تداعيات خطيرة للحصار والإفقار
بقلم :عبير الحجار *
((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان )) مقولة صحيحة ولكنها إنغمست فى السياسة وعفنتها .
نقول ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل يحتاج كل مقومات الحياة لكى يحيا وعندما يفتقر لتلك المقومات فكيف يحيا؟ كيف يحيا الانسان وكرامته مهانه ؟ كيف يحيا الانسان وهو مكبوت الحرية ؟ .
فسياسة افقار الشعوب لن تكن ازمة عارضة لإنهيار العملة والفشل الإقتصادى ،بل نهج متعمد تلجأ اليه بعض الأنظمة الحاكمة لإذلال الشعوب وإغراقهم فى مخاوف العيش وإنهاك نفسيتهم لأقصى حد كى يكفوا عن مناهضة إى مشروع عابث ببلادهم . وحتى يتمكن أصحاب القرار بتمرير أى مخطط مشبوه لا يصب فى مصلحة الوطن ولا في مصلحة المواطن .
مع تواصل الإنهيار الاقتصادى الرهيب وغياب إى بوادر قريبة من شأنها إيقاف هذا الإنهيار من جهة الحكومة يتأكد لنا أنها سياسة تجويع وحصار متعمدة. ومع تلكؤ الحكومة عن القيام بأدنى مسؤلياتها لإنقاذ الوضع تتسع رقعة الفقر يوميا وبشكل مخيف لتبتلع شرائح المجتمع بما فيها الطبقة المتوسطة والتى تأكلت تماما بفعل تلك السياسة الطاحنة لقدرة المواطن على العيش.
وينبغي على أي نظام حاكم رشيد أن يبادر بتنفيذ خطة انقاذ عاجلة لتفادي الإنفجار الشعبى ، فتفشى الفقر له تداعيات كارثية وقد تتسبب فى حدوث موجات من أعمال النهب والسلب والفوضى والتى لا تجدى معها إى جهود أمنية إذا حدثت .
وفى النهاية اتمنى من بيده القرار إدراك خطورة الوضع الراهن والإلتفات للنتائج السيئة المترتبة على هذا السياسة التى تعمل أطراف سياسية بعينها فى فرضها على شعبنا الصابر.
*اعلامية وكاتبة صحفية