنها تواطأت مع المنظمة الإرهابية الصومالية المنتسبة  لتنظيم القاعدة وأصبح لديها أفكار داعشية.. وتساءل :

فلماذا يُطلقُ سراحها ؟ وذلك حسب صحيفة ليبري الايطالية[17] .

  • زاد لدينا في ايطاليا عدد المسلمين واحداً ، ونقص اربع ملايين يورو [18].
  • قال سيمون انجليوسانتي مستشار حزب الرابطة اليميني المتطرف :

هل سمعت يوما عن يهودي تم تحريره من معسكرات النازية تحول الى نازي وعاد الى بيته مرتديا زي الجناح العسكري للحزب النازي.

  • قال اسيموجويورجيني نائب رئيس منطقة فينيتو الايطالية:هل أنا سعيد بإطلاق سيليا رومانو؟ كلا إطلاقا ! الأن أصبح لدينا شخص مسلم اضافي واربعة مليون يورو اقل- حسب الزعم بدفع فدية مقابل الإفراج عنها .
  • وضعت الشرطة دوريات حول منزل سيلفيا رومانو (عائشة) بعد ان ألقى البعض زجاجات على نوافذ بيتها .

صورة للموضوع الذي صحيفة ليبرو عن اسلام سيلفيا 

اشنقوا عائشة الإيطالية الخائنة [19]

أين حرية الرأي التي تدعونها أيها الغربيون؟؟

لم يكتفِ الإعلام الإيطالي”الغربي المُتحضر”، ومعه العلمانيون وأصحاب الرأي وبعض البرلمانيين -الذين أرهقوا البشرية بزعمهم حرية الرأي- بحملة الإنتقادات التي شنوها على سلفيا رومانو ورميها بالجنون والتخلف ، بل قالت بعض الصحف الإيطالية : إن تصميم سلفيا رومانو بقائها على دين الإسلام حتى بعد تحريرها وعودتها الى ايطاليا يُعدّ “صفعة” لروما .

بل وصفتها الاحزاب اليمينية المتطرفة بالإرهابية الجديدة و”الخائنة”[20] ، وطالبت بعضها بتوقيع عقوبة الاعدام عليها”[21] .

ووصل الأمر بالمستشار السياسي «نيكو باصّو» (Nico Basso) عضو مجلس مدينة أسّولو(Asolo)، بمحافظة تريفيزو، عن رابطة الشمال في بلدية “تْريفيتجانو” بنشر صورة سيليفيا وكتب عليها :  “اشنقوها..اشنقوها” [22].

فلم تكن المطالبة بشنق سيلفيا صادرة من شخص عادي [23] ، بل  صدر عن مسئول له وزنه السياسي في المجتمع الايطالي الذي يحتضن “المرجعية الدينية المسيحية -الفاتيكان” .  مما دفع وزير الخارجية الايطالي “لويجى دى مايو” الى القول  :

((لقد رأينا الكراهية والأكاذيب والهجمات الاستغلالية والدعاية. هذه ليست إيطاليا ، الإيطاليون لديهم قلب كبير”))) [24] .

وقد  أدى هذا العنف وتلك الكراهية  الى قيام المدعي العام فى ميلانو  لفتح تحقيق حول التهديدات التى تعرضت لها الفتاة بسبب ارتدائها الحجاب واعتناقها الاسلام.

واضطرت الشرطة الإيطالية لاتخاذ إجراءات مشددة وتسيير دوريات أمنية بجوار منزلها فى ميلانو ، حرصا على سلامتها ، وفقا لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية.

إنه الإرهاب الديني والسياسي الذي يصدر في قلب أوربا “الحضارية”، والفاتيكان مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة في العالم ، إنه الإرهاب لإنسانة اختارت بمحض إرادتها إرتداء الحجاب الذي يستر الجسد ويحترم أنوثة وكيان المرأة بدلا من العري والإباحية.

