تقارير وتحقيقات

وضوح تحاور ماسحى الأحذية وتستعيد معهم الذكريات

كتبت عزه السيدوضوح تحاور ماسحى الأحذية وتستعيد معهم الذكريات 10

من هو البويجى ***
البويجى اوماسح الأحذية هو ذلك الشخص الذي يقوم بتلميع الأحذية باستعمال أدوات خاصه به مثل فرشاة التلميع والفوطه وسائل التلميع
و يعتبر تلميع الأحذية مصدرا هاما للدخل لكثير من الأطفال والأسر الكادحة في جميع أنحاء العالم. وقد أصبح ماسح الأحدية يركن إلى كشك أو زاوية ويذهب اليه المارة لتلميع حذائهم، والكثير من ماسحي الاحذية يقدمون خدمات إضافية، مثل إصلاح الأحذية والخياطة العامة والترقيع.
احتل ماسح الأحذية الكثير من المشاهد المتكررة في السينما المصرية، حيث يجلس صاحب النفوذ الثري أو التاجر أو المجرم أو البلطجي، على المقهى، وهو يدخن الشيشه وعند قدميه يجلس ماسح الأحذية وهو ينظف له حذاءه، وبالطبع لا ينسى مشهد الفنان أحمد راتب في فيلم الإرهاب والكباب لعادل إمام ويسرا، حيث كان يعمل ماسح أحذية في مجمع التحرير.

ايضا قام الفنان المصري سمير غانم بدور عبد السميع اللميع «ماسح الأحذية» في مسرحيته «الأستاذ مزيكا»، التي تحكي عن ماسح أحذية يهوى التمثيل بجنون، فيدفعه عشقه للفن للذهاب إلى الفنانة زمردة، التي تتبنى الوجوه الجديدة، حيث تستغله بدورها، لحل مشكلة خاصة بها.

وكذلك في المسرحية الغنائية الكوميدية «بتلوموني ليه»، من تأليف وإخراج د.أحمد حلاوة، التي عرضت على مسرح الطليعة في مصر، برزت قوة أغنية ماسح الأحذية والتي تقول كلماتها: مساح جزم.. وأنا الممسوح/ والدنيا سروح/ ألطف يا لطيف/ أحلامي راحت قدامى/ مع أيامي سرقها من عمري حرامي/ له سلطة مخيف.
وبذالك نرى أن السنيما المصريه والعربيه جسدت فى أكثر من عمل فنى مهنة ماسح الاحذيه بنماذج لاتنسى
وايضا لم تهمل السينما العالمية هذه القضية، فهناك الفيلم الهندي «ماسح الأحذية»، الذي لعب بطولته طفلان، تدور أحداثه حول ولد يكافح من أجل لقمة العيش، ويأبى أن يكون متسولا للحصولوضوح تحاور ماسحى الأحذية وتستعيد معهم الذكريات 11 على المال، فيعمل ماسحا للأحذية، وحين ما يستبد به وبأخته الجوع، فجأة، نجد أنها تبادر لأن تمد يدها بعفوية، فيضع أحد الأشخاص بعض النقود في يدها، معتقدا أنها متسولة، فإذا بها ترجو أخاها أن تشتري الطعام بهذا المال، ولكنه يوجه إليها لطمة شديدة ويرمي المال في الأرض، قائلا إنه أهون عليها أن تموت، على أن تحيا متسولة.

