في بداية “عام الأهرام” الذي يستمر حتى نهاية 2016 للكشف عما إذا كان في داخل الأهرام فراغات أو غرف سرية أعلن الفريق العلمي المكون من باحثين من مصر واليابان وفرنسا وكندا أن الأشعة سجلت ارتفاع درجة حرارة أحد الأهرام عن درجة حرارة واجهاته.
وقال رئيس معهد الحفاظ على التراث والابتكار مهدي طيوبي المدير المساعد للبعثة المشاركة في مشروع استكشاف الأهرام في مؤتمر صحفي الأحد 17 يناير 2016 إن الأشعة تحت الحمراء التي تقيس تباين درجات الحرارة سجلت “شيئا غير طبيعي في فروق درجات الحرارة… كلما نصعد ترتفع درجة الحرارة” في قمة هرم سنفرو عن درجة حرارة واجهاته.
وسنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد) وتسمى “أسرة بناة الأهرام” وبنى هرمين في دهشور جنوبي القاهرة ثم شيد ابنه الملك خوفو هرمه الأكبر أحد عجائب الدنيا السبع والذي يعتبره الأثريون والمعماريون أضخم عمارة بناها الإنسان وصمدت عبر العصور حيث تزيد قاعدته على 12.4 فدان ويبلغ ارتفاعه 146.59 متر.
وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت في أكتوبر تشرين الأول 2015 أن 2016 سيكون “عام الأهرام” لمعرفة كيفية بنائها قبل أكثر من 4500 عام واستكشاف أسرارها الداخلية بمشاركة خبراء من كلية الهندسة بجامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في فرنسا وجامعة لافال بكيبيك في كندا وكل من الهيئة العليا لأبحاث تسريع الطاقة وجامعة ناجويا في اليابان.
ويشمل المشروع استكشاف أسرار أربعة أهرام هي (الهرم المنحني) و(الهرم الأحمر) لسنفرو في دهشور وهرمي خوفو وخفرع في هضبة الأهرام في الجيزة.
وقال طيوبي في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمتحف المصري الكبير المطل على الأهرام إن الأهرام التي بنيت قبل ألوف السنين تحتاج منا “بعض الصبر لمعرفة أسرارها” مضيفا أن الفريق استعان بأفلام “صنعت خصيصا في اليابان” لالتقاط صور يرجح أن تكشف عن جانب من أسرار الأهرام.
وقال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي في المؤتمر إن الأهرام صروح كبيرة “وليست سهلة الاختراق. مع (أشعة) الميون سنحصل على نتائج مبشرة. اكتشفنا شيئا غريبا ومع الوقت سنعرف ما وراءه.” في إشارة إلى تباين درجات حرارة واجهة الهرم عن قمته.
وأضاف أن “الهدف من هذا اللقاء هو إطلاع الرأي العام في الداخل والخارج على خطوات واحد من أهم المشاريع العالمية التي يمكن أن يقود بنا للكشف عن أسرار وخبايا الأهرامات لم يتم الكشف عنها.”
وأشعة الميون هي جزيئات كونية يعبر ما بين مليونين وثلاثة ملايين منها جسد الإنسان يوميا. وقال هوشيما من جامعة ناجويا اليابانية في المؤتمر إنهم استطاعوا بتقنية الميون تحديد الأماكن النشطة في بعض الجبال البركانية في بلاده.
وأضاف أن التصوير بأشعة الميون لمعرفة التأثير الحراري أثبت في الأيام الماضية وجود لون داكن في الواجهة الشمالية لهرم خوفو حيث ترتفع درجة الحرارة من 3 إلى 4 درجات عن غيرها وإن هذا “شيء جديد” ستكشف الأيام القادمة عما وراءه.
وكان الفريق نفسه أعلن في مؤتمر صحفي مساء التاسع من نوفمبر تشرين الثاني 2015 التوصل إلى وجود ارتفاع في درجة حرارة ثلاث كتل حجرية أسفل هرم خوفو بنحو 6 درجات عن بقية كتل الهرم وهو ما اعتبره وزير التعليم العالي السابق في مصر هاني هلال الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة والمنسق العام للمشروع “في غاية الأهمية”.