إنه الحجاب الذي تدعو إليه العقيدة السماوية “اليهودية والمسيحية والاسلام “.

شتّان بين الإسلام والإرهاب [25]

وقد انتقدت الناشطة الإيطالية “جاسمين كريستالو”، المتحدثة باسم حركة السردين في مقاطعة كالابريا هذه الحملة العنيفة ضد “سيلفيا رومانو-عائشة” في وسائل الإعلام الإيطالية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وقالت:  ((ليس كل المسلمين إرهابيين ، كذلك ليس جميع الكهنة الكاثوليك من المتحرشين بالأطفال)) .

وأضافت أن ((إيطاليا تحمي حرية العبادة، وبالتالي ليس هناك ما يحكم بتوقيف من يعلنون اعتناقهم الإسلام)) ، مؤكدة براءة الإسلام من الإرهاب [26] .

إسلام الصحفي الإيطالي المختطف بافغانستان 2006 (غابرييلي تورسيللو) [27]

إن القرآن الكريم كتاب الله المُنزل من السماء لكل البشر ، ومَنْ تُتاح له فرصة قراءة القرآن بعيدا عن التشويه يجد فيه الراحة والسكينة وتلبية لنداء الفطرة الانسانية التي خلق الله الإنسان  عليها ، ومن ثم يعتنق الإسلام، فليست “سيلفيا رومانو” أول إيطالية سنحت لها فرصة قراءة القرآن بشكل مستقل دون تشويه ثم اعتنقت الإسلام ، بل سبقها إيطاليون كثيرون نذكر منهم الصحفي الإيطالي أيضا “غابرييلي تورسيللو” المختطف في افغانستان ، وأتيحت له الفرصة ، فقرأ القرآن واعتنق الإسلام، وأكدت ذلك تلك الناشطة الإيطالية “جاسمين كريستالو” فقالت:

((أود أن أُذَكِرَ بأن الصحافي غابرييلي تورسيللو [28]، الذي اختطف في أفغانستان عام 2006، اعتنق الإسلام أيضا ، حيث قال آنذاك إنه قرأ القرآن في تلك الأيام ، ووجد عزاء في ذلك”، وتساءلت تلك الناشطة الإيطالية:

“ما هو الإيمان إن لم يكن أداة لراحة النفس؟ [29]” .

مُتَلَازِمَةُ ستوكهولم

قد يتعاطف أحيانا الشخص مع عدوه أو مع من أساء إليه ، بمعنى أن يتعاون أو يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف. وهذه ظاهرة نفسية تُسمى برابطة الخطف أو  الأَسْر. وتعتبر هذه المشاعر غير منطقية أو غير عقلانية بشكل عام ، إذ أن الضحية قد يتفهم بشكل خاطئ عدم الاساءة إليه من قبل المختطف .

وأُطلق على الظاهرة مسمى “متلازمة ستوكهولم” (بالإنجليزية:    Stockholm syndrome ) تبعا  للحادثة التي وقعت في ستوكهولم بالسويد التي سطت فيها مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين في ستوكهولم عام 1973، واحتجزوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام. وقد ارتبط بعض الموظفين خلال تلك الفترة عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم  [30].

والسؤال : هل وقعت سيلفيا رومانو في متلازمة ستوكهولم ؟؟

تجيب على هذا السؤال صحيفة الايطالية نيوز بتاريخ 12مايو2020م ، وتقول: نشرت الصحيفة الايطالية الشهيرة “لاستامبا” مقالا مطولا على موقعها الالكتروني خلاصته : بأن هذه لم يحدث مع سيلفيا لأنها قالت :

((بكل فخر كنت قوية ، لقد اعتنقت الإسلام [31] ولكنه كان خياري الحر، لم يكن هناك إكراه من الخاطفين الذين عاملوني دائماً بإنسانية”. كنت دائماً في غرفة بمفردي، نمت على الأرض فوق بعض الملاءات. لم يضربوني ولم أتعرض لأي عنف” [32]، كان الخاطفون يعطونني الطعام، وعندما يدخلون الغرفة كانت وجوههم مغطاة دائماً. كانوا يتحدثون بلغة لا أعرفها، ربما لهجة.. واحد منهم فقط كان يتكلم الإنجليزية قليلاً.. سألته عن كتب ثم طلبت أن أحصل على القرآن”.