إن “البيوجى” أو “ماسح الأحذية” هو رجل جعلته ظروف الحياة القاسية يمتهن تلك المهنة، فهو من المشاهد المتكررة يوميا أينما تذهب تجده، عند محطة مترو أو فى ميدان، ورغم ظهور أدوات تلميع حديثة لتلميع الأحذية، إلا أن هناك من يحرص على تلميع وتنظيف حذائه عند “البيوجى او ماسح الاحذيه كما يطلق عليه
ونجد انتشارا كبيرا لماسحي الأحذية في جميع أنحاء القاهرة، تمسح يا بيه؟تمر عليه أو يمر عليك، إذ إن أغلبية ماسحي الأحذية يجولون طوال الوقت في مختلف الشوارع والمناطق، وأينما تتوجه أو تجلس في مقهى أو كافتيريا،
أو عندما تمشي في شارع رئيسي أو فرعي، ستصادف من يحمل على ظهره صندوقا خشبيا يوجد على أحد جانبيه زجاجات الصبغة، ويحوي في داخله عدة التلميع وعلب «الورنيش» وفوطا عديدة لاستخدامات متنوعة. وهنا ينادي عليك: «تمسح يا بيه» أو «تلمع يا باشا»، واذا قبلت عرضه سرعان ما ينحني مادا كرسيا خشبيا صغيرا يضعه تحت قدميك، أو «شبشبا» بلاستيكا، أو كرتونة ورقية، فيأخذ الحذاء ويبدأ في تلميعه.وضوح تحاور ماسحى الأحذية وتستعيد معهم الذكريات 12
ونجد ان البعض من ماسحي الأحذية يتخذ من أماكن محددة في الميادين العامة، مكانا لعمله،
والميزة المهمة هي أن رأس مال هذه المهنة بسيط جدا، وهي أيضا لا تحتاج إلى أي مهارات خاصه ،حتى ليطلق عليها مهنة من لا مهنة له، لكنها في الوقت نفسه مهنة تدر مبلغا لا بأس به، فأسعار تلميع الحذاء هى اثنين جنيه في الوقت نفسه هي لا تكلف شيئا، وهذا يعني أن تلميع عشرة أحذية يمكن أن يدر عشرين جنيها.

مسح الاحذيه فلكلور شعبى***
وتعتبر بعض الفنادق أن ماسح الأحذية جزء من الفلكلور الشعبي، ولذالك فإنها تخصص له مكانا في إحدى الردهات الرئيسية، على الرغم من وجود ماسحة أحذية كهربائية توضع عادة في جوار دورات المياه، وتصر كثيرا على حفظ هذا التقليد وفق نمط تحدده هي، إذ تقدم ل«البويجي» صندوقا جدرانه مغطاة بالصفيح، ومزين ببعض النقوش، وبالطبع «عدة الشغل»: الفرشاة وعلب الورنيش، وغير ذلك.

عدة البويجى**
لا يحتاج ماسح الاحذيه إلا اشياء بسيطه ليقوم بعمله ،وهذه الاشياء ليست سوا فرشاه وفوطه وبعض علب الورنيش وصندوق خشبي يجمع فيه كل هذا
ومن المعروف ام مواد الطلاء التقليدية «الورنيش»، تحافظ على الجلد وتكسبه مرونة وطلاوة، وذلك كونه يمتاز بتركيبة من الشموع النباتية، من عسل النحل وشموع معدنية من مشتقات البترول، بالإضافة إلى مادة «الترابنتينا» السائلة التي تطير بسرعة، وهي تعطي للورنيش لمعان، بعكس مواد تلميع الأحذية الجديده فاغلبها مصنوع من مواد طياره وتتسبب فى تشقق جلد الحذاء
والجدير بالذكر أن مهنة ماسح الاحذيه لم تقتصر على فئه معينه من المجتمع فقد مارس هذه المهنه اناس أصبحوا ذا شأن كبير

ومن أهم الشخصيات العالمية التي عرف عنها مزاولتها لمهنة ماسح الأحذية نذكر الربيش البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي انتخب رئيسًا في عام 2002م، ثم أعيد انتخابه سنة 2006م بعد أن فاز بـ 60% من الأصوات. تسلم الرئاسة للمرة الأولى في 1 من يناير 2003م وحتى 1 من يناير 2011م.اختير كشخصية العام في 2009م من قبل صحيفة لوموند الفرنسية، وصنف بعد ذلك في السنة التالية حسب مجلة “تايم” الأمريكية كالزعيم الأكثر تأثيرا في العالم، لقب بأشهر رجل في البرازيل من الجيل الحديث.

