فى الوقت الذى تسعى فيه كثير من الدول إلي تربية الأرانب لتكون ثروة غذائية للسكان ،تعانى إستراليا من كثرة الأرانب بها وتحاول الخلاص منها.
وتبدأ الحكاية فى إستراليا من القرن الثامن عشر ،حيث تم إدخال ثلاثة أزواج من الأرانب إلى البلاد ،وتكاثرت هذه الأرانب بسرعة كبيرة جداً وعندما أحضرت بعض السلالات الأخرى من الخارج ،زاد التكاثر وزادت أعداد الأرانب بدرجة كبيرة جداً جداً حتي صارت هذه الأعداد الضخمه من الأرانب تهدد أراضى القارة بنقص الخضرة وتشوية المنظر الجمالي للبلد وذلك لأنها تتغذى على تقريباً على كل أنواع النباتات التي تجدها.
ويمكن ان نتصور ذلك مع بعض إذا عرفنا أن إناث الأرانب تلد بمعدل أربع إلى ثماني مرات في السنة ، وفي كل مرة تلد تقريباً عدد يتراوح ما بين خمسة إلي ثمانية أرانب،
وخلال إسبوعين تكون هذه الأرانب الوليدة قادرة على إطعام نفسها بالخضرة والحشائش المحيطة حولها.
وفي عمر ستة أشهر ينضج جهازها التناسلي وتصبح جاهزة للتكاثر من جديد وتتضاخم الأعداد بشكل مفرط للغاية.
وتدخلت الحكومة الإسترالية للسيطرة على هذه الظاهرة بشتى الطرق ،
لدرجة أنها خلال فترة الخمسينات أدخلت فيروسا معديا لإصابة الأرانب بالمرض والتخلص منهم ،وبالفعل نجحت فكرة الحكومة الاسترالية ،
فعلي مدار ثماني سنوات مات حوالي 80%من عدد الأرانب.
ولكن فى عام 1960 اكتسبت الأرانب مناعه ضد هذا الفيرس وزادت الأعداد مره أخرى بشكل كبير جداً وإستسلمت الحكومة للأمر الواقع وإستغلوا كثرة الأرانب لصالح بلدهم وعملوا في تصدير فراء الأرانب إلى الدول المحيطة بالخارج واصبحت إستراليا أولي دول العالم فى إنتاج فراء الأرانب…..
وتحولت الأرانب من نقمة إلى نعمة على شعب إستراليا..