“وسمعت صوت المؤذن ينادي للصلاة عدة مرات في اليوم.. كنت أقرأ القرآن وأصلّي. فكرت طويلاً وفي النهاية أصبح اعتناق الإسلام قراري)).

وهذا ليس بمستغرب ، فقد وجدت “سيلفيا رومانو” التعامل الإنساني من هؤلاء الشباب المسلم نابعا من دينهم وقرآنهم ورسالة نبيهم ، فقرأت القرآن ، فوجدت فيه الراحة والسكينة والعقيدة المتسامحة التي لا تصطدم بعقلها وفطرتها  ..فاعتنقت الإسلام بحرية كاملة..

فلم تقع في متلازمة ستوكهولم ، بل وقعت في حب الله وحب القرآن الكريم الذي وجدت فيه الراحة والسكينة ، فأسلمت لله رب العالمين .

الإسلام يناهض الظلم [33]

شعرت “سيلفيا رومانو” عندما قرأت آيات القرآن الكريم عن الظلم والظالمين، بحرص الإسلام على رد الحقوق إلى أصحابها، ونصرة المظلوم، وردع الظالمين، بل علمت أن مقاومة الظلم في الإسلام فريضة مع فرائض الله العبادية مثل الصلاة والصيام، وأن مقاومة الظلم والظالمين تحمي الأمم والشعوب، وأن الظلم سبب لهلاك الأمم والشعوب،  لقد قرأت قول الله عز وجل:

(( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)) سورة النساء40

وقول الله :

((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ))سورة هود 113  ،

وقول الله : (( أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)) سورة هود18

وقَرَأَتْ وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلي اليمن فقال له : ((اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ))رواه عبدالله بن عباس في صحيح الترمذي وصححه الألباني.

ولهذا شعرت بحرص الإسلام على حقوق الإنسان بشكل حقيقي دون تفرقة بسبب العنصرية أو الدين أوالعرق واللون ، ولهذا اعتنقت الإسلام ، وقالت بقناعة تامة خاصة بعد الحملة الشرسة التي تعرضت  لها ووصلت بالمطالبة بشنقها وإعدامها  بسبب إسلامها  ، قالت :

(((الإسلام يناهض الظلم، ويعارض النظام القائم على قوة المال، والفساد والكذب. الأنظمة التي على هذه الشاكلة لا شك أنها تعتبر الإسلام تهديداً لها)) [34].

حقوق الأسرى في الإسلام

لم تكن المعاملة الحسنة التي تعامل بها شباب الجماعة الصومالية مع الفتاة الإيطالية “سيلفيا رومانو” سوى الإلتزام بتعاليم الإسلام مع “الأسرى” وخاصة النساء ، فيضمن الإسلام حقوقا للأسرى نابعة طبيعته المتسامحة والرحمة تجاه البشرية أجمع ، ولا يجوز لمسلم أن يُخالف تلك التعاليم النابعة من الدين الاسلامي.

فمنذ أكثر من 1400 سنة،اعتنى الإسلام بحقوق الأسير، سواء  حقوقه العامة من حيث أنه بشر ، وحقوقه الخاصة بوصفه أسيراً ، والآليات التي كفلتها الشريعة الإسلامية لحماية هذه الحقوق أثناء الأسر والكيفية التي تُنهي الأسْر.

الإسلام دين الفطرة السليمة التي ترفض فكرة التعذيب سواء تعذيب الإنسان ، أو الحيوان والطير، وقد ربَّى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة.  فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “‏مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ “رواه البخاري.

