الفن رسالة (1)
بقلم / مدحت مرسي
شاهدت لقاء تلفزيوني على قناة غير محلية وكان الضيف كاتبة ، أو كما يقولون مفكرة وكان الحوار حول الفن وأهميته وأنه رمز من رموز التطور و الرقي الحضاري ثم كان السم الذي بالعسل فقالت:
(ولا ينبغي للمعتقدات الروحية و الفكرية أن تقف أمام الفن وتطوره ومجاراته للعالم المتطور …)
وعليه انتفضت الأفكار في دماغي وتذكرت كتاباتي القديمة ورجعت إلى المكتبة وأحضرت كل ما يتصل بالفن من كتب يعود تاريخها الى عام 1900 وبعض كتابها انتماءاتهم غربية وتتناول أصول العلم واساسيات الفن ، وكلها تحمل عناوين متصلة بالموضوع مثل : “الفن و المعتقدات -الفن وتعريفه-العبقرية في الفن –الشخصية المستهدفة من الفن –المثل العليا و الفن – فن إصلاح النفس و المجتمع “.
وبعد مطالعتها يتضح أن المعتقدات الروحية مهمتها الأساسية هي انقاذ الناس من الظلمات إلى النور – من الجهل إلى العلم – من الضلالة للهدى – والإصلاح الذي جاءت به الرسالة الخاتمة للبشرية بعد تطورها ورقيها ونموها الفكري هو إصلاح شامل لكل شئون حياتهم
ولما كان الفن يهدف إلى إقامة أمة صالحة وبذلك يكون متفق مع الديانات السماوية وهذا ليس بعجيب.
وعليه كان الفن له رسالة من مبادئ عليا سامية لأن الأمة التي لا رسالة لها ولا هم لها إلا رغيف العيش و الشهوات و تفنى بالشبع و انقضاء الشهوة.
ولما كان الهدف من الفن هو الإنسان فهو مزيج من قوة بدنية وقوة روحية نفسية (ليس هو الشخص الجميل المظهر الذي ينال كل شئ بجمال مظهرة الذي أعطى له إرادة في الحياة وتحقيق الذات ولا هو الشخص الفتي صاحب العضلات الذي إذا دخل مكان نال مايريد بمظهر عضلاته )
لا أيها الكتاب و الفنانون فلو لم تكن للشخص إرادة قوية من الأصل ما ترك السرير في الصباح وتحرك للحياة
أيها الأحبة الكرام
كل منا يصلح لشئ من الأشياء فاجتهد أن تصلح من نفسك
وهذا هو المطلوب من الفن فتح المجال للتطور و النمو لا ينصب في قالب واحد ويخدم هدف واحد.
راجعوا تاريخكم أيها المسلمون ولا تتركوا أمثال هؤلاء الأقذام أن يشوهوا تاريخكم ويحرفوه هؤلاء الحاقدون الجاهلون.
يتبع