مشاركة القادة العرب في إفتتاح أولمبياد بكين يدعم رؤية الصين تشكيل “حكومة عالمية واحدة”
تقرير : محمد صوابى
تقول الدكتورة نادية حلمى الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية – أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف أن زيارة الرئيس “السيسى” وولى العهد السعودى “بن سلمان” والشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولى عهد أبوظبى وأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثانى”، لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين تعد كبادرة تعاونية ذات دلالة هامة لتقديم الدعم الدولى الذى تحتاجه الصين فى الوقت الحالى فى مواجهة محاولات الغرب تسييس دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى بكين، ورفعت الصين شعار “معاً من أجل مستقبل مشترك”، كشعار للأولمبياد بما له من “مغزى سياسى ودولى واضح”، ومن أجل (تعزيز فكرة التعددية فى الشئون الدولية، والضغط لإنشاء الحكومة العالمية الجديدة الموحدة بقيادة ورؤية صينية، وفقاً لما يطرحه الرئيس الصينى “شى جين بينغ” فى كافة خطابات السياسية داخلياً وخارجياً، بالتركيز على “المصير المشترك للبشرية).
وأضافت حلمي : بصفتي أكاديمية متخصصة فى الشأن السياسى الصينى، يمكننى وضع ملامح عامة لشكل وطبيعة تلك “الحكومة العالمية الواحدة الجديدة”، بمشاركة مصر والعرب والأفارقة، بل وكافة تلك الدول النامية والمهمشة والفقيرة. والتي ظهرت في خطابات الرئيس الصينى “شى جين بينغ”. وهي على النحو الآتى:
-يعد إنشاء “حكومة عالمية واحدة”، بمثابة مقدمة من أجل (فرض نظام قانونى عالمى واحد)، بمعنى: السماح بمحاكمة أى مواطن فى العالم فى محاكم دولية مستقلة، وليس شرط داخل حدود دولته القومية.
-إن رفض الرئيس “السيسى”، وولى العهد السعودى “محمد بن سلمان”، ، وولى العهد الإماراتى لإمارة أبوظبى، الشيخ “محمد بن زايد”، والأمير القطرى الشيخ “تميم بن حمد آل ثانى” لسياسات التسيسس الأمريكى والغربى لملف إستضافة الصين للأولمبياد الشتوى، يأتى تأكيداً على أهمية هذا النمط العالمى للإنتقال إلى (الحكومة العالمية الجديدة)، وربما بفكر ورؤية مشتركة بين الصين ودول المنطقة فى مواجهة “التسييس المتعمد لكافة القضايا العربية والصينية”، فباتي مضمون الخطاب العالمى الموحد فى الوقت الراهن، مرتكزاً على:
– تجاوز العالم ما بعد “كوفيد-١٩”، ما يعرف بنقطة الحدود المغلقة والحلول الأحادية ، فإن نتفق مع الصين فى إحتياجنا إلى لوائح عالمية لتعزيز الإستقرار الإقتصادى والعالمى، بالإضافة إلى السلام والأمن العالميين.
وهنا، يفترض أن تسبق هذه الحكومة العالمية، ما يعرف بنمط (الحكومات القارية أو الإقليمية)، مثل: الإتحاد الأوروبى، إتحاد الكاريبى، وغيرها، وتشجيع تكرار هذا النموذج فى مناطق أخرى من العالم. لذا تطرح أفكار حول قيام (إتحاد دول أمريكا اللاتينية، وإتحاد الدول العربية، وإتحاد دول المحيط الهادئ)، وغيرها. وذلك، لأن (إعادة تنظيم العالم فى أقاليم وإتحادات، يعتبر خطوة أولى نحو إقامة نظام عالمى وفرض حكومة عالمية واحدة). ووفقاً لإعتقادى فإن طرح الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ”، حول (المصير المشترك للبشرية)، هو تلك المقدمة المثلى والشعار الأفضل لطبيعة المرحلة المقبلة.
-كما أن تشكيل تلك الحكومة العالمية الواحدة الجديدة بقيادة ورؤية صينية، سيصب فى صالح الدول العربية والأفريقية النامية، وربما سيكون مقدمة لحصول الدول العربية والأفريقية على (تمثيل دائم فى مجلس الأمن الدولى)، كما أن الصين بصفتها شريكاً أساسياً للبلدان العربية وللإتحاد الأفريقى، وذلك فى إطار “منتدى التعاون الصينى العربى، والصينى الأفريقى”، فقد تساعد على تلبية حاجة تلك الدول إلى إيصال صوتها عالمياً، بإتباع قواعد عادلة ومنصفة عالمياً.
واحتتمت الدكتورة نادية حلمي قائلا : فى إعتقادى، إن تفعيل نمط الحكومة العالمية سيجعل للتكتلات أهميتها كإتحاد الدول العربية أو ما يعرف بجامعة الدول العربية، ونفس الحال للإتحاد الأفريقى، وغيرها،