وروى الطبري في تاريخه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى فرقهم في أصحابه وقال: ((استوصوا بالأسارى خيرًا))رواه الطبراني

فكان أبو عزيز “شقيق مصعب بن عمير” ضمن أسرى بدر ، فقال: كانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر ، حيث كان الخبز عندهم أنفس من التمر؛ لندرة القمح وكثرة التمر، وهذا كان إيثار الأسير بالخبز من باب الإكرام.

ومن الحقوق التي قررها الإسلام للأسير بإيجاز مايلي :

  1. حق الأسير في الطعام ، وعدم تجويعه ، قال الله تعالى:

((﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾)) الإنسان 8

وتضمن  هذه الآية حق الأسير في الطعام ، وعدم تجويعه ، بل وأن يكون  طعام الأسير مماثلاً في الجودة والكمية لطعام المسلمين.

  1. كسوة الأسير كسوة لائقة به تَقيه حر الصيف وبرد .
  2. حق الأسير في المعاملة الحسنة ، كما قرر الإسلام بعدله وسماحته معاملة الأسير بالحسنى، وعدم إذلاله و إهانته حتى لو كان الحكم عليه بالإعدام، فإنه لا يجوز تعذيبه.
  3. حق الأسرى في المأوى المناسب ، فلا يتم إلقاؤهم في العراء، ليقتلهم البرد أو تحرقهم الشمس
  4. التساهل معهم في الفداء
  5. إطلاق سراح الفقير والمعدم
  6. عدم إجبارهم على الإسلام
  7. النهي عن تعذيبهم أو التمثيل بهم
  8. الاستفادة من معارفهم وعلومهم مقابل اطلاق سراحهم.
  9. نهاية الأسير تكون على النحو التالي :

أما الأول : العفو عن الأسير وإطلاق سراحه مجانًا دون مقابل

قال الله تعالى : ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ محمد:4

والمن : معناه أن يتم الإفراج عن الأسير بدون مقابل أي شئ. ومدح الله في القرآن الكريم من يتصف بصفة العفو والصفح،فقال ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].

وقد حكم به النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من غزواته.

وهكذا كان العفو هو الأول؛ لأنه الأصل في الدين الإسلامي ، وأنه  من شيمة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنه كان يطلق الأسير لسبب يسير، أو تدخُّل رجل من المؤمنين يطلب حرية الأسير، وكان عليه السلام يتمنى أن يتدخل أحدهم، حتى إنه تمنى حياة أحد الكفار من الذين ماتوا ليتدخل في أسرى بدر ليُطلِق سراحهم، وهو المطعم بن عدي،

وأما الثاني:فداء أسرى الحرب،  

والفداء : معناه أن يتم الإفراج عن الأسير مقابل:  المال  كما حدث في غزوة بدر ، أو يتم الفداء مقابل أسير مسلم لدى الأعداء ، أو مقابل تعليم ابناء المسلمين ، وهذا شئ يسير بالنسبة للأسير

بل فعل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لم يسبقه أحد قبله ، فلم يقتصر بالمال والرجال فقط ، بل جعل الفداء بشئ يسير يستطيعه كل أسير ، وهو أن يكون    الفداء بتعليم الأسير أولادَ المسلمين الكتابةَ والقراءة،  وهذا يدلُّ على حرص الإسلام على حرية الانسان حتى لو كان أسيرا بإطلاق سراحه بشئ يستطيعه الأسيرُ ، كما يدل على  حرص الإسلام على دولة العلم والتقدم ومحاربة الجهل ، وهذا – للأسف – لم تفعله أي ديانة أخرى أو حضارة سابقة أو لاحقة بل رأينا حرص الحضارات الآخرى على تجهيل الشعوب ونشر الفوضى والاستبداد في الدول والشعوب للإستيلاء على مقدراتهم ونهب ثرواتهم وجعلهم سوقا لمنتجاتهم،إنها الحضارات المادية التي تحرص على تحقيق مصالحها على حساب الشعوب والأمم الأخرى حتى لو أدى ذلك الى قتل هذه الشعوب ونشر الفوضى وتكميم الأفواه ومساندة الاستبداد ، فهذه وسائل الحضارات المادية في السيطرة على مقدرات الشعوب والأمم  .

