19 مارس من كل عام يشهد على انتصار الدبلوماسية المصرية في استعادة طابا

✍️ بقلم: أحمد حماد
في التاسع عشر من مارس عام 1989، شهدت مصر لحظة تاريخية فارقة، حيث رُفع العلم المصري على أرض طابا، مُعلناً انتصار الدبلوماسية المصرية في معركة استعادة آخر شبر من أرض سيناء. لم يكن هذا الانتصار وليد الصدفة، بل جاء تتويجًا لنضال قانوني وسياسي دام لسنوات، أثبتت فيه مصر قدرتها على استرداد حقوقها بالحكمة والصبر والعقل.
بداية النزاع حول طابا
بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، والتي نصّت على انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، ظهرت مشكلة طابا، تلك القرية الصغيرة الواقعة على الحدود الشرقية لمصر. حاولت إسرائيل التلاعب بتفسير خط الحدود، مدّعية أن طابا تابعة لها، مستغلةً بعض الثغرات في الخرائط القديمة.
التحكيم الدولي والحق المصري
لم تقبل مصر المساس بحقوقها، وبدلًا من اللجوء إلى المواجهات العسكرية، اعتمدت على المسار القانوني، مستندة إلى الوثائق التاريخية والخرائط البريطانية والعثمانية التي أكدت مصرية طابا. وفي عام 1986، وافقت إسرائيل على اللجوء إلى التحكيم الدولي، وهو القرار الذي أثبت ذكاء وحكمة القيادة المصرية آنذاك.
حكم التحكيم الدولي ورفع العلم المصري
بعد عامين من المداولات، أصدرت هيئة التحكيم الدولية في 29 سبتمبر 1988 حكمها التاريخي لصالح مصر، مؤكدة أن طابا أرض مصرية خالصة. حاولت إسرائيل تأجيل التنفيذ، لكن صلابة المفاوض المصري أجبرتها على الالتزام بالحكم.
وفي صباح 19 مارس 1989، ارتفع العلم المصري فوق أرض طابا في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الفخر والكرامة الوطنية. كانت هذه اللحظة إعلانًا صريحًا لانتصار الدبلوماسية المصرية، التي استطاعت استعادة الأرض دون إطلاق رصاصة واحدة، وإنما بقوة الحق والإرادة السياسية.
كلمات خالدة ودروس مستفادة
تظل معركة استعادة طابا درسًا خالدًا في كيفية استرجاع الحقوق بالقانون والدبلوماسية، وتأكيدًا على أن مصر لا تتنازل أبدًا عن أي شبر من أراضيها، وأنها قادرة على الدفاع عن حقها في كل الميادين.