الصراط المستقيم

فتنة تجديد الخطاب الإسلامي

بقلم / الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه

هل صار علينا أن نحاكم الصحابة لكي يقال إننا نجدد الخطاب الإسلامي ..!!

وهل صار على المسلم أن يمزق قرآنه ليقال إنه يحسن التعايش مع الآخرين ..!!

ابتداءً فإنني لست من العلماء ولست فقيهة ولامتأصلة في علم العقيدة ولكني أرى أن عبارة ” تجديد الخطاب الإسلامي ” التي يتغنى بها بعض السفلاء هي تعبير مبطن عن الردة ، فالإسلام ليس علبة بيبسي كولا تحتاج إلى إعادة تسويقها بطريقة مبتكرة .

يبدو العنوان صادما ولكني تعمدت أن أستهل سطوري بسؤال لمدعي الإسلام ، الذين يرتلون مزامير تحسين صورة الإسلام وإعادة تجديد الخطاب الإسلامي ، أقول لهؤلاء : هل يتجرأ أحد منكم أن يقول بأن أفكار الحاخام ” عوفاديا يوسف ” تشوه اليهودية وعلى اليهود البراءة منه وتصحيح الخطاب ..؟

عوفاديا يوسف الحاخام يقول بالنص في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية : { إن اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أوحشرة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الحشرة خطر على البشر ، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث }

ثم عاد الحاخام وظهر على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأعاد كلامه مع تأصيله من وجهة النظر اليهودية ، زاعما أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين ، وأنه جاء في التلمود : ” إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ، ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم ”

وهذا الحاخام اليهودي ” إسحاق شابيرا ” أصدر كتاب ” توراة الملك “، ودعا خلاله إلى قتل حتى الأطفال الرضع من العرب لأنهم يشكلون خطراً على إسرائيل ..

أتحدى أن يستنكر أحد من الحكام أو الفقهاء أو قطيع المثقفين هذا التطرف المجود لدى اليهود وأن يقولوا أنه يشوه صورة الإسلام ، ويطالبون اليهود بمراجعة التلمود أو فتاوى الحاخامات ، وأنتم تعرفون أنهم لم ولن يتجرأوا ، لانهم يدركون تماما ان من يطلب ذلك فإن اليهود سيقطعون رأسه ،،

فالكل يتسابق لكسب الود والرضا فيصمت صاغرا ، ولكنهم يظهرون مهاراتهم في تجديد الخطاب الاسلامي ( المستند على كتاب الله وصحيح الحديث النبوي ) بزعمهم.

هذا بالنسبة لليهود أما بالنسبة للصليبين والنصارى

وجرائمهم التي ارتكبوها باسم الرب فهي لم ولن تشوه صورة المسيحية ، ولم نقل يوما أن دينهم دين إرهاب لأن تلك التهمة ماركة مسجلة باسمنا فقط نحن المسلمين ، فلم يتجرأ أحد أن يذكر ولو همسا بأن القس ” لاس كاساس ” كان أكبر النَخّاسين فى عصره ، وهو الذي كان يقود تُجار الرقيق الذين قاموا بخطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد ، وكان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالى يتقاضاه عن كل رأس .

ولكن الكل يتسابق ليكتب عن كذبة مزعومة يقصد منها تشويه الإسلام .

هل يتجرأ أحد أن يكتب حرفا عن البابا يوجينياس الرابع الذي أعلن رعايته لحملات الاستعباد التى يقوم بها الملك هنرى فى أفريقيا !! وفى الفترة من 1450 حتى 1460 ، عقد البابا نكولا الخامس وكالكاتاس الثالث صفقة لاسترقاق الأفارقة مقابل ” تعميد ” – تنصير – العبيد ودفع 300 كراون للكنيسة عن كل رأس ، بل أرسل أحد الأساقفة سفينة لحسابه فى إحدى الحملات لاصطياد العبيد باسم الرب .

واذا كان الإسلام انتشر بحد السيف ( كما زعموا ) فان المسيحية انتشرت عن طريق الإبادة الجماعية باسم الرب ، ولم يجرؤ أحد أن يدعي بأن ذلك شوه المسيحية ، ولم نصفها بالإرهاب عندما تم تخفيض عدد سكان المكسيك من 30 مليون الي 3 مليون خلال 20 عام فقط ، ولكن عندما يصرخ طفل من الجوع يتبارى أهل التحضر المزيف لمحاكمة التراث الاسلامي .

لمَ لم تتشوه المسيحية بدعوة بوش الذي وقف وأعلن أنها حرب صليبية ، فغزا العراق ليحصد أربعة ملايين ضحية ، ولكن إسلامنا يجب أن يحاكم ونحرق كتبه لتجفيف منابع التطرف ..!!

ولمَ لن نتهم المسيحية بالإرهاب يوم وقف البابا أوربان الثاني ليشعل شرارة الحروب الصليبية التي حصدت أرواح الملايين .

لم نسمع أحدا تحدث عن الهندوس والهندوسية وقد بلغ عدد ضحايا العبودية الحديثة في الهند لوحدها الـ 14 مليون شخص وفق مؤسسة ” ووك فري فاونديشن ” ولم نسمع أحد طالب بتصحيح الهندوسية ، ولكن علينا أن نحاكم الإسلام لأنه منع المثليين من ممارسة الدعارة …

علينا أن نحاكم الإسلام ولكن لايجرؤ أحد أن يعترض فيطالب بتحالف ضد بريطانيا التي يوجد فيها اليوم واقول اليوم 11 ألفا و700 ضحية لأشكال العبودية الجنسية الاجبارية في شبكات الدعارة ، والاتجار بالأعضاء البشرية وبعض آلاف من الضحايا مراهقون وأطفال ولدوا في بريطانيا ..

الهوان الذي نعيشه لم يكن نتيجة ضعف ولكن دياثة بني جلدتنا هي التي جعلت زنادقة الأرض يجتمعون على الأمة كما تجتمع الغربان على جثة ميتة ، وكما تجتمع الضباع على فريستها . ولأننا ضعفاء فإن الضعيف عليه أن يدفع الثمن ، وتزداد الفجيعة عندما تعرفون أن التنازلات التي تمس العقيدة لم ولن تنتهي . فقد سمعت أحدهم يقول إن محمدا كان دكتاتورا عندما أمر بازالة الأصنام من حول الكعبة فتسبب في الغاء الآخر ومنع التعددية وحرية الرأي…!!

هنا مربط الفرس ولكن قومي لايفقهون

جراح الأمة وجرائم الغرب

صفحات التاريخ تـكـرر نفــســهـا

يصادف اليوم ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ 20 ﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ الصليبيون ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ .. ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ . ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ 60 ﺃﻟﻒ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﺔ مسلمة ..ﻭتهجير ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ مسلم ..

( رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية  وحقوق اﻻنسان المزيفة التي يتشدقون  بها ) و لينتبه المسلمون لما يحاط بهم من حولهم وداخلهم من بنى جلدتهم ….وربنا الرحمن المستعان.

نقلا عن وكالة كنانة نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.