والثالث  :  القتل

لم يكن قتل الأسير في الإسلام لمجرد أنه أسير ، لكن يكون جائزا إذا وُجدت أسباب معينة تبيح قتله ، مثل أن يكون مجرم حرب ذو بأس وشدة نكاية وعنصرية ضد الإنسانية ، واعتاد على ذبح وقتل الأسرى ، والتنكيل بالآخرين، عند ذلك يُقتل لهذه الأسباب، وليس للأسر.

الدروس المستفادة من إسلام سيلفيا برانو- عائشة:

1.‏      فتاة جميلة عمرها 23 سنة جاءت من ايطاليا لتعمل متطوعة بدون أجر ‏في دار أيتام المسلمين!! جاءت بعقيدة وهدف تنصير أيتام المسلمين  ‏‏..أليس شباب المسلمين أولى من تلك الفتاة في نشر دينهم الإسلامي ‏وإنقاذ البشرية من عقائد الكفر وتطهير أرض الله من الفساد والإفساد.‏

‏2.‏      ظاهرة إعتناق الغربيين المُخْتَطفين للإسلام ، فرغم اختطافهم وسجنهم  ‏والمفترض أن يصبحوا أعداءً لدين وعقيدة مُختطفيهم ، فيحدث العكسُ   ‏باعتناقهم الإسلام والدفاع عنه.   وهذا يحدث  نتيجة لرؤيتهم  الإسلام ‏الحقيقي وسماحته لهم ومخاطبته لعقولهم ، وعيشهم بين المسلمين ، ‏وحسن معاملتهم واعطاءهم الفرصة للاطلاع على  القرآن الكريم ، وحياة ‏المسلمين ، فيعتنقون الإسلام الحقيقي وليس الإسلام المشوه في إلإعلام ‏العالمي ، ثم يعودودون الى بلادهم مسلمين دون أن يتخلوا عن الاسلام ، ‏وهذا دليل على أن القرآن الكريم هو الوحي الإلهي الحقيقي للبشرية ، ‏ومثال ذلك : قول سيلفيا رومانو الإيطالية بعد عودتها لإيطاليا بحجابها : ‏أصبح القرآن الكريم نصاً مُقدَّساً يُرْشِدُني إلى الله .‏

‏3.‏      هشاشة  العقائد الآخرى أمام عقيدة الإسلام والمسلمين ، ومدى سهولة ‏ادخال غير المسلمين  في الاسلام عندما تتاح لهم الفرصة للإطلاع على ‏الإسلام الحقيقي الذي يخاطب العقل والقلب والروح ….‏

‏4.‏      لا تهدف عقيدة الجهاد في الإسلام إلى ادخال غير المسلمين  في الإسلام ‏بالقوة ، وإنما إتاحة الفرصة للأخرين للإطلاع على الإسلام الحقيقي وليس ‏الإسلام المشوه ،  ثم يكون لهم الخيار والحرية أن يعتنقوه أو يعتنقوا ‏غيره .‏

‏5.‏      لم يكن الحجاب الإسلامي كبتاً لحرية المرأة المسلمة أو سببا لجهلها ‏وتخلفها ، وإنما حفظا لأنوثتها وصيانة لجمالها ،  وهذا ما قالت به ‏الشابة الإيطالية “سيلفيا رومانو-عائشة” ، التي كانت مختطفة في ‏الصومال : إن الحجاب يمثل الحرية بالنسبة لها))  ‏ ‏.‏

