ثورة رمضان الروحية .. (1) قد يكون رمضانك الأخير !!
بقلم / الدكتور محمد النجار
المسلم في نعمة من الله خاصة إذا جاء عليه شهر رمضان وهو لا زال على قيد الحياة ، فما يدريك أن هذا هو رمضانك الأخير ، وفرصتك النهائية ، ثم تغادر تلك الحياة ، وتصير في قبر تتمنى لو تدرك يوماً واحداً بل لحظة واحدة في شهر رمضان العام القادم لتصوم وتركع وتسجد وتقرأ القرأن وتصل الأرحام وتقدم لو دراهم معدودة ليتيم محروم أو فقير معدوم ؟ كان معنا ناس في رمضان الماضي ، بعضهم كانوا شبابا في المسجد لصلاة الجماعة والتروايح وقراءة القرآن ، وبعضهم كان في المقاهي والشوارع ، وبعضهم كان أمام مسلسلات التلفزيون ، لكن الموت زارهم ، واختطف أرواحهم ، وأصبحوا الآن محبوسين في القبور ، لا زوجة ، ولا أبناء ، لا أب أو أم ، أو أخ أو أخت ، لازائر ولا أنيس ، كل واحد فيهم يعاين ما قدمه في حياته ، وكان رمضانهم الماضي آخر رمضان لهم. فهل كلهم في القبور سواء؟؟
هل الذي جلس طوال الليل في الشوارع والمقاهي ، وأمام التلفزيون للمسلسلات ، يتعامل في قبره نفس معاملة الذي صام وصلى وقام الليل لصلاة التراويح وختم القرآن ، ووصل الأرحام ، وعامل الناس بالأخلاق والرحمة والإحسان؟؟
فهل ياترى لو سألناهم جميعاً ماذا تتمنوا الآن وأنتم في قبوركم؟
حتما سيكون جوابهم جميعا أن يعودوا حتى لو ليلة واحدة في رمضان أو جزء من ليلة أو حتى دقيقة واحدة!! فهل يستطيع أقرب الناس إليهم سواء كانوا أبناءهم أو أشقاءهم أو زوجاتهم أن يفتح قبورهم ويعيدهم إلى الحياة لإحياء شهر رمضان؟؟؟
حتما لن يستطيعوا إرجاعهم إلى الحياة ، بل لو استطاعوا فلن يرجعونهم خاصة موتى الأغنياء ،لأن أبنائهم ورثوا أموالهم ، وسكنوا بيوتهم ، وشغلتهم حياتهم وزوجاتهم وأبناؤهم.
فهل من عاقل يتدبر أمره ، ويستعيد عقله ، ويوقظ إيمانه وضميره لعل هذه تكون نقطة الثورة في إعادة ترتيب حياته ، واستعداده للقاء ربه ، والسعادة في قبره ؟
آه ..آه من تلك الحياة .. !!
فهل ننتبه جميعا لتلك النعمة الربانية التي منحنا الله إياها بإبقائنا على قيد الحياة ، وندرك شهر رمضان هذا العام .. فربما يكون هذا رمضانك الأخير؟
د.محمد النجار
الجمعة 1 ابريل 2022
الموافق 29شعبان1443هـ