ونذكر شخصية الملاكم العالمي مايك تايسون، ومن الأدباء العرب محمد شكري صاحب رواية حياة الهامش عن واقع بعض دول شمال إفريقيا والمغرب العربي، تحت عنوان الخبز الحافي

ولنتعرف عليهم اكثر ذهبت وضوح ليهم وكان لقائنا بهم.
عم سامح وهو ماسح للاحذيه بميدان رمسيس امام محطه مصر: حال البلد هوه اللى جبرنا على القعده دى ،هوه أنا لاقيت غيرها ومشتغلتش؟ بس الحمدلله أنا راضى بالشغلانه دى وعمرى ما اتكسفت منها لانها شغلانه شريفه ،انا عندى ولدين وبنت هربيهم علشان يكونو احسن منى وميرجعوش لما يكبروا يدعو عليا مش بيقولوا الاباء شمعه تحترق علشان تنور الدنيا لولادهم،انا بس زعلان علشان احنا مهمشين،محسيسنا أن شغلانتنا تكسف مع انك لو سالتى هتعرفى ان فى البعض من اللى شغالين شغلانتنا دى متعلمين تعليم عالي
عم محمود: أنا شغال كده بقالى ١٥سنه شوفت كتير وسمعت كتير وقابلت كتير وكل ما بشوف بقول الحمدلله، اشتغلت بويجى علشان مافيش حد بيتحكم فيا انا حر نفسى يعنى محدش يقولي اعمل ده ومتعملش ده ولا يتحكم فيا ويذلنى ويبتسم ويقول دى” اعمال حره” اشتغلت شغلانات كتير بس لاقيت الشغل عند الناس فيه جبروت فيه تحكم وظلم كبير وبجد أنا حبيبت شغلى ده اوى والحمد لله بيكفينى أنا واهل بيتى،عارفه حضرتك السبب فى اللى احنا فيه ده هو جهل الاهل لان الام الجاهله بتجيب ولاد جهله والولاد بيجيبو ولا اكتر جهل وكده يعنى لاكن لو اتهامنا هنكون أحسن من كده، أنا عمرى ما اتكسف من شغلى ده ابدا ده شرف والشغلانه مهما كانت فى عين الناس قليله بس شريفه بتكون قيمتها كبيره اوى، عارفه حضرتك أنا ببوس الصندوق بتاع الشغل ده كل يوم الصبح والحمدلله انا حر وربنا مراضينىوضوح تحاور ماسحى الأحذية وتستعيد معهم الذكريات 13

وبجوار كشك للجرائد بميدان النعام يجلس مصطفى وهو طفل لم يتعدى الثانية عشر سنه ويغضب مما يقول عنه طفل فقال : أنا مش عيل صغير أنا راجل البيت ابويا مات من ٣ سنين وكان شغال بويجى وهو اللى علمنى الصنعه دى وحببنى فيها وكان بيقولى دايما الشغل مش عيب طالما حلال العيب انك تمد ايدك فى جيوب الناس او تمدها مستنى حسنه منهم ، أنا اشتغلت كده علشان امى تعبانه ومش بتقدر تشتغل وعايزه فلوس للعلاج وابويا عودنى مامدش ايدى لحد والحمدلله مستوره ، وربنا محبب فيا الناس من دعوة امى ليا ،انا طلعت من المدرسة من ٦ ابتدائى بس اعمل ايه أنا بقيت راجل البيت ومسئول عن امى

ولم يقتصر عمل ماسح الاحذيه على الفقراء والاطفال ،او من لم يتلقو نصيبهم من التعليم،بل لقد امتهنها جامعيين واصحاب مؤهلات عليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.