‏6.‏      الإسلام يناهض الظلم، ويعارض النظام القائم على تحالف أصحاب السلطة ‏مع اصحاب المال، ويحارب الفساد والإفساد المالي والأخلاقي القائم على ‏الكذب والنفاق واستعمال السلطة ضد الشعوب وليس لصالحها. فالأنظمة ‏القائمة على هذه الشاكلة لا شك أنها تَعْتَبِرُ الإسلامَ تهديدا لبقائها ‏والتخلص منها.   ‏

‏    هذه مشاعر المسلمة الأوربية الإيطالية التي عاشت الحضارة الغربية ‏بحريتها ، وعاشت الإسلام الحقيقي حتى وهي مُختطفة ، فاكتشفت حقيقة ‏الإسلام الذي يناهض الظلم والفساد والإفساد والأنظمة المستبدة التي تقوم ‏على الظلم والقهر واللصوصية والفساد المالي والاخلاقي ، فقالت: ‏

‏(((الإسلام يناهض الظلم، ويعارض النظام القائم على قوة المال، والفساد ‏والكذب. الأنظمة التي على هذه الشاكلة لا شك أنها تعتبر الإسلام تهديداً ‏لها)).‏ ‏.‏

‏7.‏      مكانة القرآن العظيمة في قلوب معتنقي الإسلام الجدد ، الذين عاشوا ‏حقيقة الإسلام وشعروا بإنسانيتة وسماحته وعدم عنصريته التي رأوها ‏في دياناتهم وعقائدهم ، فهل يستفيد المسلمون من دينهم الذي ورثوه دون ‏أن يدرسوه؟

‏8.‏      الاسلام بريئ من الإرهاب ، هذه شهادة الناشطة الحقوقية الإيطالية غير ‏المسلمة “جاسمين كريستالو”  ‏ ‏ ، من قلب أوربا ، حيث تابعت حالة ‏الصحفي الإيطالي المُختطف في إفغانستان وعاد الى إيطاليا مسلما يحمل ‏المصحف بيده ، ثم رأت في مطار روما عودة الإيطالية المختطفة في ‏الصومال وهي ترتدي زياً إسلاميا وحجاباً وتقول: أنها أسلمت بمحض ‏إرادتها  واختارت لنفسها أسم عائشة زوجة نبي الإسلام محمد صلى الله ‏عليه وسلم ، وأصبح القرأن كتابها المقدس الذي يرشدها في كل حياتها.‏

‏9.‏      التضليل الإعلامي الذي يُمارسه الإعلام الغربي وبعض وسائل الإعلام ‏العربية في تشويه الأخبار الواردة عن قصص المسلمين الجدد على أنهم ‏أُرْغِموا على اعتناق الإسلام وتزويج النساء المُخْتَطفات من إرهابيين ، ثم ‏تظهر حقيقة الأكاذيب التي كانت تهدف الى تشويه صورة الإسلام. ومثال ‏ذلك قص صورة الصليب من صورة الإيطالية سيلفيا رومانو التي جاءت ‏متطوعة للعمل مجاني بدون أجر في ملجأ ليتامى المسلمين في كينيا ، ‏والصورة أدناه  ‏

‏10.‏  الإسلام  هو الدين الأسرع نموا في العالم ، وهو الدين الأكثر اعتناقا له ‏والذي يتحول إليه من معتنقي الديانات الآخرى،  ومن المحتمل أن ينتزع ‏الريادة من المسيحية في الترتيب العالمي  في منتصف القرن الحالي ‏‏”الحادي والعشرين”‏

رحمة الإسلام وسماحته

أخيرا إن المتأمل لظروف إعتناق سيلفيا رومانو الإسلام يتعجب ، كيف تعتنق تلك الفتاة الإيطالية الأوربية الكاثوليكية الجميلة المختطفة دين مُختطفيها ؟؟ ولماذا ثبتت على دينها الإسلامي الجديد رغم التهديدات بقتلها والمطالبة بشنقها؟.

