رغم مسيرة الأعلام الصهيونية ..ستبقى فلسطين عربية مسلمة
بقلم / الدكتور محمد النجار
لا تعرف اسرائيل سوى لغة القوة التي تسببت في الحرب في مايو العام الماضي 2021م ، عندما سمحت الحكومة الصهيونية بمسيرة تُسمى”بمسيرة الأعلام” التي اقتحمت المسجد الاقصى ، فأشعلت نار الحرب التي خسرتها اسرائيل العام أمام فصائل المقاومة الفلسطينية التي أمطرتها بوابل من الصواريخ (فلسطينية الصنع والإرادة في غزة) لأول مرة على رؤوس الصهاينة في تل أبيب وكافة مناطق فلسطين المحتلة ، وفشلت أمامها (منظومة القبة الحديدية) وأفزعت كل الصهاينة سواء كانوا في جيش الاحتلال أو المستوطنين لدرجة ان كثيراً من المستوطنين أعادوا نظرهم في إمكانية البقاء فيما تسمى “اسرائيل” ، والبحث عن وطن بديل من فلسطين المحتلة.
و يحاول رؤساء الأحزاب الصهيونية كسب ود المتطرفين الصهاينة بغرض الانتخابات وذلك بدعم توجهاتهم المتطرفة خاصة في أفكارهم المتعلقة بادعاتهم بما يسمى اقامة الهيكل اليهودي مكان المسجد الاقصى. ومن حكومة الى حكومة يزداد التطرف حتى زادت اعتداءتهم على المسجد الأقصى ، ومنها مايطلق عليه مسيرة الأعلام الصهيونية التي تحاول اقتحام المسجد الأقصى بأعداد تزداد عام بعد عام .
وتم تنفيذ تلك المسيرة يوم الأحد 29مايو2022م في محاولات الصهاينة لفرض أمر واقع يُقنعون به العالم بأن اليهود هم المسيطرون على الأراضي المقدسة وليسوا العرب ، بل يحاولون إظهار أن العرب لا حق لهم ولا وجود واقعي في تلك الأرض ، وذلك من خلال أهم جهازين :
1. الأجهزة العسكرية : التي استنفرتها الحكومة الصهيونية عدة آلاف من الجنود من كافة القوات الصهيونية بما فيها قوات الجيش الاسرائيلي وقوات الشرطة وحرس الحدود ووحدات المستعربين والمخابرات وكافة الاجهزة العسكرية لقمع الفلسطينيين وعدم السماح لهم بالظهور ، وعدم السماح لأي فلسطيني يرفع علم فلسطين مهما كانت الظروف .
2. الأجهزة الإعلامية العبرية ، وذلك من خلال ما يسمى بمسيرة الأعلام ، التي نادى بها اليمين المتطرف لتجوب شوارع القدس أمام شاشات العالم .
وجابت مسيرة الأعلام الصهيونية شوارع القدس بأعداد غفيرة ، وحاولت إظهار الأعلام الصهيونية فقط على شاشات العالم وهي تقتحم مدينة القدس والمسجد الاقصى ، وقد تصدى الشعب الفلسطيني برجاله ونساءه وأطفاله لهذه المسيرة الصهيونية ، ورأينا على الشاشات مدى جبن هؤلاء الصهاينة ومستوطنيهم وهم يعتدون على النساء والأطفال وكبار السن دون أي وازع أخلاقي أو ديني ، ولولا السلاح المفرط التي استخدمته كل اجهزة الإحتلال ما كانوا استطاعوا المسير متراً واحداً في المسجد الاقصى .
فلسطين أرضنا ،، أرض المسلمين
استخدمت الحكومة الصهيونية آلافاً من الجيش والشرطة والقوات الخاصة ووحدات المستعربين وغيرها لحماية ما تسمى بمسيرة الأعلام ، مما يدل على أن الصهاينة ليسوا هم ساكني هذه الأرض ، وأنهم لايملكون مدينة القدس التي يدعون أنها عاصمة اسرائيل الأبدية ، لأن مالك الأرض الحقيقي لا يحتاج لتلك الحشود الضخمة من قوات الشرطة والجيش لحمايته في مسيره داخل شوارع عاصمته حسب ادعاءاته ، وهذه الحشود العسكرية هي أكبر دليل على أن الأرض ليست لهم ، بل تلفظهم ال يوم الدين .
واإسلاماه ..هل من صلاح الدين للقرن 21؟
وقد رأينا على شاشات العالم أجمع نماذج رائعة من استبسال أهل القدس من النساء والرجال والشباب ، وهم يتصدون للمسيرة الصهيونية بصدورهم العارية ولا يملكون أي سلاح سوى الصيحة المرعبة لأعداء الله واعداء العرب والمسلمين والبشرية أجمع .. إنها صيحة الله أكبر ، ومدافعة الصهاينة بإيديهم وصدورهم أمام جبروت وقوة جبن العدو الصهيوني وإجرامه سواء الجنود الصهاينة أو المستوطنين المجرمين.
ورغم كل الإجرام الصهيوني العلني الذي رأيناه نحن والعالم أجمع على شاشات العالم لم تتحرك الحكومات الرسمية للعرب للوقوف أمام ذلك الإجرام اليهودي الصهيوني للدفاع عن تلك النساء المسلمات التي يعتدي عليهن الجنود الأنجاس بالضرب والسحل والسجن .
إن دم المسلم الحقيقي يفور ويغلي عندما يرى اعتداء رجل على امرأة .. فكيف نرى يهوديا صهيونيا يعتدي بالضرب والسحل والسجن لامرأة مسلمة تدافع عن مقدساتها ومسرى نبيها ؟؟؟..
وعلى أي حال ، فإن الأمل معقود على وعد الله بالنصر للمؤمنين ،،ومعقود بإذن الله على عودة شباب الأمة الى ربها ودينها لتطهير تلك الارض المباركة من دنس هؤلاء الصهاينة ..
و حينئذ ..”سيعلم الذين ظلموا أي منقلب يقلبون”.
د.محمد النجار
الاثنين 30مايو2022م
الموافق 29شوال1443هـ