أراء وقراءات

الف ريان وريان

بقلم:عبير الحجار

سلامُ على عهد الطفولة… اشد سرور القلب طفل اذا حبا

ويابسمة الأطفال اى قصيدة…. توفى جلال الطهر وردا ومشربا

فيارب بارك بسمة الطفل كى نرى … على وجهه الريان اهلا ومرحبا .

رحل عنا الطفل ريان صاحب الخمس سنوات ،رحل بعد أن ايقظ فينا شعور الإنسانية، كنا عطشى للإنسانية ،جف نبعها حتى سقط فى البئر فروى نبع انسانيتنا .فلم تسقط فى البئر ولكن سقطت فى قلوبنا وحين فاضت روحك الطاهرة اخذت بوحدتنا الى الاعلى.

فيا صغيرى لقد ألهبت مشاعرنا فى محاولات إنقاذك وفي وفاتك. كما ألهبت مشاعرنا لانقاذ باقى أطفالنا .ففى بلاد العرب ان لم يقتل اطفالنا الفقر والاهمال تقتلهم قنابل الحروب ، فهم اطفال لا حول ولا قوة ولا ارادة لهم .

اطفالنا فى بعض الدول العربية ان لم تكن معظمها ماهم سوى مغتالين، متشردين متألمين ،جائعين ،محتاجين ،محرومين ،مظلومين، مستغلين ،غير أمنين. فهم اطفال فاقدين طفولتهم ،وما هم سوى هيكل تسكنه الظلمة والرعب.

فما ذنب البراءة التى لا تملك صوتها ولا حياتها ،فقط لها من الحياة بكائها وخوفها وفزعها وهروبها الى احضان ابائها وامهاتها ،واحيانا لم تجد هذا الحضن، فعندما يفقد الطفل امه او ابيه بفعل الحروب الى اين بلجأ هذا المسكين ؟

فكم من طفل قتلته رصاصة، او تهدم عليه منزله وهو داخله امن، او فى ملجأ يحتمى به من وحشية الحرب الذى تحمل فى احشائها الموت واراقة الدماء والمعاناة ومختلف الافعال البشعة الذى تغتال النفوس البريئة .

وهنا يتبادر الى ذهنى هذا السؤال:

ماذا فعلت الندوات والمؤتمرات التى تقام من اجل انقاذ الطفولة وحمايتها ؟! ، هل عندما تناقش هذه المؤتمرات الحلول لماذا لم تنفذ فى الواقع؟! ،واين نصوص وبنودحقوق الانسان والقوانين الدولية والبروتوكلات وحقوق الطفل ؟!، وكيف تصان الكرامة فى ظلهم ؟!

فالحروب لا تنتهى ولا الحياة تنتهى ، وسوف يبقى هذا الصراع وستبقى الممارسات الوحشية والحروب المدمرة وصور مؤلمة تركت فى نفوس تلك الاطفال مشاهد مطبوعة فى اذهانهم راسخة فى قلوبهم لها تاثير سلبى على حياتهم ومستقبلهم.

فمن ينقذ هؤلاء الاطفال من قبضة الحروب وإلى أين يلجأون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.