وليست هذه الحالة الوحيدة التي أُخْتطفت وأسلمت ، بل أُخْتطف قبلها الصحفي الإيطالي غابرييلي تورسيللو[39] في أفغانستان عام 2006م ، وعاش نفس ظروف الإختطاف، واعتنق الإسلام أيضاً عند مُختطفيه،ورجع إلى إيطاليا وهو رافع القرآن الكريم ويقول :

((إنه قَرَأَ القرآن في تلك الأيام ووجد عزاء في ذلك)).

فهذه الصور لإعتناق الإسلام  في ظروف صعبة توضح مدى رحمة الإسلام وسماحته مع المُختَطفين “الأسرى” ، فقد شعروا بها رغم الأسر والقيود والإحتجاز لكنهم أسلموا !!!

فكيف لو تم السماح لعرض الإسلام الحقيقي على شعوب العالم ؟ من المؤكد أن يدخل الناس في دين أفواجا ، ويعمر الإسلام الأرض ، ويسود السلام ، وتهنأ البشرية برحمة الله .

وهذا يؤكد عظمة الإسلام ومدى حاجة البشرية لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  لإنقاذها من الهلاك.    ويشهد بهذا علماء وحكماء وفلاسفة الغرب ، وأذكر  منهم ” الفيلسوف البريطاني -الإيرلندي برنارد شو” الذي قال :

((( أن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الإحترام والإجلال ، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة – يعني أوروبا)).

وقال : (( أرى واجبًا أن يُدْعَى محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – مُنقذَ الإنسانية، وإنَّ رجلاً كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث؛ فسوف ينجح في حَلِّ مشكلاته”.

هذه أقوال فيلسوف أوربا برنارد شو ، وغيره كثيرون كتبوا عن النبي والإسلام ولا يتسع المجال لذكرهم هنا .

وهذا يوضح مدى أهمية الدور المناط بأمة محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة والدعاة وعرض الدين الإسلامي لإنقاذ البشرية وهدايتها.

ويجب التوضيح بأن مهمة الدعوة الى الله لاتقتصر على العلماء فقط ، بل تشمل كل أبناء الأمة المسلمة ، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار)) رواه البخاري.

فهل تستيقظ الأمة وأبناؤها لهذا الدور  الذي أكرمهم الله به، فهم ورثة الأنبياء؟؟

أدعو الله ان يوفقنا للدعوة الى الله ، وأن يرزقنا الإخلاص في الفكر والقول والعمل  .

 

د.محمد النجار
الجمعة 01-01-2022م 
الموافق 4جمادى الثانية1443هـ

==========================

المراجع 

[1] لإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020 ـ نشرت الصحيفة الإيطالية الشهيرة “لاستامبا” مقالا مطولا على موقعها الإلكتروني http://www.alitaliyanews.com/2020/05/italia-silvia-romano12.html

[2] جريدة ايطاليا تلغراف بتاريخ 12-05-2020م

https://italiatelegraph.com/news-35338

[3] ميدل ايست أونلاين بتاريخ الخميس 14-05-2020

https://middle-east-online.com/%D8%A8%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%AA-%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D9%81%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84

[4] صحيفة الماسجيرو الإيطالية نقلا عن صحيفة اليوم السابع بتاريخ الإثنين، 30 سبتمبر 2019

[5] صحيفة الماسجيرو الإيطالية نقلا عن صحيفة اليوم السابع بتاريخ الإثنين، 30 سبتمبر 2019

[6] المصدر : الصحافة الإيطالية  –https://italiatelegraph.com/news-35338    بتاريخ 12-05-2020

[7] المصدر : الصحافة الإيطالية  –https://italiatelegraph.com/news-35338    بتاريخ 12-05-2020

[8]  جريدة اليوم السابع المصرية  https://www.youm7.com/story/2020/5/10/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B8%D9%87%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B9%D9%85-%

