كثيرا ما كنا ننظر الى أنظمة التعليم على أنها عقيمة والمدارس كثيرا ما وصفناها بالفشل وعدم الكفاءة وطالما نظرنا لأولادنا نظرة المقصرين في أداء واجباتهم والى العملية التعليمية بأنها ملو زكائب العقول لطب أوراق تعلق على حوائط والكل يستسلم لواقع مؤلم بلا حراك ايجابي ويقول لنفسه ماذا افعل في ظل كل هذه المشكلات فالقرارات التي من شانها إصلاح التعليم اختصاص وزارات ودول ولا يملك الإفراد سوي الدعاء لإصلاح الحال.
من الممكن تغير واقع مؤلم فقط إذا غيرنا نظرتنا للمشكلة ونظرنا لها من منظور مختلف لأمكنا صنع الكثير وأول هذه الخطوات أن نجعل من المدرسة مكان محبب للأطفال يفرحون بالإقبال عليه ويسعدوا بالبقاء فيه ربما تكون أولي خطوات حب العلم وتعلم المهارة .
سوف نناقش في مقالات لاحقة حلول لمشكلات طالما أزعجت الكثير بداية من تأهيل الأطفال للذهاب للمدرسة وحسن اختيار شكل المدرسة وطريقة تواصل الطفل والمعلم ونظم الإدارة المدرسية والإدارة الصفية والتأديب وكثير من المشكلات التربوية بالإضافة الى خلق الدافع الذاتي للتعلم من خلال تطبيق العلوم والاستفادة منها عمليا .،
وتصور صورة المستقبل والبحث عن هدف وتحديده والعمل على الوصول إليه في إطار من التعاون بين المدرسة والأهل ولهذا اخص بحديثي هذا كل ام تبحث جو مناسب لتعليم أولادها فتعرف كيف تختار له مدرسة تليق بتربية قائد المستقبل وكل معلم يرغب في تطوير ذاته وزيادة قدراته وكل صاحب ومدير مدرسة يضع أمام أعينه مستقبل مشرق وينظر لنفسه على انه صانع لأمة بأكملها ويتمني من الله ان تحسن صنعته.،
الزبون دائما على حق قاعدة تجارية نتمسك بها عن الاختلاف مع البائع ومن الممكن تطبيقها على الطفل من منطلق أكثر واقعية ليكون هو آخر من يلام عليه. قد يصاب البعد بالدهشة من حديثي هذا ولكن إن أمعنا النظر نجد معظم عباقرة ومخترعين العالم كان لم يكن كلهم كانوا لا يحبون المدرسة .،
بل ووصفوا بالفشل في كثير من الأحيان وربما وصل الأمر لفصلهم من التعليم وعلي الرغم من ذلك اثبتوا جدارتهم وحققوا اختراعات واكتشافات نفعوا بها العالم بأسره على الرغم من ان المدرسة كانت مكان غير محبب لهم لأنهم فقط افتقدوا من يفهمهم ويتعامل معهم بالطريقة التي خلقهم الله عليها ليس بالطريقة التي يجيدها معلموهم.،
ويطرح السؤال نفسه لو كان مخترعين وعباقرة الأمس وجدوا في مدارسهم من يفهم شخصياتهم ويكتشف مواهبهم ويدعمها ويمهد لهم السبل ويضعهم على أول الطريق ماذا سيكون الحال هل سيكون أفضل مما وصلوا إليه ؟
بالطبع من اعتمد على الموهبة فقط يتعثر أكثر ممن مهد لهم الطريق وبالتالي هناك سؤال آخر يفرض نفسه كم طالب اقل موهبة كان من الممكن ان ينفع المجتمع بموهبته إذا أعناه على ذلك بتمهيد السبل وكم ومن موهبة قتلت بالإهمال وعدم الرعاية.،
كل هذا يضع نصب أعيننا مسؤولية التغير فالكل مطالب بتغير الواقع ليست المدرسة كل شئ فللأهل دور لابد ان يقوموا به والمناهج ليست العقبة الوحيدة فللمدرس دور في توظيفها وتطويعها بما ينمي قدرات الطالب .،
الوزارات ليست العائق الوحيد فالمدرسة المؤمنة إدارتها بأهداف التربية السليمة تستطيع تطويع القوانين وتوظيفها.
خلاصة القول على الجميع التعاون لتحقيق متعة التعليم.