كتبت عزه السيد
قديما قال الشاعر :
يا بلدنا يا عجيبة فيكي حاجة محيراني
نزرع القمح في سنين يطلع القرع في ثواني
القرع هو ( الكوسة – الكوسا ) و كما جاء في معجم المعاني فإن ( الكوسة – الكوسا ) هي نوع من صغار القرع تطبخ ثماره و كلمة ( الكوسة ) يستخدمها المصريون ليس على أنها نوع من الخضراوات فحسب بل كدليل على المحسوبية و الواسطة فأصبحوا يقولون ( كوسة ) في كل موقف يحدث فيه شيء يخالف القوانين و القواعد المعروفة في المجتمع .
وقد أرجع بعض الباحثين بداية هذا المثل للعصر الفاطمي و أرجع آخرون بداية استخدامه للعصر المملوكي حيث كانت القاهرة محاطة بأسوارها المرتفعة و تغلق أبواب المدينة على ساكنيها بعد صلاة العشاء و كان المزارعون الذين يجمعون المحاصيل الزراعية من الحقول المنتشرة خارج أسوار القاهرة يتجمعون أمام الأبواب و ينتظرون فتحها في الصباح ليدخلوا و يدفعوا رسوم الدخول و يتخذوا أماكنهم في السوق داخل القاهرة .
لكن في الصيف كان يتم استثناء المزارعين الذين يريدون الدخول ليبيعوا ( الكوسة ) لأنها لا تتحمل درجة الحرارة العالية و لكي لا تفسد فكان أصحابها يطرقون الأبواب و يخبروا الحراس بأنهم أصحاب ( الكوسة ) فيفتحون لهم دون غيرهم بينما ينتظر الباقون للصباح و كلما اعترض أحد الواقفين على دخول بائعي الكوسة كان الرد جاهزا ( هذه كوسة ) فيسكت المحتجون لأنهم يعرفون أن ( الكوسة ) يتم استثناؤها من الوقوف في طابور الإنتظار و من هنا جاء المثل ( آه ما هي كوسة ) و أصبحت كلمة ( الكوسة ) مرادفا للمحسوبية و الواسطة و كناية عن أي شيء يحدث دون مراقبة أو بمحاباة أو بتجاوز للعرف و القانون .
المصادر :
جريدة الرأي الكويتية 25 ديسمبر 2015م .
جريدة الأهرام 4 فبراير 2015 .