[9] موقع ايطاليا تلغراف بتاريخ 12-05-2020

https://italiatelegraph.com/news-35338       

[10]  جريدة اليوم السابع المصرية  https://www.youm7.com/story/2020/5/10/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B8%D9%87%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B9%D9%85-%

[11] موقع صوت العرب من أمريكا – مايو 12, 2020

https://arabradio.us/news/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ad/

[12] لإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020 ـ نشرت الصحيفة الإيطالية الشهيرة “لاستامبا” مقالا مطولا على موقعها الإلكتروني http://www.alitaliyanews.com/2020/05/italia-silvia-romano12.html

[13]  2020.07.07    وكالة انباء آسيا
https://www.asianewslb.com/

[14] عين ليبيا |نُشر: الثلاثاء، 7 يوليو 2020 – 17:08

ومجلة البيان ، ومنتدى العلماء :

[15]  موقع صوت العرب من أمريكا – مايو 12, 2020

https://arabradio.us/news/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ad/

 

[16] [16] موقع رقم الاخباري بتاريخ22-05-2020 https://www.rqiim.com/namlimohamed96/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%9F

[17] صحيفة ليبرو الايطالية نقلا عن موقع رقم رقيم بتاريخ 22-05-2020  نقلا عن موقع رقيم الاخباري بتاريخ 22-05-2020

[18]  موقع رقم الاخباري بتاريخ22-05-2020 https://www.rqiim.com/namlimohamed96/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%9F

[19]  الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020

[20] https://www.mosalsalatpro.com/article.asp?category=119&sID=229674

[21]  جريدة اليوم السابع المصرية بتاريخ السبت، 23 مايو 2020 05:00 م

[22] الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020

[23] الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020

[24] الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020

[25] موقع صوت العرب من أمريكا – مايو 12, 2020

https://arabradio.us/news/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ad/

[26]   وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11-05-2020

ناشطة إيطالية عن أسلمة سيلفيا رومانو: الإسلام والإرهاب ليسا مترادفين

[27] موقع صوت العرب من أمريكا – مايو 12, 2020

https://arabradio.us/news/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ad/

[28] موقع روسيا اليوم

https://arabic.rt.com/world/1112897-%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%81%D9%8A%D9%86/

 

[29]  وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11-05-2020

ناشطة إيطالية عن أسلمة سيلفيا رومانو: الإسلام والإرهاب ليسا مترادفين

 

[30]   البي بي سي عربي بتاريخ 25-08-2013

https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/08/130825_stockholm_syndrome

 

[31] لإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020 ـ نشرت الصحيفة الإيطالية الشهيرة “لاستامبا” مقالا مطولا على موقعها الإلكتروني http://www.alitaliyanews.com/2020/05/italia-silvia-romano12.html

[32] الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 مايو 2020 ـ نشرت الصحيفة الإيطالية الشهيرة “لاستامبا” مقالا مطولا على موقعها الإلكتروني http://www.alitaliyanews.com/2020/05/italia-silvia-romano12.html

[33] عين ليبيا |نُشر: الثلاثاء، 7 يوليو 2020 – 17:08  ،  ومجلة البيان  ،  ومنتدى العلماء

عين ليبيا |نُشر: الثلاثاء، 7 يوليو 2020 – 17:08

 

[34] موقع روسيا اليوم بتاريخ 07-07-2020

https://arabic.rt.com/world/1131853-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%86%D9%82%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D9%87%D8%A7/

[35] كيف وصفت الإيطالية سيلفيا رومانو “الإسلام” بعد إسلامها؟! منتدى العلماء

https://www.msf-online.com/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%88%D8%B5%D9%81%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D9%

[36] المرجع اعلاه (رقم1) منتدى العلماء ، وموقع روسيا اليوم بتاريخ 07-07-2020

[37] المرجع اعلاه (رقم 2)

[38]   موقع فرنسا 24   : 04/09/2018 – 12:44

[39] موقع روسيا اليوم

https://arabic.rt.com/world/1112897-%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%81%D9%8A%D9%86/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.