هذه ليلتي ..مبشرات والدي في يوم مولدي

بقلم / الدكتور محمد النجار 

كان الأب متشوقاً لمولوده المنتظر ، وحان  شهر رمضان ، وتوقع  أن يرزقه الله بهذا المولود في شهر رمضان ، وتمر أيام شهر رمضان ، يوم وراء  يوم ،  واقترب الشهر من نهايته ، فلم يتبق منه إلا لياليه الأخيرة ، مما يوحي بأن الولادة ربما تكون بعد رمضان .

شعاع يخترق السماء الى الأرض

وبعد تناول إفطاره ، انتقل الى المسجد لصلاة العشاء والتراويح ، وبينما يمشي الى المسجد إذا بشاع مضئ يخترق السماء الى الأرض ، وكأنها رسالة سلام في تلك الليلة ، فابتسم ناظرا الى السماء ، وتوجه بالدعاء اللهم إنك عفو تحت العفو فاعف عنا ، دخل المسجد وصلى العشاء والتروايح .

بشرى مولود في ليلة القدر

وإذا بالبشرى بولادة إبنه الذي ظل ينتظرة ، وتذكر الضوء الذي ملأ السماء فإذا هي ليلة 27 رمضان ، فتهلل وجهه فرحا ، وتوجه بخشوع وفرح الى السماء ، إنها ليلة القدر الذي روى عنها أُبيِّ بنِ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قال:

((هي ليلةُ صَبيحةِ سَبعٍ وعِشرين، وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها))  رواه مسلم (762)

الفرحة فرحتان 

فكانت فرحته فرحتين ، فرحةٌ بليلة القدر ، وفرحةٌ بالمولود  الذي وهبه الله إياه في تلك الليلة المباركة ، فأسماه  محمداً التماسا لبركات رسول الله  محمد صلى الله عليه وسلم ،والتماساً  لبركة ولادته في تلك الليلة المباركة.

الأب الشيخ أحمد النجار

إنه والدي الشيخ “أحمد النجار”  يرحمه الله الذي كان يتفائل بمولوده  في شهر رمضان، وكان يداعبه بأنه مولود ليلة القدر ، وكان المولود هو العبد الفقير الى الله كاتب تلك الكلمات .

توارث بركات ليلة القدر

وظل والدي يحتفي بليلة القدر 27 رمضان من كل عام ، ويدعو لإبنه بالبركة في كل شئ. وتوفى الأب – يرحمه الله – تاركا تلك الذكرى الطيبة المباركة بليلة 27 رمضان محتفيا بابنه ، وتوارث الأحفاد تلك الذكرى ، حيث يذكرون تلك الليلة مقرونة بميلادي ، وقد نسوا التاريخ الافرنجي حباً في التاريخ الهجري بما فيه ليلة القدر وأنورها وبركاتها.

اللهم لك الحمد 

اللهم لك الحمد أن جعلتنا مسلمين ، ولك الحمد أن والدينا  مسلمين ، ولك الحمد أن ارسلت لنا خاتم المرسلين ، ولك الحمد أن جعلت لغتنا هي لغة القرآن الكريم ، ولك الحمد بما أعطيتنا من مواسم الخير والعطاء والعفو والمغفرة .

د.محمد النجار ليلة 27رمضان 1444م الإثنين 17-04-2023م